"وَما هُوَ إِلّا أَن أَراها فُجاءَةً، فَأَبهَتُ حَتّى ما أَكادُ أُجيبُ"
———————————————————————–
"تكثَّفَ الهواءُ الأبيض، وتباطأ وانتشر
كالقطن المنفوش في الفضاء. وحين لامس
جسَدَ الليل أضاءه من كل ناحية . ثلج."أجلسُ في زاوية غرفتي المُظلمة، أحاول تهدئة نفسِ المضطرب كي أستطيع استنشاق الهواء الكافي. حاولت اقناع عقلي انني بخير وأن كل شئ سوف ينتهي بعد عدة دقائق. استمريت بالبكاء الصامت وحظن نفسي مغلقةً العينين.
يا لهُ من صباح كي أبدأ اول يوم لي في الدوام الصباحي. نوبات الهلع سوف تقضي علي يوماً. انتهت نوبة الهلع التي رافقتني لعدة دقائق، لأعدل جلستي ومن ثم اذهب كي استحم وتهدئة نفسي.
جهزت نفسي كي اذهب الى العمل، خرجت من المنزل متوجهاً الى العربة. كان الجو قارص جداً في الخارج ولكن نتفاجا الثلج قامت بتدفأته قليلاً. قدت الطريق بصمت تام وانا افكر بما حدث هذا الصباح والى متى سوف تبقى نوبات الهلع هذه. ابتدا الامر عندما كنتُ في سن السابع عشر بسبب اسباب شخصية ومعظمها عائلية وحاولت علاجها ولكن كانت نفسيه أكثر ووجب علي انا شخصياً أن اعالجها بالإرادة.
ترجلت من العربة بعدما ركنتها في موقف العاملين التابعين لهذا المبنى الضخم. توجهت نحو بوابة المستشفى قاصدة مكتبي.
رأيت الكثير من الناس الذين لهم مختلف الاسباب لكونهم هنا. الذي يبدو عليه يحمل عبئ السنين. والاخر الذي كأنه يرحب حب السنين.
كلٌ منهم لديه الحياة المميزة عن الاخر. كم نتشابه وكم نختلف نحنُ البشر."اللعنة!!" خرجت الحروف من بين شفتاي ولقد عقدت حاجباي وانا أرى معطفي السكري قد تلطخ باللون البني الداكن نتيجةً لدفع احدهم لي.
"حسناً المعذرة" صوت بارد وكأنه ليس مهتم يأتي من فوق رأسي وانا ما زلت محدقة في البقع التي ارتسمت بفخر على معطفي العزيز.
المعذرة! هاه! هل هو احمق؟ المعذرة وليس اعتذر!
"بماذا تنفع المعذرة، هل أنت كفيف؟" قلت وانا اخلع المعطف الملطخ عني.
نظرت الى امامي كي ارى من اوقع علي القهوة بغير اهتمام.
"أنت!" صرخت بصدمة حقيقية.
أنت تقرأ
𝙏𝙝𝙚 𝙃𝙚𝙖𝙡𝙞𝙣𝙜 𝙆𝙞𝙡𝙡𝙚𝙧
Action"بعيداً ، وراء خطاه. ذئابٌ تعضُّ شعاع القمرْ بعيداً ، أمام خطاه نجوم تضيء أَعالي الشجرْ وفي القرب منه دمٌ نازفٌ من عروق الحجرْ لذلك ، يمشي ويمشي ويمشي إلى أن يذوب تماماً ويشربه الظلّ عند نهاية هذا السفر! وما أنا إلاّ هُوَ وما هو إلاّ أنا في اختلاف...