2022/06/26
-روسيا-خرجتَ مِنْ المكتبة بعد أن إنتهت مِنْ لقاء توقيع كِتابها الجديد..
لـ تمشي في هدوء وَ سكينة بعدها وَ كأنها تخافُ على الأرض مِنْ خُطواتِها..
ثواني قليلة وَ حملتَ هاتِفها واضعتاً إياهُ قُرب اُذنها بعد أن أبعدت شعرها الذي يتراقص فوق وجنتيها مُتناغماً مع رياح الخريف..
لـ ترتسِم على شفتيها إبتسامة طفيفة ما إنْ سمعت صوتهَ لـ يدُق قلبُها مثل كُلِ مرة ينطِقُ إسمها وَ كأنها المرة الأولى مُنذُ عامين..
⌯"يا نغمتي في الحياة كيف كان يومُكِ وَ أنتِ بعيدةً عني؟"
إ ستنشقتَ هي الهواء بصعوبة مُبادرةً بالقول:
⌯"كان مليئاً بالاحداث لكنهُ بدى لي ناقصاً رُغم إكتِضاضِه"
إبتستم مُهمهِماً وَ هو يُعدِل جلستهُ فوق مِقعدِ سيارتِهَ
⌯"همم..!! و ما الحل لجعلِكِ تشعُرين بالإكتفاء؟!"
وقِفتَ أمام البحر تناظِرُ الموج الهائج مثل أحاسيسها الأن لـ تردِف قائلة:
⌯"لِقائُنا..!! لـ نلتقي الأن فـ إني أُريدُ إنهاء يومي المُتعِبْ بـ الإرتخاءِ بين أحضانِكَ"
قالتَ كلِماتِها هذه وَ أطلقتَ بعدها زفيراً عبر سماعة الهاتف جعلهُ يُغمِضُ عيناهُ وَ كأنهُ أحس بمدى إشتياقِها لهُ؛
فِي نفس الوقت الذي يُكلمُها فيهَ كان هاتِفُهَ يرِن برقم مجهول الهوية..
نفسُ الرقم الذي يُطارِدُهَ مُنذُ أسابيع لـ يصِلهُ بعد ذلك الرنين رسالةُ نصية ..
لكِنهُ تجاهل قِرأتها عِندما سمع صوت زوجتِهَ تُنادِيهَ لـ يرُد مُهمهِماً
⌯"هممم"
⌯"لـ نتمادى يا كِيم ما رأيُكَ؟!"
ابتسم على جنب مُتسائلاً:
⌯"كيف يا تُرى؟"
أبعدتَ شعرها عنْ وجهِها مُرجعتَ إياه وراء اُذنها
⌯"السرير.. أقصد فضائُنا أنا وَ أنتَ وَ لا أحد بعدنا"
ضحك هو حينْ سمع كلامها هذا بصوت عالي مِنْ جُرأتها فِي الكلام فهو ليس بِمُتعود على شيء كهذا مِنها فهي كاتِبةُ رواياتَ رومانسية لم تُعودهُ على إنحِرافها فِي الكلام لكنهُ اليوم يعيش لـ يسمعهُ دونْ أنْ يُطر لـ قرأتِه على الورق؛
كانت بخيلةً معهُ إذا لم يُحسِسها بالإهتمام..حيثُ إذ لم يُبادر هو بـ القُبلة لنْ تُعطيهَ هي حقهُ فيها ليلاً..لطالما كانت تجعلُهُ هو الذي يقومُ بالخطوة الاولى وَ اليوم الأدوار تنقلِبُ..
وَ قبل أنْ يرُد عليها عاود وصولُه رِسالة أُخرى وَ هذه المرة تصفح مُحتواها لـ تتسِع عُيونُهَ البُنية..
فـ تِلك الرِسالة جعلتهُ يتوتر لدرجة أنهُ أمسكَ ربطة عُنُقِهَ راخفاً إياها..
قطع شرودُه صوتُها الذي نبههُ على الطريق وَ هو يقود
⌯"أُكلِمُكَ لا تتهرب أريد تعويض عنْ غيابكَ عني اليوم"
لـ يبتسم هو بحُزن وَ كأنْ تِلك الإبتسامة اُرغِم عليها:
⌯" ما رأيُكِ بـ كلِمة أُحِبُكِ مِئة مرة كـ تعويض عنْ الفُراق وَ الهجر؛
وَ أعشقُكِ مِئة أُخرى على شكلِ قُبُلات فوق تِلك الشِفاه
لكنْ قبل كُلِ هذا أسمِعيني يا مَنْ أموتُ فِداءً لِـ حُبِها..
لنْ أنساكِ حتى لو دُفِنتُ تحت الأنقاضِ؛
وَ عِديني قبل الوداع يا أنكِ لنْ تنسيني"
إستغربة مِنْ كلامِهَ هذا الذي جعل قلبها ينقبِض..
لـ تُعيد شعرها وراء اُذنها للمرة الثالثة بتوتُر قائلة:
⌯"أعِدُ.."
صمتتَ قبل إكمالِها الوعد ما إنْ سمعتَ صوت إصطدام جعلها تُغمِضُ عينيها مِنْ قوةِ صوتِه لـ تفتحها مرة أخرى بصدمة تحاول تدارُكَ ما حدث..
⌯"ما هذا الصوت بِقُربِكَ؟!
"....⌯"
⌯"هل انت بخير؟!"
"...⌯"
أعادتَ السؤال مرة أُخرى بصوت يرتعِشُ خوفاً..صوت باكي بدون دموع:
⌯"أرجوك كُنْ بخير وَ رُد علي"
بقت تُنادي بإسمِه..
تُنادي على رفيقي دربِها..تُنادي بصوت هادئ وَ بِكُل برودة أعصاب وَ هي تُناظِرُ أمواج البحر التي راحت تتعالى لكنْ هذا الهدوء لم يدُم طويلاً فما إنْ فقدتَ أمل سماعِ الرد صرختَ بأعلى صوت اُعطى لها مُعلنة فُقدانها لجُزء مِنْ فؤادها..
وقتها هاج البحرُ مُتزامناً مع صراخها وَ كأنهُا أحس بمدى إنهيارها فِي تِلك اللحظة..
راحت تجري في وسط الشارع و دموعها كالوديان على خديها داخلت على حالة هستيرية من الهلع..ليزيد من ألمها إنكِسارُ كعبِ حِذائِها الذي أهداها إياهُ يوم صُدورِ كِتابِها الأول؛
وقعتَ علي الارض تبكي بحُرقة ليس مِنْ جُروحِها الخارجية بل مِنْ جُرحِ إنقسامِ قلبِها لـ جُزئينْ..
كل هذا الحُزنْ وَ هي لا تعلم مصيرهُ أهو بين الحياةِ وَ الموت أم بين أيدي الموت وَ الحياةُ تبكي فِي الزاوية لـ خسارتِها..___
"تايهيونغ..!"
إنتفضتَ مِنْ فوقِ السرير وَ العرق يتساقطُ مِنْ على جبينها كـ الأمطار و صدرُها لم يتوقف عنْ الصعود وَ النزول وَ هي تُحاوِلُ أخد الشهيق وَ الزفير..
مدتَ يدها بِسُرعة نحو الطاوِلة بالقُربِ مِنها رافعة كأس الماء لِـ تقوم حينها دُفعةً واحِدة بِشُربِه..
فـ لقد أنهكها هذا المنامُ الذي صار يُلاحِقُها مُنْذُ شهر..
أغمضتَ عُيونها للحظات تُصفي دهنها لكنها عاودت فتحهُم ما إنْ أدركتَ أنها فوق سريرها الواسِع لوحدها..
وَ هاهي ذي الدموعُ تنهمِر..؛
إنهمرتَ دُموعها بِدون سابق إنذار حينْ تذكرتَ فُقدانها لهُ وَ كم طالتَ حالتُها هذِه فـهي على نفسِ العادة مُنذُ شهر وَ كأنهُ توفى مِن يوم قد مضى فقط؛
لكِن ما بيدها حيلة إلا أنْ تقوم فِي كُلِ مرة بِحضنِ وِسادتِهَ تستنْشِقُ عِطرهُ مِنها راجيتَ ألا تفقِدهُ يوماً لِدرجة أنها نهتَ الخدم عنْ غسلِها حتى تبقى رائحةُ شعرِهَ عالقةً بها..
تحسست بعدها جِهتهُ مِنْ الفِراش فـ وجِدتها باردةً كـ الثلج مما جعلها تسرحَ بفكرِها للحظة تُحدِثُ نفسها قائلة:
"أقبرُكَ بهذه البُرودة يا تُرى؟"
قُطِعَ تفكيرُها بصوتِ طرق الباب
"أُدخُل"
"صباحُ الخير سيدتي..هُناك مَنْ ينتظرُكِ فِي الأسفل"
نهضتَ فيثاليس مِنْ فوقِ سريرها وَ هي تقومُ بربطِ حزام روبِ نومها وَ هي تُناظِرُ الخادِمة بإهتمام
"ألم يُخبِركِ عنْ هويته؟"
"لا؛ لكِنهُ.."
ضيقت الاُخرى عُيونها
"لكِن ماذا أكمِلي -ميلانكولي-؟"
"قال لي أنكِ ستعرفينهُ ما إنْ تتلاحمْ عُيونُكُما عِنْد اللقاء ببعضِها البعض فالحُبُ الأول لا يُنسى"
إتسعتَ عُيونُها وَ هي تُنْصِتَ وَ إحمر وجهُها غضباً
"وقح كيف يجرؤ على الكذب وسط منْزلِي..إنصرفي أنا قادمة وَ لا تدعوهَ يلمِس شيئاً تعرفين كالعادة"
هزتَ الخادِمة برأسِها مُنصرِفت بعدها؛
عقدت -فيثاليس- يديها تحت صدرِها..وَ هي تُناظِرُ صورة زوجها الكبيرة التي أخدت مساحةً كبيرة مِنْ حائط الغُرفة
"كم أتمنى أنْ أنزِل الآن فألقاكَ أنتَ لا غير جالِساً تنْتظِرُ المُلاقاة بيننا"
تتنهدتَ بحسرة وَ يداها تُداعِبُ وجنتيها تمسحُ قطراتِ الندى عنهُما ثم حملت نفسها وَ دخلت الحمام صافعةً الباب ورأها..
أنت تقرأ
فـيـثالـيس|| © Vethalis
Romance-"نحنُ كـ الطِباقِ السِلبْ تماماً؛ لا نتوافقْ جِيون" "تقصدينْ أنا أُحِبْ وَ أنتِ لا نافية لِما سبق -فيثاليس-"