في مساء يوم شتوي كئيب.كان قد نقل العديد من الناس،فكر في أن يستريح لكن..ليس لديه مكان يفرغ فيه نعاسه.فكر في أن يستريح على عربته.لكن برودة المكان تطرده.وقف وسط الشارع وحيدا وهو يتأمل،أغمض عينيه لبرهه نعسا.ليس هنالك من يذهب وحشته ألا حصانه الذي يبدو كلعبة خشبية متجمدة.كان الحوذي وحصانه ساكنيين كأنهما تمثال قديم حزين.فتح عينيه،لم يكن يرى سوى بياض الثلوج الساكنة تغطي الارض وظهر الحصان.كما أن ظهره اصبح أبيض لكثرة الثلوج الساقطة كما لو أنه قد طلي بالبياض.وكما أنه قد قسم الى قسمين حيث ظهره الابيض أما من المقدمة فهو أسود لسواد معطفه الروسي القطني.كانت نسمات الهواء البارد تحمر وجهه لشدة برودته وهو يطقطق أسنانه بسبب البرد وهو يمسك بحبل الحصان ساكناً كأنه تمثال أو كأنه نعامة يائسة ظلت الطريق أو أربكتها الحياة.كانت حبات الثلج المطمئنة تسقط بهدوء على قبعته السوداء المقمعة التي تبدو لوهلة ما تشاهدها أنها صحن طعام قد أمتﻷ من حبات الثلج النازلة عليها في منظر شتوي خلاب.عندما تراه وكأن الزمن يسير ببطء مع كل قطعة ثلج هابطة في مهبط القبعة في جو من الهدوء والبطء،تراه يتنفس ببطء حيث الهواء الابيض الذي يزفره وبعد فترة على هذا النحو وهو جالس على عربته الخشبية قام بحركات سريعة وهو ينفض الثلج من مؤخر جسمه كأنه صقر كبير يقلع بسرعة او كأنه فهد ضاري ينقض بسرعة كبيرة.وبعد أن نفص الثلج عليه رفع قبعته السوداء وقلبها على ظهرها لكي يرمي الثلوج الكثيفة الممتلئة منها وتحرك الحصان كذلك ورمى الثلوج من على ظهره،وهو يصهل صهيل ألم..جزع..من الحياة المؤلمة . كان الحوذي وحيداً ليس له أحد سوى حصانه وعربته.كان المكان فارغاً .كان له قصته مع الحياة، كما تظهر على وجهه تعابير الحزن والالم وفقدان شيء عزيز.تأخذه بعيداً في السماء..السماء الذهبية .جعلته يسرح معها بعيداً عن العالم في جو من الكئابة.وهو في هذه الحالة وأذا برجل يترنح يميناً ويسارا يخرج من بين الظلمات من الشارع يرتطم بالعمود حيناً وبأبواب المحلات حيناً أخر.وهو يتجه نحو الحوذي سانشيز ببطء الهوام. أستدار الحوذي الى الوراء وهو ينظر إليه في ذهول أخرس.الى....أن وصل مترنحا إلى سانشيز.تبدو على وجهه نظرات المجرمين،أراد سانشيز في أعماقه أن يواصل الرجل سيره ولا ينظر إليه.لكن....وقف بجانب العربة احس الحوذي بالخوف نوعاً ما،أستدار إلى يساره ونظر إلى سانشيز.أحس الحوذي بالرعب يتسلل إلى قلبه وأعماقه.سحب الرجل الحوذي من معطفه وهو يقول:(إلى شارع ماداجان بسرعة)،لم يرد سانشيز عليه لكن ما كان ليفعل شيء.وحافظ على رباطة جأشه،ولم ينبس ببنت شفه.ركب معه في الخلف،أثناء سير العربة لم يرد الحوذي أن ينظر إلى الرجل فقط أراد أن تمر هذه اللحظة على خير. لكن لم يستطع لأن الفضول لا يسمح له، وبنظرة سارقة أدار رأسه فقط إلى الرجل مبقيا جسمه إلى الامام،رآه نائماً!!!! نوما عميقاً. ارتآى الحوذي سانشيز أن يبقيه نائماً لكيلا تحدث مشاكل.في الطريق كان على سانشيز أن يعبر جسراً خشبيا متداعيا يكاد يسقط على نهر موحل،بدأ يسير عليه ببطء شديد وهو يعبر خشبة خشبة فجأة.. جلس الرجل الراكب خلفه وبدأ يصرخ:(سنقع...سنقع...آآآآ...) أربك سانشيز جداً وبدأ يمسك بسانشيز وهو واضع يديه على وجه سانشيز مانعاً إياه من رؤية الطريق وبدأ الحصان يغير اتجاه سيره،ووقع الجانب الخلفي من العربة وكاد الرجل أن يقع.بدأ سانشيز يحرك حبل الحصان بسرعة كبيرة لكي يتقدم الحصان إلى الأمام وينقذهم.لكانوا قد وقعوا..............؟!!!
أنت تقرأ
يوميات حزين: قصص قصيرة
Short Storyقصص قصيرة حزينة : مجموعة من قصصي القصيرة. التي مر عليها زمن طويل منذ كتبتها......