"" لا تحكم على الكتاب من عنوانه "
حكمة رددت علئ مسامعي مرارا وتكرارا لدرجة أنها حفرت في ثنايا عقلي ، ومع ذلك لم أكن مصدق بها من قبل ..أما الان فأنا من أشد المؤمنين بها .فبعدما كنت تعتقد أنه كتاب مفتوح بين يديك ، تقلب صفحاته برضا عما حققته بمعرفة معنى كل حركة ، كل نفس ، كل رمش يصدر منه ، تكتشف أن ماهو مفتوح بين يديك ليس إلا مجرد مقدمة منمقة من الأفعال و الكلمات لارضاء وخداع قارئها .
مقدمة هدفها الهادف أن تكون شبيهة بالعسل ، حلوة التعبير تفوق السكر حلاوة ، و لزجة لزوجة تردي الصمغ هزمة نكراء اذا ما نوفس بقوة تمسك كلماتها بفكرك ووجدانك .
وحالما يخطر بنفسك أن تجرب أكثر من ذلك ، تجد نفسك مغدور بإبرة النحل الذي غفلت عنه بسبب تذوقك الطعم الذي لا يقاوم.
يعود لتذكيرك بقسوة بأنه هو صانع العسل الذي تهيم فيه حبا ، وما هو إلا وهم لا أساس له .""
تنهد وهو يضع كلتا يديه على رقبته يتأمل ما خطته يديه ، مع كل كلمة تمر بها عيناه يشعر ان وعيه يخفت اكثر فأكثر .
ليجد نفسه يغرق ببطء في بحر ذاكرته بدون قصد ، و لم يبذل إي جهد محاول إنقاذ نفسه من وسط دوامة مشاعره ، التي أستمرت بسحبه بقوة ناحية البؤرة و بداية كل شيء
هي البؤرة في الدوامة وسبب ماهو عليه الان