رسالة عتاب وشوق

1 0 0
                                    

وصلت الرسالة
قداسُ الدم تجاوز حدود الكلمات ..
بل اللغة وقيم المفردات ..
ولكن؟ ..
أحترمُ حروف الرسالة ..
لأنها تشبّعت بأنفاسك ..
وهتفتُ بأنين عتابكِ ..
إسمعي واقرئِي رسالتي ..
ترعرعتُ طفولةً بائسة ..
وكبرتُ صبياً في الشوارع ..
البالية! ..
وصرتُ شاباً يافعاً ..
وسطَ غيومِ اللاوعي ..
الدافئة! ..
عشقتُ قضيةَ بلدي ..
وخسرتُ الأحلام الباقية ..
تعلمتُ الكتابة ..
في المعتقلِ مع الأضواء الشاردة ..
عملتُ في بناءِ بلدي ..
رغم الأيادي الخائنة ..
انسحبتُ من عالمِ الخديعة ..
إلى عالمِ أحلامي الصامتة ..
قرأتُ الأديان ، والأدب ..
وعشتُ في قلبِ السياسة ..
هذا تكويني المختصر ..
وجعْ ، ألمْ ، حزنْ ..
فكرْ ، صمودْ ، إرادةْ ، تضحية ..
إسمعي رسالتي ..
قد أعجبني غضبك ..
محبوبتي ..
فأنا لا أعرفُ لغةَ التزييف ..
لأني أكرهُ التعابيرَ الزائفة ..
أنا ابن الحقيقة الصادقة ..
أنا الذي تحسسَ فيكِ ..
الأحلامَ الضائعة ..
الشعورْ ، الإحساسْ ، المراوغة ..
والمشاعرَ الدافئة ..
أعلنتُ حبي لكِ ..
في ضواحي زماني والمدينة ..
كتبتهُ على كل سفينة ..
رسمتهُ في سماءِ الحقيقة ..
الرسالة وصلت ..
أنتي من أثارَ في أعماقي ..
الكلمةَ في نشوةِ الإثارة ..
سنواتٌ طويلة ..
أبحثُ عن امرأه ..
لا تمتلك إلا المشاعر الطاغية ..
الحنين ، الدفء ، الطموح ، السكينة ..
الصدقْ والملاعبة ..
كنتي أنتي ..
أحببتكِ رغم أنكِ مراوغة ..
اجتمعت فيكِ النساء ..
والأمسياتِ الساهرة ..
حبي لكِ ليس مبتذل ..
فهو انبعثَ من القلوب النادرة ..
عليكِ لمسَ الحروف جيداً ..
فأنا لستُ من جنسية ..
أصحاب العهود الحانثة ..
وصلتْ الرسالة ..
أزعجتني الكلمات ، وحضنت الأنفاس ..
ففيها باقي عطركِ ، والدهشة ..
فيها حنينكَ ، والقسوة ..
فيها انتظارك ..
النسيانْ و اللهفة ..
فأنا لستُ تاجراً ..
ولا لقيط من الشمسِ البعيدة ..
احترمتُ قداسَ الدم ..
لأسمع عتابكِ بالطريقةِ المعهودة ..
وردودكِ عبر القصائدِ المخصوصة ..
فأنا من أحبكِ فجأة ..
وزرعَ أنفاسهُ في  زوايا عمركِ ..
فجأة؟! ..
ولكن؟ ... لم أكذبْ لحظة ..
ولم أكن من العبيدِ الشاردة ..
فهمتُ رسالتكِ ..
فعليكِ أن تعي الرسالة ..
لأني جواركِ  ....
عليك أن ترجعي إلى الرسائل ..
فأنا متعطشٌ لرسالة ..
منكِ أنتِ ، بقلمكِ أنتِ ..
وحسب الطريقة ..
لأني قبلتُ قراركِ للطريقة ..
لأؤكدَ حبي وعشقي لكِ ..
فأنا لستُ من العبيدِ الهاربة ..
ولا أقبلُ بأن تكوني جارية ..
فأنت الحضارة ، والمنارة ..
وصلتْ الرسالة ..

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Dec 17, 2022 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

وصلت الرسالة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن