الفصل الاول " فتاة الياسمين"

43 11 15
                                    


  ها انا ذا أعد الدقائق الاخيرة لأنتهاء         الدوام المدرسي ، كان الجو غائم جزئياً  
والجزء الذي تظهر منه الشمس كانت         تشع في وجهي تحديدا ، نهضت لأغير   مكاني واجلس في مكان لا يصله ضوء الشمس وحين وجدت مقعداً.. رن الجرس! قلت بصوت مسموع:
" اخيراً "

اخذت حقيبتي وهممت بالخروج كان الدرج مكتظاً بالطلاب فلم اشأ ان احشر نفسي بينهم وقفت بأنتظارهم لينزلوا ،

بعد ان نزلوا ظهر من خلفهم صبي شعرت وكأني رأيته في مكان ما بدت لي عيناه الخضراوان وشعره المنظم مألوفاً لي.. لكني لم استطع التذكر ، نزلنا الدرج سوياً.. نظر إلي فابتسمت له،

وقلت:
_ وجهك مألوف لي لكني لا استطيع التذكر اين رأيتك
ضحك طويلا حتى وصلنا لنهاية الدرج ، نظر إلي نظرة لم استطع تفسيرها ، وقال :
_ نحن في نفس الصف..
قلت له مبتسماً ابتسامه صفراء :
_ اااااه.. تذكرتك!
قال وهو يعدل حمل حقيبته :
_ لا لم تفعل
ضحكت ثم قلت له :
_ في الحقيقة اجل لم اذكرك
تغيرت ملامح وجهه ، وقال مبتسما:
_ لا مشكلة لكن آمل ان تتذكرني حين تراني في الغد
ضحكت ضحكتاً ملأت الممر كله ، ولوّح لي بيده مودعاً و لوحت له بدوري ، وقلت:
_ اراك غدا يا...
صرخ قائلا:
_ اسامه!
_ ااه.. اراك غدا يا اسامه!
وقلت محدثا نفسي :
_آمل الا انسى اسمه في الغد سيبدو هذا محرجا ومضحك..

نظرت لساعة يدي كانت الواحدة والنصف ، كنت قد اتفقت مع صاحب الحافله التي توصلني ان يأتي في الساعة الثانيه للاعتقادي بان هناك حصة بعد الواحدة والنصف اليوم ، لم اشأ ان انتظر وحدي امام باب المدرسه لنصف ساعه فقررت ان اعود سيرا على الاقدام

بدأ الجو بالتقلب والغيوم السوداء بالتجمع وقد اختفى ضوء الشمس الذي يزعجني.
" يا الهي كم احب المطر والبرد وهذه الغيوم السوداء !"

قلتها بصوت عالٍ ومسموع.. سمعت صوت ضحك انثوي حلو لطيف خلفي.. لم اشأ ان التفت لأرى صاحب الضحكه.

دخلت مقهى لأشتري كوب قهوة بالحليب .. حين نظرت ليساري رأيت فتاة ترتدي فستانً بنفسجياً فاتحاً ذو اكمام طويله معه حذاء رياضي ابيض ، كانت مثل زهرة بنفسجيه تمشي على الارض ، واكثر ما اعجبني تسريحة شعرها القصير .. توقفتْ حين رأت شجرة ياسمين متدلية على الشارع.. اخذت تقطفها واحدة واحدة ، حين ادارت ظهرها انتبهت بأنها ملصقه على حقيبتها من الخلف ثلاث زهور ياسمين.. لم استطع منع نفسي من الابتسام لظرافتها.

شعرت بأحد يهزني من كتفي نظرت ليميني كان الرجل يمد لي كوب القهوة بالحليب وانا سارح الذهن لم انتبه له.
الرجل: مرحبا ..! هل انت موجود ام انك سافرت لعالم آخر ؟!!
ابتسمت له وقد ظهرت غمازات خدي ، وقلت :
_ اعذرني لم اسمعك تنادي
قهقه هو والرجل الذي بجانبه ، وحين خرجت كانت الفتاة قد اختفت.. حين بحثت عنها بعيناي وانا امشي لم اجدها فحسبت ان بيتها قريب من هنا وقد عادت اليه.

حين وصلت للبيت صعقت لرؤية الزجاج على باب البيت مكسور حتى انه كان مفتوحاً ، دخلت البيت ومع كل درجة اصعدها يرتفع صوت الشتائم والصراخ ، قلت محدثاً نفسي وانا افلت رباط حذائي:
_ ها قد عدنا لحياتي البائسه !
وكما هو متوقع انه الصراع الذي يحدث بين امي وابي كل ما سنحت لهما الفرصة(او يمكنني القول كلما سنحت لأمي الفرصة) فقد كانت تتعمد اختلاق المشاكل بين الحين والآخر لعدم رغبتها بالعيش معنا.. كنت اتمنى ان يتوقفوا عن الشجار يوما ، وبالفعل توقفوا عن الشجار ، لكن ليس بالطريقة التي كنت اتمناها.

حين دخلت المنزل ذهبت متجهاً لمصدر الصوت كانوا يصرخون فقط دون ان يتقاتلوا كالعاده في منتصف المنزل.. بقيت واقفاً محدقاً بهم..
حتى نهض ابي وصرخ قائلاً لأمي:
_ انتي طالق!
صعقت! لا بل لست اكاد ان ابقى واقفاً على قدمي ...

تتبع في الفصل الثاني..

..{رائحة الياسمين}..حيث تعيش القصص. اكتشف الآن