"ارتعدت النوافد خوفا من رياح العاصفة مصدره صوت جلجل خواطري ..وزاد المطر ضربه لسقف محاول اثبات قوته..
وانطفاء نار فتيل شمعة زياد وضعي سوء ..
فمن كان أنيسي سحب اخر انفاسه الاخيرة ..
تاركا اياي ملوث بدمائه التي لن تزول اثارها البتة ..
ارتجف جسدي حينما سمعت صرير الباب الحديدي المهترئ ..
ضيقت عيني في محاولة فاشلة لروية شيء ..
مرة مدت من الصمت اعطت الدافع لجسدي الواهن ان يتحرك ناحية الباب..استمريت بزحف بتعب الى ان بلغته وبدات بعتقاد انه يمكني الخروج من هنا ..
لكن تلك الضحكات الهستيريا التي ضهرت من العدم اخبرتني كم كنت احمق ..
كان يقف امامي بسكين طويلة تستخدم لذبح الخنازير وهي ملوث بدماء شريكي الميت و يفصل بيننا. انش واحد ..
لحظتها لم اتوقع ان يسوء وضعي اكثر من هذا ..
و حينها ضرب شعاع من البرق شجرة قريب من المبنى لتشتعل في ثواني مضيفة الرعب الى المشهد .."
توقف عن قراءة الرواية حينما لمح هيئتها تعبر من امام القاعة ، استقام بعجل في وقوفه بعد ان كان يقرآ الرواية لبعض من زملاءه وهو يستند الى طاولة المحاظر ، اعتذر منهم بسرعة وهو يخرج من القاعة وسط تذمراتهم منه بان يكمل القراءة
اسرع الخطا ليحاول اللحاق بها ، حين اصبح بينهم بعض الخطوات خفف سرعته لحافظ على مسافة بينهم لكي لا تنتبه بانه يتبعها ، دخلت المكتبة لتتجه لقسم الكتب الخيالية ، وتنعطف عند ركن معين لتصل الرفوف التي حفظتها عن ظهر قلب ، لتمسك بالكتاب نفسه الذي تقرآه كل ٢٧ من كل شهر .
اخذت الكتاب لتجلس على احدى طاولات المكتبة امام ناظريه ،وضعت الكتاب على الطاولة لتفتحه و وتسند مرافقيها الى طاولة وتبدا بالقراءة ، تاملها ببتسامة صغيرة و توتر مقرر ان يتشجع ويتحدث معها اليوم ، مد يده الي رف الكتب الذي بجانبه ليأخذ كتاب بدون النظر له ، ويتجه الي نفس الطاولة التي تجلس بها ويسحب الكرسي الذي يقابلها ويجلس .
وضع الكتاب على الطاولة بتوتر وهدوء ورفع نظره لينظر لها وهي منغمسة في كتابها كأنها تقراءه للمرة الاولى ، بينما هو فقد الذاكرة لدقائق معدودة. عن ما يحدث الان وما حدث قبل هذا ، بدات انفاسه بتسارع لدرجة انه سمعها وضن انها عالية ، وانها قد تنزعج منه ، فحاول تدارك نفسه بفتح الكتاب الذي معه وصب تركيزه على الكلمات فيه ، التي تحولت لرموز لم يستطع عقله ان يبرمجها بسبب وجودها .
صوت تقليبها لصفحة الكتاب أرسل رعشة لدماغه ليعود لضخ الاشارات لجسده ، ونشأ صراع بين دواخله جعله يمسك الكتاب بعنف لدرجة تحول يده الى اللون الاحمر ، بدا في محاولة تنضيم انفاسه بحركة خفيفة من شهيق و زفير .