وجهةٌ بعدَ ركضٍ طويل.

1.1K 206 213
                                    

وَقتٌ مغشوش

-جربوا اقرؤوا القصيدة كلها لإني كنت بقتبس منها بس كلها حلوة!

محمود درويش كمان، بما انه الرواية برعاية قصائده!

===========

لا إله إلا أنتَ سبحانكَ إني كنتُ من الظالمين.

بما انه الرقم في الفصل اللي فات كان مجرد تعجيز للجميع فانسوه، بنحط حاجة جديدة للفصل الخامس لوحده~

so: 123 comments, 21 votes and we will have another chapter!

=========

جلسةٌ هادئةٌ أكثر مما اعتدتُ بدأت ما إن دخلَ راكان غرفةَ مكتبي وفي يده كأسينِ لمشروبينِ دافئينِ نشربهما، كنتُ قد أحضرتُ الطعامَ واخترتُ ما يلتزمُ دائمًا بإحضاره، وهذه المرة طلبتُ مثله إذ لم يكن لديَ رغبةٌ في تناولِ اللحمِ لفترةٍ والدجاجُ ليسَ بإختيارٍ سيء، كانت تلكَ نيتي في الأصلِ لكنَّ النظرةَ التي قد رمقني بها عسليُ الأعينِ فورَ أن رآى ما اخترتُ لنفسي جعلتني أعتقدُ أنه لربما فهمها بشكلٍ خاطئ... أو ربما أنا مخطئٌ في نقطةٍ لكن لحسنِ الحظِ لم يعلق أحدنا وكأيِ نقاشِ أثناءَ الغذاءِ بدأ واحدًا هوَ هذه المرة.

"هل بدأت التفكيرَ بإعتناقِ الإسلامِ أخيرًا؟"

"لا"

إجابتي كانت قصيرةً جدًا إذ لم أفكر فيها كثيرًا، جزءٌ في داخلي أخبرني أنَّ ذلكَ ليسَ بالذي يجدرُ بي قوله لكنَّ الجزءَ الآخرَ كان مُصرًا... لا تعني لا، لا اختيارَ آخر.

"وأنتَ مسيحيٌ على حدِ علميَ الآن؟" 

شعرتُ وكأنَّ اللقمةَ داخلَ حلقي علقت لثانيةٍ بعدَ سؤاله لكنني سرعانَ ما ابتلعتها معَ بعضِ الماءِ قبلَ أن أجيبه وأعيني تنظرُ إلى خاصته هذه المرة "لا أعتقد، مبدئيًا أنا واحدٌ لكن عمليًا لا... أنا بنفسي تركتُ المسيحية منذ سبعِ سنواتٍ أو ما يُقارُب ذلك"

"مُلحد؟"

"لا"

"ما حالكَ إذًا؟"

سؤاله كان مستغربًا بقدرٍ جعلني أقهقه قبلَ أن أقررَ قولَ الأمرِ لأحدٍ كأولِ مرةٍ أفعلُ بها هذا، لم أكن شديدَ التأكدِ بأنَّ الأمرَ صحيحٌ لكن في الآن ذاته أردتُ الحديثَ فقط بغضِ النظرِ عن أيِ شيءٍ آخرُ لذا فعلت.

"لم يستطع الكتابُ المقدسُ أو أيًا مما يشبهه الإجابةَ على أسئلتي، أنا أريدُ أن أعرف، لكنَّ كبارَ القساوسةِ والكهنةِ من هنا وهناكَ يرددونَ الأمورَ ذاتها ولا شيءَ فيما يقولونَ يجعلُ الأمرَ معقولًا... وكأنني تائهٌ أو شيءٌ أشبه بهذا" بعثرتُ شعري بعدها بينما أعودُ للخلفِ أنظرُ للسقفِ قبلَ أن أسرحَ فيه لوهلةٍ أتذكرُ ذلكَ الوقت عندما كنتُ لا أزالُ في الرابعةِ أو الخامسةِ والعشرين وحياتي مقلوبةٌ رأسًا على عقبٍ رغمَ أنها كانت المرحلة التي امتلكتُ فيها كل ما يمكنُ لشابٍ طموحٍ أن يمتلك.

وَعْد «مُكتملة»حيث تعيش القصص. اكتشف الآن