مضت عدة ايام .. وانا لم اذهب اليها سوي من اجل الطعام فقط وغالباما تكون صامتة او خائفة وشبه مضربةعن الطعام ... شيء جعلني اكره نفسي لانها علمت ذلك الامر في وقت غير مناسب ... لم اذهب الي غرفتها بالامس ...لا بد انها جائعة الان ...اخذت بعض الطعام وذهبت الي غرفتها ..طرقت الباب طرقات خفيفة ولكنني لم اسمع صوتها ..بالتأكيد ليست نائمة .. عدت لطرق الباب ثانية ..وايضا لا رد ...اقتربت من الباب وقلت بصوت خافت حتي لا يسمعني احد ..
"اوليفيا هل انت بخير ؟!"
لم ترد ولم اسمع اي حركة ...
"سأدخل"
قلت ذلك وانا ادير مقبض الباب ..
وبالفعل دخلت الغرفة ... ولم اجد احدا ...
اغلقت باب الغرفة واخذت انادي ... ولكنني اعلم انها هنا ..لا بد ان تكون هنا ..بدأ القلق يتسلل الي قلبي ..انها خرجت من الغرفة ثانية ... المفتاح الذي اغلق الباب به لن يجدي نفعا ان استخدمت الاختفاء ..
"اوليفيا انا اعلم انك هنا ...ارجوك اظهري "
لم يحدث اي تغيير ولم اسمع اي شيء ..
"اوليفيا انا لا امزح اظهري ارجوك "
قلت ذلك بقلق ...الان سمعت صوت ضحكاتها ..وظهرت ...ويا للعجب ..كانت واقفة امامي !!
"ان رأيت وجهك لن تستطيع التوقف عن الضحك ..للمرة الاولي اراك هكذا"
"ويبدو انها لن تكون الاخيرة"
قلت ذلك وانا ابتسم بسخرية ...اظن انها بدأت تتقبل الواقع الذي وجدته ...هذا رائع !!
"ولكن كيف كنت متأكدا انني هنا ؟!"
"لا اعلم ..فقط كنت اعرف انك لم تخرج "
كيف اخبرها انني استطيع معرفة مكانها لأنني شربت من دمائها سابقا ... وقد اكتشفت الامر حديثا !!
"لن اخرج من هنا ابدا الا ...لو اردت الاقدام علي موتي "
"اوليفيا انا ..."
وقبل ان اكمل كلمة "اسف " قاطعتني وهي تقول ...
"حقا يا سام كنت اضع احتمالا لاسوء الحالات ...اما حالي الان لم اضع لها اي احتمال ...حقا ...لقد صدمت بك "
اسف جدا لانني تسرعت الان اود ان اؤكد للجميع ...انها لم ولن تتقبل الواقع الحالي ابدا
"لم يكن الامر بيدي وايضا كان تهديدهم قوي يجعل اي احد يوافق "
"ماذا تقصد ؟؟"
"لقد مات والداي ... واختطفو اوليفر ..وكان هو وسيلة تهديدي ...بما انه كان صغيرا وبشريا "
.............
"عودة الي الماضي "
كان ذلك بعد تخرجي من المرحلة الثانوية ..استيقظت علي صوت جلبة كبيرة في المنزل وعندما خرجت من غرفتي وجدت امي متوفاة بينما ابي يحاول ضرب احد الرجال ...ولكن الاخر كان اقوي بل كانت له قوة خاصة
لم اعرف ماذا افعل ..بل لم استطع استيعاب ما يحدث حتي قتل ذلك الرجل ابي ...لقد امتص دمائه !!
كنت انا التالي ولكنه وقف فجأة وكان امامي مباشرة كأنه سمع صوت يأمره بالانصراف ..وبالفعل التفت وغادر وكأنه لم يراني ... ظللت مصدوما وانا انظر حولي واصفع نفسي لعل هذا يكون كابوسا ولكن حقا قتل والداي ..وانا لم استطع فعل شيء ... مرت اكثر من ساعة وانا مغيب في كارثة موت والداي وابكي عليهما بشدة ...ولكن فجأة سمعت اصواتا بالخارج .. حاولت تمالك نفسي وخرجت سريعا من المنزل ... وجدت رجالا كثيرين يقفون في كل مكان استطعت الهرب وذهبت مباشرة الي منزلك .. وجدت والدتك متوفاة ايضا ولم اجد اوليفر اخذت انادي وابحث عنه .. ووجدته مختبئا في غرفته .. خرجنا معا من المنزل وركضنا باقصي سرعة ممكنة بينما يعم السكون التام من اي بشر في الطريق ... كل ما نراه في الطريق هو مصاصي الدماء الذين يقتلون البشر ... و اثناء ركضنا وجدنا رجلا يقف امامنا ... كان اوليفر ورائي وبمجرد ان رأه ذلك الرجل اشار لاحد ما وقام بامساكه .. حاولت ضربه ولكن الرجل قال ...
"يا رجل لا تتعب نفسك ...فقط ساعقد معك صفقة ...ان اردت ان يظل ذلك الفتي علي قيد الحياة يجب ان تسلم نفسك تماما ...والا فأنت تعلم "
"اتركوه فقط ... وانا لن اهرب ..ولكن ماذا تريد مني ؟؟"
"ليس من شأنك .. وان اطلت الحديث اكثر ساعتبر الاجابة هي الرفض "
"حسنا حسنا ..ولكن اتركوه "
ترك ذلك الرجل الضخم اوليفر ولكن فجأة قال ذلك الرجل ..
"احمق تصدق بهذه السهولة ؟؟"
ورأيت الرجل يختفي ومعه اوليفر ...وابتسم الذي امامي بخبث ثم قال ..
"وداعا "
وضربني علي رأسي ..
"عودة الي الحاضر"
"استيقظت بعدها لا اذكر شيئا ..وكانت رقبتي تؤلمني جدا ... وبعدها علمت انني تحولت ... ومع ذلك لم اعلم اين هو اوليفر ...ولا حتي لماذا قام ادم بتحويلي الي مصاص دماء .."
"لحظة اتقول ادم ؟؟"
"اجل ادم الذي اختطفك ...اكثر شرير هنا ..مثل ابنه تماما "
"ابنه !! ...من يكون ؟!"
"ويليام "
"ماذا تقول ؟! ...كيف ؟!"
"عرفت بعدها ان ويليام كشف الامر ظنا منه انك ستهربين لعالمهم لذلك اخبر الجميع ولكنك ذهبت لعالمك ...لذلك حاول اختطافك "
"ولكن ماذا سيستفيد ؟!"
"سينتهي عالم السحرة تماما .. ولن يتبقي غير مصاصي الدماء والمستذئبون "
وبمجرد انهائي لجملتي سمعنا صوت طرق علي الباب ... وفتحته فاذا هو احد الحرس ...
"ماذا هناك ؟؟"
"سيدي .... قال السيد ادم انه يريدك في امر هام "
"حسنا واياك ان تطرق هذا الباب ثانية مهما حدث "
"امرك سيدي "
اغلقت الباب ومن ثم نظرت الي اوليفيا ...
"جيد انني هنا يبدو ان ادم قام بتعيين حراس ليعلمو مكانك"
"ماذا سأفعل الان ؟؟"
"سأبقي هذه الليلة هنا ... واغادر صباحا "
توترت اوليفيا لذلك قلت ..
"لا تقلقي ..لن افعل شيئا ... ولكن هل اصبحت مرعبا لهذه الدرجة ؟!"
"لا لا ابدا ..فقط .."
ولم تكمل فانها لم تجد عذرا ...
"لا بأس لا تتعبي نفسك بالتفكير ... فقط ان لم تودي الحديث فلا بأس ... لا تقلقي"
"انا اسفة ياسام "
"علي اي حال ارجو الا تفعلي اي شيء يثير الانتباه حينما اكون بالخارج"
"حسنا"
كانت تنظر لي ببعض التوتر وهذا كان يكفيني لاتركها واجلس علي ذلك الكرسي البعيد ولا انطق باي شيء بعدها ...
ومع مرور الوقت وغرق الغرفة في ذلك الصمت غفت اوليفيا وتركت افكاري تفعل ما تشاء برأسي ... ومن كثرة تفكيري عن رحيلها ثانية ... غفوت ...
..........
وجدت نفسي في صحراء كبيرة وسط الجبال و اقف عند جزء مرتفع من الجبل ... واذا بصخرة كبيرة جدا تتدحرج باتجاهي ... ركضت اوليفيا ووقفت امامي تحاول استخدام سحرها لايقاف الصخرة ولكنها لم تستطع استخدامه ...
"انا اسفة يا سام "
قالت ذلك ثم دفعتني بقوة لاسقط بينما اطاحت بها تلك الصخرة و انا اصرخ ..
" لا .. اوليفيا "
استيقظت فزعا بعدها
ووجدت نفسي علي الارض يبدو انني سقطت ...
نظرت الي اوليفيا لاجدها لا تزال نائمة ... لم تتغير عن طفولتنا ... ولكن للاسف انا من تغيرت
خرجت من الغرفة ولكنني لم اقم باغلاق الباب بالمفتاح ..كي لا اجذب انتباه احد وخاصة ادم ...
وذهبت من فوري الي ادم ... كي نقوم بتصفية حساباتنا القديمة ...
........................
استيقظت ووجدت نفسي وحيدة في الغرفة .. يبدو ان سام غادر باكرا ...
لا انكر انني كنت فظة معه ... ولكنني بالفعل خائفة ... لا ادري ماذا افعل ولا ادري هل هو حقا لم يتغير ام لا ..
شيئ محزن ان يتحول طوق نجاتك الوحيد واعز اصدقائك الي اكثر شيئ تكرهه ... ومع ذلك لا تستطيع كرهه ...
مضت عدة ساعات وانا مترقبة صوت فتح الباب من سامي او ان يطرق احد الباب ولكن.... لا شيء....
وقفت اخيرا وحركت يدي حول حقيبتي ..فطارت اتية لي ... امسكتها واخذت اقلب محتوياتها لعلي اجد شيئا افعله ... وفجأة ...
سمعت صوت طرق علي الباب اقتربت من الباب وانا استمع الي انفاس من بالخارج ... سمعت صوتا يشبه صوت سام لذلك فتحت جزءا صغيرا من الباب ... ولكنه لم يكن هو ...كنت علي وشك اغلاق الباب بسرعة ولكن ذلك الرجل كان اسرع وقام بدفع الباب بقدمه و جذبني من ذراعي واختفينا ... ثم ظهرنا وسط الغابة ...
"من انت وماذا تريد ؟؟"
"ستعرفين لاحقا "
"لماذا قمت باختطافي؟!"
"هل تسمين هذا اختطافا ؟!"
صمت فجأة دون اي تكلم ...
"ماذا تفعل ؟؟"
"اصمتي "
اغمض عيناه ثم قال بعدها ...
"تبا ... يجب ان نهرب الان "
"لماذا ؟!"
لم يرد علي بل امسك يدي وركضنا بسرعة كبيرة في الغابة ...
ظهر امامنا رجلان ضخما البنية جدا...التفتنا وحاولنا الهرب ولكن ظهر رجال كثر حولنا ...واصبحنا محاصران من كل جانب ... ثم ظهر ادم من بينهم ...
"ااه تهرب وتظن انك تستطيع اخذها والابتعاد بتلك السهولة ؟!"
" لن تستطيع فعل شيء لنا ... وانا لم اصبح ضعيفا كما كنت سابقا "
"و يا تري ستختفي الي اين ... ليس لك مكان اخر "
"ليس من شأنك"
"لماذا تخفي وجهك هكذا ؟! ...الم تعرفك بعد ؟؟"
كان ادم ينظر لي وهو يتحدث ولكن من هو ذلك الرجل كي اعرفه ؟؟
"ليس من شأنك هذا ايضا "
اقترب ادم منه بينما قام هو بتخبئتي خلف ظهره ...ثم لكمه بقوة في وجهه ... ارتفع غطاء رأسه بعدها ...يبدو وجهه مألوفا لي ... ولكنني لم اعرفه بعد ...
"تأدب لا يمكنك مخاطبة اباك بهذا الشكل "
لحظة هل سمعتم ما قاله ؟!
اظن انكم عرفتم من هو ولكن ..كيف ؟!!
.............