لم يكن لدي خيار

البارت 3

فور تناولي للعشاء على تلك الطاولة الكئيبة هممت بالنهوض ناوية الذهاب الى غرفتي لاني انتظر اتصال ييجي بفارغ الصبر. الى ان زلزل والدي الارض بصرخة يسلم لها الكافر
لقد اكتفيت.. اين هي تلك العاهرة لقد تاخرت على العشاء.. روز اذهبي ونادي اختك الان.. قال ابي بنبرة خشنة والغضب يملئ عينيه المظلمتين

لا اجرأ على مناقشته او حتى النظر اليه ومستويات القمت والغيظ قد تجاوزت الحدود بل حطمتها نهائيا

لم انبس باي كلمة بل صعدت الى غرفتها وبدات طرق الباب..
فتحت اليسيا الباب وتبدو عليها علامات الرضا والسعادة..
عجيب امرها هذه الفتاة والدها يكاد يحطم طاولة المطبخ على رؤوسنا من شدة غضبه وهي تبدو في حالة استرخاء وكانها لا تنتمي للعائلة من الاساس.

اليسيا انزلي بسرعة والدي ينتظرك على العشاء
قلت والخوف يكاد يفقدني وعيي

لم تبدين خائفة هكذا؟ لكن صحيح ليس علي ان اسأل نسيت اننا نعيش في غابة يحكمها اسد وليس بيتا يراسه اب قالت بثقة

اما بالنسبة للعشاء فلست جائعة اكتفت بقول ذلك واستاذنت مني لغلق الباب.

عدت الى ابي واخبرته بالامر لكني صببت الماء على الزيت المغلي لمعت عينا ابي وثار من مكانه لا يبصر سوى الدرج المؤدي لغرفة فريسته

اكل الدرج بقدميه وصوت جزمته اصبح كل ما يملأ اذناي الان
كل ما افكر به الان هو اختي ترى اي مصير ينتظرها
لم اشرد كعادتي لوقت طويل فقد قطعه صوت صفع ابي لباب اسيليا وراءه بعد ان دخل اليها
لم اسمع بعدها سوا صراخ اختي الهستيري وكلام والدي الغير مفهوم. مرت اللحظات ولم المح امي التي مرت من امامي كالبرق
لحقت بوالدي وبدات بطرق الباب والصراخ خلفه

جين... جين ارجوك توقف عن ضربها ستقتلها بهذه الطريقة ارجو... ارجوووووك توقف وافتح الباب.. افتح الباب الان.. قالت وهي تنوح على ركبتيها

لم املك حلا غير اللحاق بها وتهدئتها قليلا
مرت قرابة ربع ساعة وكل ما نسمعه هو اصوات الضرب والصراخ
اتسائل كيف لها ان تحتمل كل هذا الضرب لو كنت مكانها لاغمي علي في الضربة الثانية او الثالثة

لم تورط نفسها؟ وكانها تتوسل من ابي ان يعنفها عبر تصرفاتها الطائشة والمستفزة

واخيرا توقف كل شيئ وعم الهدوء المكان لحظة وخرج ابي من الغرفة وهو يلهث في منظر فوضوي والعرق كالوديان منساب على جبينه

خرج ولم ينبس بحرف لكن واضح انه نفس عن البركان الذي كان موجودا في داخله

هرولنا انا وامي الى الغرفة للاطمئنان على اليسيا لنجدها مرمية على الارض غارقة في الدماء واثار الحزام الغليظ تلون جسدها