00 : مُـقَـدِمَـة

302 26 20
                                    

سـبـحـان الـلّٰـه
الـحـمـد لـلّٰـه
لا إلـه الا الـلّٰـه
الـلّٰـه اكـبـر
اسـتـغـفـر الـلّٰـه
لاحـول و لا قـوة الا بـالـلّٰـه
سـبـحـان الـلّٰـه و بـحـمـده
سـبـحـان الـلّٰـه الـعـظـيـم
الـلـهـم صـل و سـلـم عـلـى نـبـيـنـا مـحـمـد
🤍🤍

___________________________

هـنـاك 7,9 مـلـيـار شـخـص فـي الـعـالـم ، و هـنـاك الـعـديـد مـن الأمـاكـن الـمـخـتـلـفـة ، أعـراق مـخـتـلـفـة
و لـكـل شـخـص حـيـاة مـخـتـلـفـة، كـل شـخـص يـمـر بتحديات مـخـتـلـفـة فـي حـيـاتـه .

حـيـاة الـبـعـض تـكـون أسـهـل مـن الـبـعـض ، يـعـيـش الـبـعـض لـفـتـرة اطول من الـبـعـض ، هـذه هـي طـريـقـة سـيـر الامـور .

الـوقـت لـيـس شـيـئا مـفـروغـا مـنـه ، بـعـض الـنـاس لـديـهـم كـل الـوقـت فـي الـعـالـم ، لـديـهـم الـوقـت لـيـعـيشـوا حـياتـهـم ، و يـعـيـشـوا أحـلامـهـم ،
و يـحـقـقـوا أهـدافـهـم ، لـديـهـم ما يـكـفـي مـن الـوقـت لـقـضـاءه حـتّـى فـي ارتـكـاب أخـطـاء صـغـيـرة سـخـيـفـة و لايـزال لـديـهـم الـمـزيـد مـن الـوقـت ، لـديـهـم كـل شـيء .

لـكـن بـالـنـسـبـة لآخـريـن ، الـوقـت مـحـدود لـلـغـايـة
و ثـمـيـن لـلغـايـة كـل شـيء مـهـم مـنـذ الـلـحـظـة الـتـي يـسـتـيـقـظـون فـيـهـا إلـى الـلـحـظـة الـتـي يـنـامـون فـيـهـا ، خـائـفـون مـن إحـتـمـال عـدم وجـود غـد لـهـم يـخـشـون أنـهـم وصـلـوا إلـى نـهـايـة الـقـصـة .

الـوقـت .

قـد يـكـون مـجـرد أرقـام تـم إنـشـاؤهـا بـواسـطـة الـعـقـل الـبـشـري لـلـمـسـاعـدة فـي الـتـخـطـيـط لـلـيـوم ، و لـكـن بـالـنـسـبـة لـلبـعـض ، هـو يـعـنـي اكـثـر مـن ذلـك بـكـثـيـر .

كـم عـدد الأنـفـاس الـتـي بـقـيـت لـهـم ، كـم عـدد الـتـجـارب الـتـي سـيـقـومـون بـهـا ، كـم مـن شروق شـمـس و غـروبـهـا سـيـرون، كـم عـدد دورات الـنـهـار
و الـلـيـل الـتـي سـيـعـيـشـونهـا .

كـان جـيـمـيـن واحـدًا مـن هـؤلاء الاشـخـاص ، فـتـى صـغـيـر مـحـطـم يـحـلـم بـمـسـتـقـبـل مـشـرق ، لـكـنـه بـدا بـعـيـدًا ، بـعـيـدا جـدًا .

لـم يـكـن جـسـده فـي افـضـل حـالاتـه ، رفـض جـهـازه الـمـنـاعـي الـعـمـل بـشـكـل صـحـيـح و اعـتـبـر اي شـيء و كـل شـيء يـمـثـل تـهـديـدا عـلـيـه ، حـتـى نـفـسـه .

كـانـت رئـتـاه تـتـضـرران بـبـطء ، كـبـده يـمـوت مـن الـعـلاج ، كـلـيـتـاه لا تـريـد شـيـئا سـوى الـتـوقـف عـن الـعـمـل و قـلـبـه يـريـد الـتـوقـف عـن الـنـبـض .

و ربـمـا تـمـنـى ذلـك هـو ايـضـا ، لـكـنـه كـان خـائـفـا جــدا مـن الاعـتـراف بـذلـك .

هـو كـان خـائـفـا جـدا مـن الـمـوت لأن ذلـك يـعـنـي نـهـايـة وجـوده .

خـطـوة خـاطـئـة واحـدة ، خـطـأ صـغـيـر واحـد و لـن يـرى شـروق الـشـمـس او غـروبـهـا فـي حـيـاتـه مـجـددا .

والـداه كـانـا قـد اتـخـذا كـل الاحـتـيـاطـات الـضـروريـة ، مـن تـعـقـيـم مـلاءات سـريـره ، الـى إعـداد طـعـامـه كـل يـوم ، جـمـيـع الـوجـبـات الـثـلاث بـالاضـافـة الـى الـوجـبـات الـخـفـيـفـة ، الـى الـحـصـول عـلـى الـعـلاج امـلاً فـي تـحـسـن حـالـتـه .

لـكـنـه لـم يـتـحـسـن .

جـيـمـيـن عـلـم ذلـك ، لـكـن والـداه رفـضـا تـصـديـق مـثـل هـذه الـحـقـيـقـة ، لـذا بـدلا مـن ذلـك ، هـمـا اغـلـقـا عـلـى ابـنـهـمـا فـي غـرفـة مـعـقـمـة .

لـم يـسـمـحـا لـه بـالـتـواصـل مـع اي احـد عـدا الـطـبـيـب او مـعـهـمـا ، مـع وجـود مـرطـب لـلـهـواء يـعـمـل دائـمـا
و وجـود الـضـروريـات مـثـل الـمـلابـس و الـصـابـون
و فـرشـاة أسـنـان و مـعـجـون أسـنـان و مـشـط لـلـشـعـر و غـسـول الـشـعـر و مـا شـابـه ذلـك ، كانـت غـرفـة نـوم مـغلـقـة مـع حـمـام مـلـحـق .

الـشـيء الـوحـيـد الـذي سـمـحـا لـه بـالـحـصـول عـلـيـه كـان دفـتـر مـلاحـظـاتـه الـثـمـيـن و قـلـمـا بـالـكـاد يـكـتـب مـن كـثـرة اسـتـعـمـالـه ، بـطـانـيـتـه الـصـفـراء الـمـفـضـلـة و هـاتـفـا .

جـيـمـيـن كـان مـدركـا أن حـيـاتـه قـد تـنـتـهـي قـريـبـا ، إلا أنـه كـان يـريـد ان يـبـذل كـل مـا فـي وسـعـه
و يـكـافـح بـكـل قـوتـه ، هـو اراد ان يـعـيـش حـتـى يـتـمـكـن مـن تـجـربـة الـعـجـائـب الـمـوجـودة فـي الـعـالـم الـتـي لـم يـسـتـطـع ان يـجـربـهـا مـن قـبـل .

الـتـسـكـع مـع الأصـدقـاء و تـنـاول الـطـعـام فـي الـخـارج و الاسـتـمـتـاع بـالـطـبـيـعـة و كـل الاشـيـاء الـجـمـيـلـة الـتـي كـان يـريـد القـيـام بـهـا مـنـذ ان كـان صـغـيـرا
و لـم يـسـتـطـع ، هـو أراد أن يـكـون قـادرا عـلـى تـكـويـن ذكـريـات جـمـيـلـة تـبـقـى عـالـقـة فـي ذهـنـه لـلابـد .

و ربـمـا بـمـسـاعـدة جـاره الـجـديـد ، قـد يـكـون قـادرا عـلـى تـحـقـيـق هـذا الـحـلـم.

هـذا بـالـطـبـع ان لـم يـهـزمـه الـمـرض !



_____________________


18-01-2023

وَصَـبْ || Yoonmin حيث تعيش القصص. اكتشف الآن