-"ليس الواقع سوى أدراك، فلو أردت تغيير واقع حياتك، فأبدأ بتغيير ادراكك"
—————————————————————
اصوات المطر على نوافذ المستشفى وصوت الريح القوي الذي يوحي ببرودة الطقس، السماء المليئة بالغيوم الداكنة التي تخيم على الارجاء وتجعل كل شئ كئيب وقاتم. هدوء ممرات المستشفى ب دعاوي المساكين، وصخب شوارع المدينة بأصوات الابواق من الشاحنات التي على عجل.
" اه كم اعشق هذا الطقس" همهمت الى نفسي وانا أحمل كوب القهوه الدافئ وأتأمل روعة اجواء شهر نوفمبر من احد نوافذ الممرات الموجوده في المستشفى. الساعة الواحدة والنصف بعد منتصف الليل، انا اقف مجددا مع قهوتي أتأمل الناس حولي والشوارع من هذه النافذه كأنني ارى لوحة امامي وانا خارجها، أتأمل واصنع قصصٌ وحكايات للماره. هذه هوايتي من الصغر ان اراقب واصنع حكايات الاخرين وافسر شخصياتهم من مظهرهم.
اصبح هذا الشئء روتيني الليلي بعد أن بدأت العمل في هذا المستشفى ك طبيبة مقيمة في قسم الطوارئ. انا حقاً سعيدة انني هنا وانني اعيش الحلم الذي سعيت له مرارًا وتكراراً، الحلم الذي كان السبب في خساره الكثير ولكن عوضني عن الكثير، انا فخوره بنفسي حقاً.
"طبيبة ايڤيلين"
"طبيبة ايڤيلين"
قطعت سلسلة افكاري الا منتهيه عند سماع صوت الممرضه تيا وهي تنادي بإسمي برجفة وخوف من نهاية الممر. التفتت عليها لأرى ما بها، تقدمت نحوي وهي تلهث من تعبها بسبب الركض. قلت لها عندما بدأت اشعر بالقلق من نبرة صوتها ووجهها الذي يوحي بوجود كارثة. " ماذا حدث؟" قلت لها بالتزامن مع رفعها لرأسها والنظر في عيني.
"نريد المساعدة، المجموعة نفسها اتت ولكن معهم مريض جديد وحالته خطره.....والاطباء الذي يعملون في المناوبة الليلية لم يصلو بعد!" قالت وهي تحاول اخذ انفاسها واستعادة كامل وعيها.
يا الهي هم نفسهم مجدداً! انا حقاً لا اعرف ما خطبهم، منذ شهرين على قدومي الى هذه المستشفى ونفس المجموعة مع شخص متعرض للكدمات والجروح منها الخفيفة ومنها المميته يأتون كل يوم جمعه من الاسبوع في الليل، وطبعاً هذا لسوء حظي لانني من الاطباء الذين مناوباتهم في الليل وهذا ليس خياري انما اختيار المسؤول عني.
أنت تقرأ
𝙏𝙝𝙚 𝙃𝙚𝙖𝙡𝙞𝙣𝙜 𝙆𝙞𝙡𝙡𝙚𝙧
Action"بعيداً ، وراء خطاه. ذئابٌ تعضُّ شعاع القمرْ بعيداً ، أمام خطاه نجوم تضيء أَعالي الشجرْ وفي القرب منه دمٌ نازفٌ من عروق الحجرْ لذلك ، يمشي ويمشي ويمشي إلى أن يذوب تماماً ويشربه الظلّ عند نهاية هذا السفر! وما أنا إلاّ هُوَ وما هو إلاّ أنا في اختلاف...
