الفصل الرابع و العشرون

7K 190 28
                                    

اللهم إني أسألك العفو والعافية في الدنيا والآخرة، اللهم إني أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي وأهلي ومالي، اللهم استر عوراتي، وآمن روعاتي، اللهم احفظني من بين يدي ومن خلفي، وعن يميني وعن شمالي، ومن فوقي وأعوذ بعظمتك أن اُغتالَ من تحتى.
غير مسموح بنقل الرواية او نشرها باى مكان اخر دون الرجوع لى وشكرا
24
#وانقطعت الخيوط
الفصل الرابع و العشرون
أثناء معاينة افراد المنظمة للشحنة ، وجدوا احد الحرس الخاص بسليمان يهرول اليه قائلا باضطراب : فى عربيات داخلية ظهرت فجأة على الطريق و داخلة علينا
ليضطرب الجميع و هم يحاولون الفرار لولا ان سمعوا صوتا عاليا من بين افراد الحراسة يقول بنبرة تحذيرية : ماحدش يحاول يتحرك من مكانه .. المكان كله محاصر

لينظر سليمان بقلق الى زيد الذى كان يدور بعينيه فى كل مكان : و العمل يا زيد .. هنعمل ايه
تالا بخوف و هى تمسك بذراع سليمان و زيد برهبة : احنا لازم نهرب حالا
ليتأهب رجال الحراسة لاطلاق النير/ان على سيارات الشرطة
بينما قال زيد بصراخ و هو يخرج سلا/حه من ملابسه : انا مش عاوز حد يقلق ، كل واحد يفضل مكانه و سيبونى انا اتصرف
تالا ببداية انهيار و هى تتلفت حولها برعب : هتتصرف ازاى و احنا هيتقبض علينا ، و جاسر و مؤمن فين .. اختفوا فجأة و مش شايفاهم
زيد برباطة جأش : سيبك من اى حد دلوقتى و ركزى معايا ، انتى و دادى اؤمروا الحرس بتاعكم انه مايضر/بش نار و يقف بهدوء على ما عربيات البوليس توصل ، حتى لو حاوطونا ، مش عاوز اى حد يبان انه بيقاوم او خايف
سليمان بصوت عالى و هو يوجه رجاله : ماحدش يضر/ب نار و كله يقف ثابت فى مكانه و ما يتحركش مهما حصل .. سامعين
ثم التفت حوله و هو يراقب سيارات الشرطة التى التف بعضها من حول قافلة الجمال و السل/اح ، و التفت باقى السيارات حول سليمان و زيد و رجالهم و رجال و سيارات المنظمة ، و تفاجئوا ايضا بعدد من طيارات الهليكوبتر تحلق فى السماء و هى تحوم فوقهم و تنير الصحراء بكشافات الاضاءة العالية فحولت عتمة الليل الى نهار
و فى اقل من دقيقتين التف حولهم عدد كبير من رجال الامن المسل/حين ، ليتقدم قائدهم من زيد و سليمان و هو يقول بلكنة امر عالية : صادروا كل السلاح اللى موجود معاهم
تالا و هى تهتز من الخوف : اتكلم يا زيد اتصرف
زيد بهدوء : اهدى شوية و سيبيهم يشوفوا شغلهم
سليمان بحدة و هو يغض من صوته : يعنى هنستنى لحد ما يقبضوا علينا متلبسين و تقولى نسيبهم يشوفوا شغلهم
ليتفاجئ سليمان بيد زيد الممسكة بالس/لاح و هى ترتفع موجهة الس/لاح نحوه و هو يقول : ما انت لازم تسيبنا نشوف شغلنا يا سليمان بية من غير مقاومة ، لانى وعدتهم فى الداخلية ان العملية هتتم من غير نقطة دم واحدة
سليمان بذهول : انت بتخرف بتقول ايه يا زيد
تالا برفض : لا يا زيد .. ازاى تبقى معاهم انا مش فاهمة حاجة
ليمد زيد يده الاخرى مزيلا شاربه و ذقنه ، وبعض الشعر المستعار ايضا من فوق رأسه ليختلف شكله كلية عن ما كان و هو يقول بسخرية : اقدم لكم نفسى .. انا المقدم عز الدين المصرى ، و احب اقول لكم ان المرة دى ماحدش فيكم هيقدر يطلع نفسه من التهم اللى متوجهاله ، لان كله متسجل صوت و صورة و بأمر النيابة
و فى ثوان معدودة يمد سليمان يده الى ملابسه ساحبا سلا/حه و موجها اياه الى قلب زيد و يطلق النيران ، و اعماه غضبه عن ابنته و هى تحاول منعه لتصيبها الطلقة فى صدرها بدلا من زيد
لتقع ارضا تحت اقدامهم جميعا ، ليصرخ زيد طالبا اسعاف على وجه السرعة ،  و يرمى سليمان الس/لاح من يده بصدمة و يركع بسرعة الى جوار تالا و هو يحاول اسنادها قائلا بخوف : ليه كده ، ايه اللى خلاكى تقفى قصادى ، ليه تضحى بروحك عشان واحد خاننا و باعنا
تالا بالم : كنت بحاول احميك انت من انك تعمل حاجة ماتعرفش تخرج منها ، بس شكلها خلاص كده ..  ماحدش فينا هيقدر يحمى التانى مرة تانية يا دادى
سليمان برعب و هو يضمها الى صدره : حاولى ماتتكلميش ، الاسعاف هيلحقوكى
تالا بالم : هيلحقونى و بعد كده هيعد/مونى .. مش كده ، ثم رفعت بصرها الى زيد الواقف بجمود عند رأسها : كنت ابتديت احبك و اتعلق بيك ، و انا فاكرة انى هبتدى معاك صفحة جديدة من عمرى ، بس الظاهر خلاص .. عمرى انتهى لحد كده
زيد بوجوم : الاعمار بايد الله وحده ،  فى طيارة اسعاف مجهزة هتنقلك حالا على المستشفى ، و لو ليكى عمر هيقدروا يلحقوكى
سليمان بترجى و هو يرى المسعفين يحملونها على الفراش النقال و يتجهون بها الى الطائرة  : عاوز ابقى معاها
زيد بتهكم و هو يشير لاحد الحرس لتكبيل سليمان  : ماينفعش ، انت خلاص مقبوض عليك و هتترحل عشان التحقيقات
……………..
فى صباح اليوم التالى بقصر العزيزى ، كانوا يلتفون جميعا حول مائدة الافطار حين تلقى مدكور مكالمة تليفونية و عندما اجاب قال : اهلا يا جاسر يا ابنى صباح الخير
جاسر : صباح الاخبار الحلوة
مدكور : طمننى 
جاسر ببهجة : اتطمن على الاخر ، خلاص الموضوع خلص كله على خير الحمدلله
مدكور بابتسامة : يعنى هم حاليا اتقبض عليهم كلهم و اتحبسوا
جاسر : ايوة ، ماعدا تالا
مدكور بتساؤل : ليه .. هى ماكانتش معاهم
جاسر : كانت موجودة ، بس خدت طلقة فى صدرها
مدكور بحزن : حصل لها حاجة
جاسر : الحقيقة ماعرفش تفاصيل ، بس اكيد عز يعرف ، لو حبيت تعرف تفاصيل اكتر كلمه
مدكور بتنهيدة حزينة و هو يومئ برأسه و كأن جاسر يراه : ماشى .. هكلمه
وبعد ان اغلق الخط .. قالت رهف بفضول : ايه الحكاية يا بابا ، مين دول اللى اتقبض عليهم
مدكور بأسى : تالا و سليمان
رهف بشهقة عالية : اتقبض عليهم ليه .. عملوا ايه
مدكور : خلصوا فطاركم و حصلونى على المكتب .. و انا هحكيلكم على كل حاجة
و فى المكتب بعد ان فرغ مدكور من حديثه قال مراد : و ليه حضرتك ماحكيتليش حاجة زى كده من البداية زى ما حكيتلي على سبب جوازك من تالا
مدكور : لانى ببساطة ماعرفتش بموضوع الس/لاح ده غير بعد ما رجعنا من شهر العسل
مراد : كان برضة لازم تشركنى معاك فى حاجة زى دى
مدكور : خفت عليك من سليمان ، لانى برغم كل اللى حصل الا انى ما اقدرش انكر ان انا نفسى خفت منه ، مش على نفسى لأ .. انا خلاص شبعت من الدنيا وما فيها ، لكن خفت عليكم انتم
مراد : عشان كده قلتلى احاول ابين قدامهم انى مش موافقك على كل القرارات اللى اخدتها
مدكور : ايوة ، خفت يأذوا حد فيكم يوم ما اواجههم بانى رافض كل اللى بيعملوه
هدى : طب و بعد ما عرفت يا عمى موضوع تجارته دى و رفضت تشاركه عملت ايه
مدكور : اللى ماتعرفوهوش ان زيد اللى شفتوه فى الحفلة ماهو الا عز الدين ابن عمة جاسر و مؤمن ، ظابط كبير فى امن الدولة ، و اول ما سليمان فاتحنى فى الحكاية دى ماجاش على بالى غيره
كلمته و حكيت له كل اللى حصل ، و فى خلال اربعة و عشرين ساعة كانت الخطة اتحطت ، و اتفقوا مع صحفى انه ينزل موضوع كبير عن جاسر و شغله و هيلمانه اللى اتصور فى المقالة اصعاف الحقيقة بكتير فى الجريدة بتاعته ، و رميت الطعم لتالا اللى بدورها حكت عنه لسليمان اللى طبعا دور و قرى و عرف و طمع زيادة على طمعه ، و الحقيقة فى الداخلية بذلوا اقصى جهدهم انهم يبعدونى عن الصورة عشان سلامتى و امنكم
رهف : بس اللى فهمته ان اسم زيد ده شخصية حقيقية فعلا
مدكور : فعلا ، و اللى من حسن الحظ ان عز الدين كان فيه بعض شبه من زيد الاصلى ، لكن طبعا بتوع المكياچ ظبطوله الباقى لحد ما بقى نسخة منه ، و طلبوا من جاسر و مؤمن انهم يتعاونوا معاهم لانهم طبعا كانوا عارفين ان سليمان طمع فيه
رهف : و حضرتك طلقت رهف عشان كده
مدكور : رغم ان موافقتى على جوازى منها من البداية كان عشان أبعدها عنك انتى و مراد ، الا ان كان جوابا امل انى اقدر اقومها و ارجعها عن الطريق اللى ابوها ممشيها فيه ، و كنت معتقد انها فعلا ماتعرفش حاجة عن موضوع تجارة الس/لاح زى ما سليمان فهمنى ، لكن بعد كده عرفت انها معاه فى كل نفس و بكل عزيمتها و اصرارها كمان
هدى : طب هم حاليا يعنى محبوسين خلاص
مدكور : مدكور بس ، لكن تالا انصابت بطلقة فى كتفها
هدى بشهقة انزعاج : حصل لها حاجة
مدكور : لسه مش عارف ، هكلم عز و احاول افهم منه
و عندما همت رهف بان تسأل مدكور سؤالا اخر قال مراد : كفاية اسئلة يا رهف ، تعالى معايا و سيبى عمى يعمل المكالمة اللى عاوزها ، و انتى يا هدى ، تعالى معانا
و بالفعل خرجوا من الغرفة و الوجوم يزين ملامحهم ، تاركين مدكور بمفرده ليخرج هاتفه و يقوم بالاتصال بعز الدين الذى ما ان اجابه قال له مدكور : طمننى يا عز يا ابنى ، تالا حصل لها حاجة
عز الدين : لا ما تقلقش يا مدكور بيه ، الاصابة كانت فى منطقة بعيدة عن القلب ، و الدكتور بلغنى من شوية انها فاقت
مدكور بنبرة رجاء : لو طلبت منك انك تسمحلى بزيارتهم .. يا ترى ممكن
عز الدين : ممكن طبعا .. بس على بكرة ان شاء الله ، حضرتك عارف ان النيابة لازم تستجوبهم فى الاول
مدكور : طبعا فاهم .. عموما انا الليلة دى ان شاء الله هبات فى القاهرة ، و هستنى منك تليفون تبلغنى بالمعاد اللى اقدر ازورهم فيه
اما بالخارج ، فقد ذهبت هدى لمتابعة صغيرتها و هى تلهو بحديقة القصر ، بينما سحب مراد رهف من يدها حتى وصلا الى غرفة رهف بالاعلى و التى اصبحت غرفتهما معا منذ ان تصالحا معا ، و ما ان اغلق الباب اجلسها بهدوء على الفراش و جلس امامها و قال : عرفتى انا كنت مشغول عنك فى القاهرة ليه
فنظرت له رهف فى انتظار ان يكمل حديثه فأكمل قائلا : رغم ان النهاردة اول مرة اعرف عن موضوع الس/لاح ده ، لكن من البداية كنا عارفين ان سليمان بيخطط انه يحط ايده على المجموعة بتاعتنا ، طول الوقت اللى انتى زعلتى منى بسبب انشغالى عنك ، انا و عمى كنا عاملين زى الحرس الرئاسى ، كنا بننام و عنينا مفتحة ، انا عارف و معترف انى زودتها اوى ، او كنت غشيم على راى انور لكن  انا و عمى كنا متأهبين اننا ناخد ضربة غدر فى اى لحظة من سليمان اللى كان عامل زى صياد البط المستخبى وسط الهيش عشان يفاجئ ضحيته ، كان بيحاول انه يسرقنا باى طريقة
رهف بذهول : اللى اعرفه من زمان انه اغنى مننا بمراحل .. ايه اللى يخليه يبص لفلوسنا و شغلنا .. ماكانش محتاج ابدا
مراد : عمرك شفتى حد عطشان و لما شرب من ماية البحر  ارتوى
رهف : لا طبعا مافيش ، الماية المالحة عمرها ما بتروى ابدا
مراد : اهو المال الحرام زى الماية المالحة بالظبط ، عمر صاحبة ما بيشبع ، كل ما فلوسه بتزيد ، كل ما بيطمع و بيحاول يزودها اكتر و بيبقى دايما قلقان و خايف لا فلوسه تقل ، و كمان بيبقى  شايف انه احق بالخير اللى موجود حواليه اكتر من اى حد تانى ، حتى لو كان الحد ده هو صاحب المال الاصلى
و عشان تبقى فاهمة ثروة سليمان اصلها فلوس ناس كتيرة قدر يستنز/فهم و يبت/ زهم و يستولى على أملاكهم
رهف : و ليه سكتوا على حقهم
مراد : الله اعلم بقى كان بيمسك ايه بالظبط على كل واحد فيهم ، و تقدرى تقولى كده ان عمى اول واحد قدر يفلت من شبكتهم
رهف بحزن : رغم صدمتى فى كل اللى حصل ده ، الا انى زعلانة على تالا
مراد بسخرية : ماتزعليش على غالى يا حبيبتى .. انتى ماتعرفيش العق/ربة دى كانت ناوية تعمل ايه فى عمى ، لولا كرم ربنا اللى خلاكى نسيتى سماعة الديكت بتاعة تيمو هنا اول يوم جينا فيه
رهف بتذكر : ااه .. يوم ماقلبت عليها الدنيا و فكرتها ضاعت و طلعت معاك انت و بابا بعد كده
مراد بتاكيد : اهو لولا السماعة دى ، كان الله اعلم هيحصل ايه
فى السابعة مساءا كان الجميع بمنزل امينة و انور و هم يهنئونهم على الزواج ، و قال مراد لانور و هو يناوله مغلفا ضخما يبدو ان به مبلغا كبيرا من المال : عمى بيقوللكم الف مبروك طبعا و كان هييجى معانا لولا ان جاتله سفرية مهمة للقاهرة ، فطلب منى انى اوصللكم هديته
انور بامتنان ممزوج بالاحراج : هدية ايه تانى يا مراد ، مش كفاية كل اللى اتعمل ده ، و الله لو ابويا عايش ماكانش عمل معايا كل ده
مراد : ماتقولش كده ، و بعدين انت عارف عمى بيعزك اد ايه و بيعتبرك زيى بالظبط ، ده احنا عشرة عمر
رهف : بابا امبارح كان بيجوز ولاده ، زى ما احنا كنا بنحضر فرح اخواتنا كده
امينة و التى كانت تجلس بين رهف و هدى بسعادة و هى تقبل رهف : انتى اختى و حبيبتى و الله يا رهف
هدى : ايه يا جدعان و انا فين من كل ده ، مش كفاية انى سايبة جوزى حبيبى لوحده على ما اتطمن عليكم
امينة بمرح : تعبناكى معانا و الله يا هدى ، رغم انى عارفة ان جزء كبير من قعادك انك تمارسى هوايتك و تنظمى الفرح و تلعبى براحتك
هدى و هى تدعى الاحراج : ايه ده .. هو انا مفقوسة اوى كده
زينب بضحك : ياختى تلعب براحتها ، مش كفاية عملتلك الجنينة تحت و لا اجدعها قاعة افراح
لتميل امينة على هدى و تقبلها هى الاخرى قائلة : ماقدرش انكر ان انا كبهير انبهرت
زينب بمحبة : ربنا ما يحرمنيش منكم يا اولاد و لا يحرمكوش من بعض ابدا
فى اليوم التالى كان مدكور واقفا امام غرفة تالا بالمشفى بصحبة عز الدين الذى فضل ان ينتظر مدكور بالخارج ،  فدلف مدكور الى الغرفة التى تحتجز بها تالا ليجدها ترقد فى شرود تام و الاغلال تكبل احدى يديها فى الفراش فجلس امامها قائلا بهدوء : ازيك يا تالا
لتنظر له تالا دون اى رد فعل ثم تعود ببصرها الى اللا شئ ، فيقول مدكور بأسى : انا جاى عشان اشوفك لو محتاجة حاجة
لتعود بعينيها اليه و تقول بدهشة : تطمن عليا انا بعد كل اللى حصل .. طب  ازاى
مدكور : فاكرة قبل ما نتجوز لما قلتلك .. لو رجعتى فى كلامك هحترمك و هحبك اكتر
تالا : ايوة فاكرة
مدكورة : صدقينى يا بنتى .. كان نفسى فعلا و كنت بدعى انك ترجعى عن اللى فى دماغك انتى و ابوكى ده
تالا : انت بعد كل ده و راجع تانى تقوللى يا بنتى ، بعد ما كنت على ذمتك و حصل بيننا كل اللى حصل 
مدكور : و من بعدها كل الود اللى كنت بعاملك بيه اختفى .. ما سألتيش نفسك ليه اتغيرت فى معاملتى معاكى
تالا بفضول : ليه
مدكور : لانى كنت كل ما امدلك خيط يشدك من الوحل اللى انتى فيه كنتى بتقطعيه بعنجهية ، و كنت كل ما احاول امدلك خيط ابيض وسط عتمة قلبك كنتى بتحرقيه و ضلمة قلبك هى اللى بتغلب ، لان طول الوقت قبل جوازنا كنت معتقد ان ابوكى هو اللى غاصبك على اللى انتى بتعمليه ، لحد ما اكتشفت انك شريكته فى كل حاجة ، حتى التخطيط و التدبير .. ليه ، ايه اللى كان ناقصكم عشان تعملوا كل ده
تالا بدموع : مش عارفة .. بجد مش عارفة ، من ساعة ما فوقت من البنج و مافيش غير السؤال ده على بالى .. ليه
مدكور : و لقيتى اجابة
تالا و هى تهز رأسها يمينا و يسارا : لا ، و اهو كله راح ، حتى زيد ماطلعش زيد ، و طلع ضابط بوليس ، و من وقتها و انا محبوسة هنا و ماحدش سأل عنى غيرك
مدكور : و ما اعتقدش ان حد هيسأل عنك ، علاقات المصالح عمرها ما بتدوم ، و لولا طمعك فيا و سؤ نيتك من ناحيتى ، يمكن ماكنتش اتخليت عنك ابدا ، لكن انتى من يوم ما قررتى تطاوعى شيطانك و انتى كل تفكيرك كان منحصر فى انك تأذينى و بس
تالا ببكاء : كفاية بقى .. انا مش متحملة اى كلام تانى ، جاى تنصحنى بعد ايه ، ليه مانصحتنيش من زمان
مدكور : و لو كنت نصحتك كنتى هتسمعيلى و اللا كنتى هتعجلى بنهايتى اسرع
تالا بنشيج : مش عارفة .. مش عارفة
لينهض مدكور من مجلسه و هو يقول : عموما انا ما اعتقدش ان عندى ليكى اى كلام تانى ، بس عاوز انصحك نصيحة اخيرة قبل ما امشى ، اى نعم مش هتطلعك من اللى انتى فيه لان جرايمكم اللى ارتكبتوها لا تغتفر ، لكن لازم تفهمى ان جرايمكم اللى القانون مش هيقدر يعاقبكم عليها اقوى و اشد عند ربنا ، استهوانكم بخلق الله و تجبركم عليهم ، اكل حقوق اليتامى ، و خيانة امانة الناس اللى وثقت فيكم اخطر بكتير من جرايمكم اللى بتقع تحت طائلة القانون استهوانكم بالحرام اللى عمره ماكان سهل ابدا ، استهتارك بعرى جسمك اللى حاولت كتير افهمك انه غلط ، علاقاتك المشبوهة و خداعك لكل اللى اتجوزتيهم قبل كده
يمكن القانون مايقدرش يحاسبك على كل ده ، و هيحاسبك بس على تجارة الس/لاح  ، لكن على الاقل نصيحتى دى يمكن تخفف عنك عذاب ربنا يوم المشهد العظيم
تالا بفضول : نصيحة ايه دى
مدكور : التوبة .. اعترفى لربنا انك اخطأتى و انتى مقتنعة بخطأك ده ، و استغفرى و توبى باخلاص يمكن .. يمكن ربنا يتقبل توبتك دى ،  و انا كل اللى اقدر اساعدك بيه انى هقوم لك محامى كويس ، و ده بس لان مهما ان كان انتى لسه فى فترة العدة بتاعتك ، و لو احتاجتى حاجة ابقى بلغى المحامى يبلغنى
ليتركها مدكور وسط نشيجها الذى لم يدرى ان كان ندما ام حزنا على ما جرى لها ، و يغادر الغرفة ليخبر عز الدين انه قد انتهى فيقول عز الدين : انا حددت لك معاد زيارة لمدكور بعد كام يوم لانهم قرروا ينقلوه سجن الاحتياط ، حتى التحقيقات هتتم هناك
مدكور : هيتنقل بالسرعة دى
عز الدين : دى قضية امن دولة ، المنظمة اللى كان بيجيبلها الس/لاح ماهياش اكتر من جماعات ارهابية عندها مخططات لعمل بلبلة فى البلد و البلاد العربية عموما
مدكور : الحمدلله اننا قدرنا نكسر سمهم و انا متشكر جدا .. تعبتك معايا
عز الدين : المفروض ان انا و الداخلية كلها اللى نشكرك على الخدمة العظيمة اللى قدمتهالنا و قدمتها للبلد كلها
مدكور : انا ما عملتش اكتر من اللى المفروض يعمله أى مواطن صالح .. انا همشى بقى .. ايه مش ماشى معايا
عز الدين : الحقيقة لسه عندى شوية حاجات هنا محتاج اخلصها
مدكور : طب انا همشى انا و ان شاء الله هروح لسليمان زى ما اتفقنا لما يبجى معاد زيارته
و بعد انصراف مدكور يدلف عز الدين الى غرفة تالا و يقف امامها قائلا بجمود : الدكتور بلغنى انك طلبتى تشوفينى .. خير
تالا و هى تنظر اليه بحزن و عتاب و بقايا دموعها تملأ عينيها : ليه عملت فيا كده
عز الدين : ماحدش عمل فيكى حاجة .. انتى اللى عملتى فى نفسك كل حاجة
تالا بدموع : بس انا حبيتك بجد ، ليه تخدعنى
عز الدين : انا ماخدعتكيش ، انا قمت بشغلى و بس
تالا بعتاب مثحوب بالنشيج  : و شغلك قال لك تفهمنى انك بتحبنى و تخلينى اتطلق من جوزى عشانك
عز الدين بسخرية : احنا هنكدب الكدبة و نصدقها من اولها و اللا ايه ، انتى نسيتى ان جوزك طلقك اصلا بعد ما عرف اللى انتى كنتى ناوية تعمليه فيه
تالا بذهول : و انت عرفت الكلام ده منين
عز الدين بسخرية : لا هو مدكور بية ما قاللكيش ان هو اللى مبلغ عنكم من البداية و اننا كنا بنعد عليكى انفاسك ، و ان كان لازم اطمعك فيا بزياده عشان اتاكد منك ان كنتى مع ابوكى غصب عنك و اللا بمزاجك
تالا بذهول : يعنى ايه ، مدكور هو اللى عمل كل ده فيا
عز الدين : طمعكم و جشعكم هو اللى عمل فيكم كده مش حد تانى
تالا : بس انا خلاص هتوب و مش هعمل اى حاجة وحشة تانى
عز الدين بسخرية : فكرتينى بفرعون .. لما لقى نفسه هيغرق قال آمنت باله موسى .. فات الاوان يا تالا .. خلاص توبتك دلوقتى من عدمها ممكن تفيدك بس عند ربنا لكن مش هتنجيكى ابدا من عقاب القانون
تالا ببكاء : طب انا عاوزة اشوف دادى .. محتاجة اشوفه ارجوك
عز الدين و هو يغادرها هو الاخر : فى المحاكمة بقى و عليكى خير ، ابوكى فى السجن ، و انتى كمان اول ما الدكاترة هتقرر خروجك .. هتحصليه على هناك
……………
و فى المساء .. كان مراد بصحبة رهف فى وداع هدى و تميمة بالميناء الجوى ، و كانت رهف تقول و الدموع تملأ عينيها : هتوحشينى يا هدى ، من فرحتى و سعادتى بوجودك معايا طول الفترة اللى فاتت كنت نسيت انك مسيرك هتسيبينى و تسافرى من تانى
هدى : و بعدها لك بقى يا رهف احنا قلنا ايه ، عاوزين نودع البكا بقى شوية ، ثم انا وعدتك انى هحاول ما اغيبش عنكم كتير ، و ان شاء الله اما تيجى تولدى بالسلامة لازم هبقى معاكى ، و هقعد معاكى فترة طويلة كمان
لتحتضنها رهف بحب قائلة : خدى بالك من نفسك و من تيمو
هدى و هى تهمس بأذنها : و انتى خدى بالك من نفسك و من مراد ، مراد طلع بيحبك اوى ، بس محتاج انك دايما تعمليله ريفريش
مراد بامتعاض و هو يحمل تميمة بحب : و بعدهالكم بقى فى الدراما اللى انتو عاملينها دى ، كفاية عياط وجعتولى قلبى
هدى بمرح : سلامة قلبك يا حبيبى ، طبعا انت ماصدقت هسيبكم و اسافر عشان تستفرد برهف لوحدك
مراد بمرح و هو يناولها تميمة بعد ان قبلها و احتضنها بحب : الصراحة ااه ، كفاية عليكم كده
هدى بشهقة : بقى كده ، شفتى يا تيمو ، خالو عاوزنا نمشى
تميمة ببراءة : اصل انا قلت له ان بابى وحشنى ، و قلت له اننا هنيجى تانى بسرعة
ليميل عليهما مراد ضامما اياهما معا بحب قائلا : تروحوا و ترجعوا بالف سلامة يا حبيبتى ، انتى عارفة انى ماقدرش استغنى عنكم .. خدوا بالكم من نفسكم .. لا إله إلا الله

وانقطعت الخيوطحيث تعيش القصص. اكتشف الآن