part"10":بداية جديدة

9.9K 293 7
                                    

كانت تجلس في الحديقة كما اعتادت ان تفعل مع صديقتها عندما يذهبون لقراءة القصص التي يشترونها ويقضون وقتهم الجميل معا
قرب البحيرة كانت تمسك الكتاب وعيونها مليئة بالدموع..تبدأ بالبكاء لتقول
اماليا:"لماذا ذهبتي هكذا..انا حقا اشتاق لكي ايتها الحمقاء..لماذا تركتي صديقتكي هكذا..لا اريد قراءة ذلك الكتاب لوحدي بل اريدكي معي لنعيش خيالنا معا..ارجوكي عودي كاتيا"
في تلك الاثناء كان يقف وراءها ذلك الجميل وهو يستمع لكل كلمة تقولها
لم يتقصد ان يتبعها بل كان يريد ان يمشي قليلا وبعد ان سمع صوت احدهم يبكي عند البحيرة اقترب لكي يرى..كان يفكر في نفسه ويقول
فرانك:"هل هي نفس الفتاة التي كانت في المكتبة..لم تكن هكذا قبل دقائق..لماذا هي حزينة ولماذا اتعاطف معها وافكر بها واهتم لاعرف مابها..هل اسألها واجعلها تتكلم عن حزنها لكي ترتاح او ابقى بعيد..اااه ماذا افعل"
لم يكمل تفكيره حتى تستدير الاخرى لتراه وراءها يقف بطوله وهيبته الطاغية لتشهق بخوف وتصرخ
اماليا:"لقد اخفتني ايها الاحمق..هل تتبعني؟"
ينظر اليها لتنقلب ملامحه للطفولية والبريئة وهو يبرر لها ليبدو مظهره لطيف كالطفل الذي يقدم الاعذار لوالدته لكي لا تغضب منه
يلوح بيديه بمعنى لا وهو يقول بتوتر
فرانك:"اامم لا لا..كنت امشي بالقرب من هنا وسمعت صوت بكاء لذلك اقتربت لكي ارى فقط..لكن..هل انتي بخير؟!"
تنظر اليه لتدرك نفسها وتمسح دموعها بسرعة لتقول بطفولية وصوت ضعيف
اماليا:"نعم بخير..هل كان صوتي عاليا لتلك الدرجة؟"
يبتسم لطريقة كلامها اللطيفة رغم حزنها ليقترب ويجلس بجانبها
تشعر بالغرابة لتكتف يديها وتقول بنبرة حادة
اماليا:"من سمح لك بالجلوس سيد فرانك؟"
يرفع حاجبه وينظر اليها بحدة ليتكلم بنفس نبرتها متقصد اغاظتها لعله ينسيها حزنها قليلا
فرانك:"لا احتاج للإذن سيدة اماليا..وقلت لكي لاتناديني ب سيد"
تضحك بخفة لطريقة تقليده اليها ليضحك معها
تنظر اليه لتعود الدموع وتتجمع داخل عينيها لتقول
اماليا:"هذا كان مكاني المفضل مع صديقتي"
يتعاطف معها ويريد التقرب منها لكي تتكلم معه عن مايحزن قلبها ويجعل وجهها الجميل مكتئب بهذه الطريقة
يقترب منها قليلا دون وعيه على مايفعل ليرفع يده يمسح دموعها بأصابعه برقة
ينتفض قلبها وينبض بقوة لتنظر اليه وتقول
اماليا:"لماذا ينبض قلبي بقوة..ماذا يحدث"
ينظر الى عينيها ليقول بصوت عميق
فرانك:"شعور متبادل جميلتي"
يقترب منها ليحتضنها كالطفل بين يديه لتبادله ايضا وهي تبتسم وتشعر بالطمأنينة..وكأنه اتى كالمعجزة اليها ليغير حياتها وتخرج من حزنها ويجعلها سعيدة
.........
كان يجلس في مكتبه وعلامات الارهاق والتعب عليه
يضع يده على جبينه ويتنهد بتعب ليضع الاوراق الموجودة في يده على الطاولة
يرجع رأسه ليسنده على الكرسي وهو ينظر للفراغ ويفكر في نفسه
لوسيفر:"ماذا لو اصبحت حياتها في خطر بتواجدها معي..يجب ان تبقى بعيدة فأنا متأكد لو علم ذلك السافل بوجودها سيستخدمها كطعم"
يقاطع تفكيره طرق الباب بهدوء
يتعجب فالخادمات لا يطرقن الباب بهذه النعومة..يعدل جلسته ليحمحم ويقول بصوت عميق
لوسيفر:"لا اريد تناول الطعام فقط خذيه لكاتيا"
تدخل الاخرى بعد انتهائه من الكلام لتنظر اليه ترفع حاجبها وتكتف يديها..كانت تبدو كالطفل تماما
ينظر اليها الاخر ليتفاجأ من وجودها..كيف علمت مكان مكتبه وكيف تدخل دون ان يأذن لها..لكن قلبه عندما يكون معها يصبح ضعيف ومستسلم لها خصوصا مع تلك التعابير اللطيفة
يستقيم عن كرسيه بشكله المثير..اول ازرار من قميصه مفتوحة وشعره مبعثر واكمام قميصه مرفوعة..كان يبدو في غاية الجمال والاثارة
تنظر اليه من الاعلى للأسفل حتى يصل لأمامها يحني رأسه بسبب فارق الطول الكبيرة بينهما لينظر اليها وعلى وجهه علامات الغضب ليردف قائلا
لوسيفر:"كيف تسمحين لنفسك بالدخول دون سماع إذني؟!"
تنظر اليه لترتسم ابتسامة على شفتيها لتقول بنبرة ساخرة متقصدة تقليد نبرته لإغاظته
كاتيا:"لا احتاج لإذنك للدخول ايها الكبير..واظن ان لا مانع بدخولي هكذا أليس كذلك؟!"
تختفي ملامحه الغاضبة ليضحك بخفة على تقليدها لكلماته..يقترب منها ليحاصرها على الحائط ليقول بخبث وسخرية
لوسيفر:"هل اشتقتي لي بهذه السرعة؟"
تفتح عيونها بصدمة لتومئ برأسها بالنفي لتقول بتلعثم
كاتيا:"انا فقط..اردت ان اناديك لتناول الطعام فلا بد انك متعب وجائع"
يبتعد عنها لينظر بغرابة ويقول
لوسيفر:"ولماذا تهتمين بذلك؟..اذهبي وكلي انتي انا لدي بعض الاعمال"
تغضب من طريقة كلامه فهي تريد ان تنسى ما حصل فهي فكرت مع نفسها ووجدت انه يهتم بها وينسى نفسه وقسوته ومن هو عندما يكون بجانبها..ترى في عيونه انه بحاجة لشخص يحبه ويكون بجانبه يسمعه ويتكلم معه ويسير معه في طريقه..تريد ان تبدأ شيئ جديد معه لترى ان كانت مشاعرها حقيقية تجاهه وفعلا تحبه وتشعر بالأمان معه
تنظر اليه بغضب لتبعد يده بقوة وتمشي وهي تقول
كاتيا:"حسنا كما تريد..انا الغبية التي تهتم بك ولتعبك..تباً لك"
تنهي كلامها وهي على وشك الخروج من الغرفة لتشعر بيد تسحبها ليشدها نحوه بقوة فترتطم بصدره الصلب لتتأوه بخفة
تبتعد وهي تفرك جبينها لتراه ينظر اليها بغضب ليقول بنبرة حادة
لوسيفر:"هل قمتي بشتمي الان؟!"
تتذكر ماقالت لتعض شفتيها وتنظر اليه بعيون بريئة لتقول بتوتر
كاتيا:"ااا..بالخطأ انا اسفة"
يحني رأسه اليها ليقبلها بعمق والاخرى جامدة في مكانها لا تقوم بأي حركة او ردة فعل
يبتعد عنها ليأخذ كل منهما نفسه ليقول بصوت عميق
لوسيفر:"كلما سمعتكي تشتمين سيكون عقابكي كهذا وفي كل مرة ستزيد سوء صغيرتي"
تحمر وجنتيها من الخجل لتنزل رأسها للأسفل وتقول بصوت ضعيف
كاتيا:"لم افهم..ماذا تقصد ب سوف تزداد سوء؟"
يبتسم بجانبية وخبث ليقول
لوسيفر:"انا لا اتكلم عزيزتي انا انفذ حالا..ما رأيكي الان هل اوضح اكثر؟"
تهز رأسها بسرعة بمعنى لا ليضحك بخفة على خجلها من كلامه
يبتعد عنها لكي لا يشعرها بالتوتر والخجل اكثر ف يريدها ان تعتاد عليه ببطئ..يتكلم وهو يبتسم لها
لوسيفر:"اسبقيني الى مائدة الطعام وسألحق بكي..لنتناول الطعام معا هذه المرة ما رأيك؟
تنظر اليه بسعادة غامرة لتجري وتقفز لتحتضنه وغير مدركة بما تفعل لانه سمح لها بالخروج من الغرفة ويريد تناول الطعام معها
يشعر الاخر بالغرابة لفعلتها وايضا سعيد جدا..قلبه ينبض بقوة وابتسامة كبيرة تزين وجهه
حاوط يديه الكبيرتان حول خصرها ليبادلها الحضن وهو في قمة السعادة لانها بدأت تشعر بالراحة وتقبلت فكرة حبه ووجوده في حياتها
ثواني لتدرك ماتفعل فتشهق وتبتعد عنه بسرعة
ينظر اليها باستغراب ليقول بسخرية
لوسيفر:"هل معكي انفصام في الشخصية..ما الذي حصل الآن؟"
تلتفت عنه لتخرج دون نطق اي كلمة ليلحق بها الاخر
يصلون لمائدة الطعام..كانت تحوي العديد من المأكولات الفاخرة واللذيذة..اللحوم والحساء والخضار
تنظر بشهوة فهي حقا جائعة لتجلس على احدى الكراسي وتقترب احدى الخادمات منها تسكب لها الطعام
كان ينظر اليها بطرف عينه ويصطنع البرود دون ان يتكلم لتأتي الخادمة الاخرى وتبدأ بوضع الطعام له ايضا
تبدأ بالأكل وعيون الاخر فقط عليها ولم يضع اي لقمة واحدة في فمه منذ جلوسه
تبادله النظر وقطعة من الطعام في فمها تمضغها..كان فمها منفوخ ليكون شكلها لطيف
يضحك بخفة على مظهرها لتبادله النظرة بحدة وتقول
كاتيا:"الى ماذا تنظر يا هذا انا فعلا جائعة وكنت انتظرك منذ مدة
يرفع حاجبه وترتسم ابتسامة خفيفة على وجهه ليقول متقصد احراجها
لوسيفر:"تتصرفين وكأنكي زوجتي..لماذا تنتظرينني؟"
تحمر وجنتيها من الخجل لتبدأ بالسعال واللقمة مازالت في فمها
يحاول اخفاء ضحكته لينهض بسرعة ويقرب لها كأس الماء لتشربه بسرعة دفعة واحدة وهي تنظر اليه بغضب
كان يوجه نظره للطبق امامه ويلعب بالشوكة محاولا عدم الضحك
تضع الكأس من يدها بقوة على الطاول لتردف بنبرة حادة
كاتيا:"لقد شبعت..سوف أصعد للغرفة"
نهضت وكانت على وشك ان تقطعه لتمنعها يده الخشنة بإمساك معصمها ليشدها نحوه بقوة مسموعا شهقة قوية منها لسرعته في جذبها حتى تقع في حضنه
يمسك اسفل وجهها برقة ليرفع رأسها يجعله مقابل خاصته وهو ينظر لعينيها التي هو مدمن عليها ليقول بصوت عميق يجعل القشعريرة تجري في جسدها
لوسيفر:"اسف..لقد تقصدت فعل ذلك لأرى ردة فعلك"
يعدل جلستها ليجعل فخذيها تحاوط خصره وينظر الى لؤلؤتيها ليقول
لوسيفر:"فلنأكل معا جميلتي"
تبتسم له ولكنها تشعر بالخجل للوضعية التي جعلها تجلس بها
يبدأ بتناول الطعام واطعامها معه وهو يشعر بالسعادة والبسمة لا تفارق وجهه وهو ينظر اليها في كل ثانية ويراقب كل تفاصيلها كأنها لوحة فنية رسمت خصيصا له لكي يشبع نظره بها ويتأملها دون ملل مع حبه الشديد لها
.................

" أنا والشيطان || Me And The Devil "حيث تعيش القصص. اكتشف الآن