بِسـم اللّه الرحمـن الرحيـم
تغلغت آناتي داخل مواطن أوجاعي؛ لتُشكل بحرًا عميقًا من أدمُعي.
_______________________________
في تمام الساعة الحادية عشر مساءًا وكعادة تلك المنطقة في هدوءها وسكونها الرخيم، حيث يقف اثنين من أفراد الأمن أمام بوابة المشفى الخارجية أتت مرة أخرى بطلتها تلك المثيرة للشك، لكن هذه المرة مختلفة تمامًا حيث كانت واهنة، ذابلة، ولا تقوى على السير حتى، وقفت أمام اللافتة كما تفعل في كل مرة تأتي بها إلى هنا تحيرا من أمرهما في أن يتدخلا ويسألوها عن سبب ذلك الغموض الذي تأتي به إلى المشفى، ماذا تريد من قدومها كل يوم في هذا الوقت، مر يومان لم يرى أحد منهم وجهها بهما، ولكن أتت في النهاية، حسما قرارهم وقررا سؤالها:
_ "بقولك ايه انا هروح اتكلم معاها ماهو مش معقول تيجي كل يوم بنفس الشكل كده وكمان مغطية وشها وتمشي"_ "ياعم ما احنا قولنا لدكتور سليم وقال إنه هيقول للمدير وهو يشوف شغله احنا مالنا بقا خلينا في أكل عيشنا واسكت"
_" يابني آدم مينفعش كده، افرض في مشكلة ليها ولا حاجة مش وَجب نساعدها...اسمع.... انا هروح أكلمها انا وانت كلم دكتور سليم أو حد من التمريض "
_"ماشي"
قالها وهو يتوجه ناحية غرفة الأمن كي يجري اتصالًا بمكتب «سليم»أما عندها، لم تنتبه إلى ذلك الذي وقف بجانبها يحاول أن يتفرس في معالم وجهها الذي تخفيه خلف غطاء رأسها، كانت مُتعبة ولا تقوى على رفع يدها حتى، تنحنح الرجل بخشونة علها تستشعر وجوده لكن لا فائدة، بدأ بالتحدث بصوتٍ عالٍ نسبيًا:
_" يا آنسة...."
لا رد، ظل يكرر ندائه عليها حتى لاحظ ترنُحها وعدم قدرتها على الوقوف، كان سيذهب لإحضار كرسي لها كي تجلس لكن ما إن خطى بقدميه بعيدًا عنها حتى سمع إرتطام عنيف بالأرض الرخامية الصلبة، فزع مما حدث وتحرّك إليها سريعًا.
__________________________________في نفس الوقت، كان يصف سيارته في الجراچ، خرج «آزر» من السيارة وسار بإتجاه البوابة لاحظ إلتفاف العديد من الأشخاص حول شيئًا ما، اقترب منهم عله يعلم ماذا يحدث، فوجئ بفتاة ممددة على الأرض وبجانبها ذلك الرجل الذي كان يُحادثها منذ قليل، انحنى سريعًا ناحيتها وجذب ساعدها يفحص نبضها وجده قليلًا جدًا:
_" نبضها ضعيف، ايه اللي حصل"تحدث «عامل الأمن» الذي يقف مصدومًا حتى الآن:
_"معرفش يادكتور والله انا كنت لسة بكلمها عشان اشوفها واقفة هنا زي ما بتعمل كل يوم لقيتها وقعت مغمى عليها كدة"_" دي مبتفوقش خالص، اوعوا كده خليني أعرف اسعفها"
قالها «آزر» وهو يحملها ويسير بها بإتجاه المشفى، هو لا يُحبذ ذلك الوضع في حملها، ولكنه مضطرًا حتى ينقذ حياتها استغفر ربه بداخله وأسرع في سيره قليلًا.
أنت تقرأ
أتيتُكَ هروبًا
القصة القصيرةركوض، ركوض، ركوض، وسط الليل وستائره السوداء المسدولة، فما تُرىٰ بهذا الركـض أن يكون؟!