تراكمات دراسية

4 0 0
                                    

مبارح وأنا مروّح من الجامعة ، من ساعة ما ركبت الباص وبالي مشغول بجدول الامتحانات يلي طرحته الكلية ، وقاعد برسم خطط في خيالي بـ كيف ممكن أتحوّل لروبوت أو كائن خارق حتى ألحق أختم مواد الامتحانات يلي كلها متراكمة علي وما فتحت منها غير اول كم صفحة ..
بعرف إنه الغلط عليّ من البداية بإني راكمت وما كنت بدرس أول بأول ، بس خلص صار الي صار ، فش وقت للعتب وجلد الذات ، خليني أشوفلي حل سريع وطارئ ..

وفي خضّم انشغال بالي في الحلول وصلني مسج من أمي " الله يرضى عليك يمّة جيبلنا معك علبة لبن رايب وانت جاي " ، قلت بعقلي " يا ريتني لبن رايب لا عليّ امتحانات ولا هاكل هم الدنيا " ..
ميّلت على دكّانة الحج أبو ربيع أشتري منه لبن وأسلم عليه ، بحب أشوف ابتسامته وأسمع من حكاويه ..
شاف الهم على وجهي ، وسألني كيف حالي وكيف دراستي ، جاوبته وطلبت منه يدعيلي ربنا ييسر أموري ويسهّل علي كل حَزَن .
ردّ علي : " أنا رح أدعيلك ربنا يفتّح بصرك وبصيرتك على القوة والحيل الي وهبك إيّاهم "
سألته عن قصده كونه استيعابي صاير بطيء هاليومين فـ حكالي : " انتَ مفكّر يا ابني انك مش رح تقدر تخلص كل الي عليك وشايف هالكم صفحة هم كبير؟ لا والله انك غلطان ، انت بتقدر تدرس عن عشرة "
ضحكت وقلت : " يا رب الله يسمع منك ، انا باكل عن عشرة يا عمي بس الدراسة دوبني دارس عن حالي "
رجع رد علي بصوت حازم : " وبتدرس عن عشرة ، لأنك انت مسلم ، توكلك على الله مش بس على جهدك ، طيب عمرك مرّيت على آية  :
[يا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ إِن يَكُن مِّنكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُواْ مِاْئَتَيْنِ وَإِن يَكُنْ مُّنكُمْ مِّاْئَةٌ يَغْلِبُواْ أَلْفًا مِّنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَفْقَهُونَ]
بحكيلك في التفسير يا ابني إنّه الإنسان بعون الله بيجتهد جهد ١٠ أشخاص ( عشرون صابرون يغلبوا مائتين ) بالوضع الطبيعي ، وفيه طاقة بتعطيه الدافع لإنجاز مجهود ١٠ مع بعض، متخيل كيف ؟..
الموضوع محتاج منك صبر بس .
رح تحكيلي انك تعبان ، ومهلوك وبتمر بظروف كثير صعبة، بترد عليك الآية الي بعديها :
[الآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفاً فَإِن يَكُن مِّنكُمْ مِّاْئَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُواْ مِاْئَتَيْنِ وَإِن يَكُن مِّنكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُواْ أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ.]
الإنسان بأضعف حالاته , مع عون الله بينجز شغل شخصين !
آه وانت ضعيف .. فيك طاقة وقوة اذا أخرجتهم كفيل تعوّض مكان شخصين بالعمل !..
وهذا والصحابة في المعركة ، ودراستك أهون من المعركة صح؟

⁃ يا الله يا عمي ابو ربــــيع ، انت هدية من رب العالمين الي .. وين انا كنت عن هاي المعاني العظيمة !

= الله يسهّل أمورك يا ابني ، خذ علبة اللبن ببلاش هدية مني بس بشرط تدير بالك على دراستك ولا تنسى تسلملنا على الوالد ").

#سُبُـل

سناحيث تعيش القصص. اكتشف الآن