لـيلـة مـمطرة~3

52 10 1
                                    

                               بلـوغ |3

مر اسبوع كامل حتى عادت صحة امي إلى مكانها وعادت ابتسامتها واليوم جلست معنا على سفرة الطعام وحتى انها اعتذرت مني لأنها لم تحضر لي هدية عيد ميلاد بسبب ماحصل في الأسبوع الماضي فقلت لها لا بأس
اليوم عندما عدت من المدرسة أشار لي عم
وطلب مني مناداة ابي .. ففعلت ما أمرني به ..
جاء ليطلق التحية ..
عانقه ابي بقوة وكأنه يعانق ابنه الصبي ..
لماذا اقول له عم وهو عمره يقارب العشرون ؟!
هكذا كنت اتحدث مع نفسي حتى سمعت سؤاله لأبي
أين يونغي اشتقت اليه ارغب برؤيته هل يتعبك بمراهقته ام كما راهنت عليه سيكون هادئ للغاية ؟!
من سؤاله فهمت انه عاد حديثاً ولا علم له بوفاة يونغي
قرأت ملامح والدي بشكل ما استطاع السيطرة على حزنه ونظر بعيداً وبعد تنهيدة عميقة قال
انه هادئ للغاية كما راهنت انت .. هو مثلي يحب الموسيقى ويحب العزف يونغي يحب العزلة لذا أرسلته الى جدته لفترة ..
رفعت رأسي الى والدي ربما عاتبته دون قصد لأنه كذب !
فنظر الي وكأنه يقول لقد استصعبت قول انه توفى
ضرب الشاب كف بكف وهو يقول خسارة اردت رؤيته وقال بأنه سيذهب خارج البلد من جديد من اجل دراسته والمنحة التي حصل عليها واحتمال بأنه لن يعود مجدداً .. لذا ودع والدي وداعب وجنتي ومضى في طريقه .
.

..

واليوم انا اتميت عمر العشرون عام
احدهم قال لي قبل ان نفترق
ما يميزني حقاً ليست ملامحي الهادئة ولا الفيروز الذي يسكن وسط عيني ما يميزني حقاً هو شعور الحب الذي امنحه لكل الاشياء التي حولي حتى البسيطة والعادية .
هذا كان كلامه الاخير قبل ان انهي علاقتي واودعها مع المراهقة ..
تغيرت كثيرا اصبحت واعية وادرك الصح من الخطأ ولا استشير والدتي في اي امر احب الاعتماد على نفسي ولا احب الاتكاء ..
حتى تلك المسائل الرياضية بت احلها وحدي دون مساعدة من والدي
حزنت مرات كثيرة بسبب شاب احمق لم يستحقني وتظاهرت اكثر من مرة بأنني بخير وانني متفائلة وانني صلبة ..
ومع الوقت اكتشفت بأنني املك مشكلة في التعبير
وكرهت الحب دائما وكما كنت اعتقد بأنه لم يصلني ابداً بالشكل الكافي ..
بكييت مرات عديدة بسبب اشياء تافهة واحدهم قد قال بأنني اعاني من حالة نفسية ومشكلة في التواصل .. ضحكت في ذلك اليوم عندما وصلني هذا الكلام ولكن بالفعل كان الكلام واقعي اكثر مما يجب !
رغم تضاهري بالقوة .. الا ان ضعفي كان يغلبني عن طريق الدموع .
في اي مشكلة ان لم تلاحضي يا أمي حتى وإن كنت انا هي المحقة الا ان دموعي تغلبني
ولم اكن خجولة كما كان يعتقد البعض انا فقط اخاف .. اخاف الحديث مع الغرباء .
قد يتسائل البعض لماذا بكييت عندما كسرت الكأس او عندما اوقعت الكتاب ؟
بالطبع ليس السبب لان الكأس انكسر او لأن الكتاب انزلق كان السبب ..
اه .. حسنا مازلت أجهل السبب وجهلي في هذا الأمر يمزقني وبالفعل أيقنت بأن هناك مشكلة قد حصلت في صغري لا اذكرها ولكن إثرها بقي بداخلي يجعلني ابكي بسبب ابسط الاشياء رغم انني لا اذكرها !
يقال ان شخصية الإنسان وقوته تتمركز حول ما هو أهم حدث حدث معه في اول خمس سنوات من عمره
يا ترى ماذا حدث معي في او خمس سنوات من عمري ؟
لا اعلم
هذا الذي جعلني دائماً لا احبذ فكرة الاقتراب من احد ما
ان كان صديق أو حبيب أو حتى عائلتي بنفسها !
كلما اكبر ابتعد اكثر انعزل اكثر دون ارادتي
منذ ان نضجت لم اعانقك يوما دون سبب رغم رغبتي .. ولكن كنت انتظر المناسبات لكي افعل هذا .. عناق لثواني وقبلة على وجنتك الزهرية سريعاً يا امي !
دميتي سالي مازلت محتفضة بها .. لا استطيع النوم ان لم تكن بجانبي .. تجعلني اشعر بالسلام والسكينة ولا أعلم السبب .
ذات ليلة نمت من دون دميتي فرأيت مناماً بأن هناك في نهاية المطاف فتاة شابة وجميلة تنتضرني
وانا كنت طفلة صغيرة كلما أتقدم ناحيتها هي تكبر بالسن ويقصر طولها بينما انا انضج ويزداد طولي
حتى وصلت اليها ورأيتها عجوز هلكة بينما انا بعز شبابي
عجزت تفسير هذا المنام ولم أحدثه لأحد
لذا منذ ذلك اليوم لم ابعد سالي عني خوفاً من تكرار ذلك المنام .

ليلة ممطرة "rainy night" حيث تعيش القصص. اكتشف الآن