23/«وقائِع»

68 3 0
                                    


حين إنتهت الحصص الأولى توجَـهت كايلاَ للمطعم، أخذت عصير لتشربه إستدارت لتجد تلكَ المتَـطفلة تضحك وتنظر إتجاهها إستغربت لكنها لم تبدِي ملامح في وجهها، تقدمت تجلِس لتشرب ما بيدها.
بعدمَـا شربت ذلك العصير أحست بشيئ ما كما أن رائحته غريبة، بعدها بدقائق ركضت الى الحمام تستفرِغ بينما تايلور تبعتها وهي تضحك.
"ما الذي وضعته!"
"فقط إستبدلته بآخر منتهي الصلاحِـية، لتتعلمي درسكِ"
بدأت بالضحكِ عالياً ثم إنصرفت، غسلَـت كايلا وجهها وهي في أشدِ حالات غضبها....ما الذي تريده هذه الغبية منها لقد سئمت من البشر تريد العيش وحدها منذ هذه اللحظة لكنها لا تستطيع عليها الإنتهاء من دراستِها، عليها الصبر فقط بينمَـا يأتِي جاستن معها.
مرت الحصص مجدداً لتخرج مِن الجامعة وتتوجَه للسكن، في المساء مرت ثلاث سَـاعات وهي تدرس على الحاسوب الى أن أحست بالتعب وذهبت لتنام.

غدا صباحا

كالعادة حضرَت كل الحصص وقررَت أن تبقى في القاعة لأنها حضرت لنفسها ما تأكلُـه.
تقدمت منها تايلور بغرور لم ترفع كايلاَ رأسها حتى، كانت تأكل وبيدهَـا هاتِفها لا تعير للأخرَى أي إهتِـمام.
"ألن تأتِي للمطعم...أو تخافين من التسمم "
قالت يإستفزاز و لم ترد عليهَا كايلا ما زاد غضبها لتصرخ:
"أَنا أتحدث معكِ يا هذه أجيبي"
لا رد منها مجدداً طفح كيل الأخرى وإستَغلت الفرصة حين دخول الطلاب الآخرِين، فتحت علبة مساحِيق التجميل الخاصة بها وضربتها في وجـه كايلا مما جعل وجهها يتسخ كليًا به....بدأ كلهم بالضحِك عليها وهي حالتها سيئة جداً كانت تسيطِر على دموعِها في هذه اللحظـة لكنها إنفصمت مجدداً لتنظر بحِدة للأخرى وتقول:
"إذاً تحبين جذب الإنتِـباه صحيح"
قبل أن تنطِق تلك المتعجرِفة أمسكت كايلا بعـنقها وشدت عليهِ بقوة ممَـا جعلها تختـنق، لم يجرأ الطلاب عن فعلِ أي شيئ لقد خافوا من أن تفعَـل بهم المِثل.
كانت تايلور تتحدث بصعوبة وتطلب المـساعدة أما كايلا فكانت بملامِح تخلو من التعابير..
"مثيرة للشفقة"
أردفت لتتركتها فجأة لتسقط مغمِية عليها وسارعَت صديقاتها اليهَـا لكن قبل أن تنصرِف كايلا سمعت إحداهن تنطِق:
"أنتِ وحش"
شعرت كايلا بشعور غريب فإستدارت لها ترد عليها ببرود:
"أخبري صديقتكِ أننا في الجَـامعة لسنا بالحضانة لدعاباتِ الأطفال هذه"

...

بخطواتٍ ضجرة توجهت الى غرفتها....كايلا من غيرها، إتجهت الى سرِيرها إرتمـت عليه بكسل تنسِي نفسها ما حلّ بها منذ ساعات، نهضـت من مضجعها بعد دقائق بسبب إحساسها بألمٍ شديد أسفل بطنِها علمت فوراً سببه فهو واضح لتدخل الحمام، أخيراً قد جاءتها دورتها الشهرِية فقد تعطلت عنها هذه المرة..

...

بعدَ أسبوعين

وقت نتائج  إمتحانات الفصل الأول وقد أعلن عن الطلاب المتفوقين والراسبين، ذهبت كايلاَ مسرعةً لترى نتائِجها والتوتر يسيطِر عليها جداً فور رؤيتِها للقائمة وجدت نفسـهَا فِي قائمة الراسبين!
تعجبَت كثيرًا لأنها قد تحصلت على نتائِج جيدة ومن المؤكدِ أن معدلها ممتاز، شرِدت في الأرضِ لوهلة حتى  أصبحت غاضبة فجأة وإتجهت بخطوات ثابتة وسريعـة الى مكـتب المدير فدخلت عليهِ دون أن تستأذن حتى إستَـغرب هو بينما إبنته كانت بجانِبه، لم يتجاوز مجيئ كايلاَ لثانية حتى سيطرَ عليها الغضب الشديد وقامَـت بلَـكمِ تايلور بقوة حتى سقطَـت على الأرض...أسرع والدها لهـا ورفعها عن الأرض ثم نظر الى كايلا بغضب وصرخ بقوة:
"أنت مجنونة لما ضربتِي إبنتِي يا قليلة الأدب ألم يربِياك والداك؟"
وخزت هذه الجملة الأخيرة قلبها قليلاً لكنها لم تبدي أي ردة فعل بل أجابته بغضب عارِم:
"أنت من عليهِ تربية إبنتك التي زورت نتائجَ الفصول"
نظر اليها بتفاجئ و الى إبنته تايلور التِي كانت تدَعي البكاء...
"لما أصدِق حمقاء مثلكِ، أنتِ مطرودة أخرجِـي حالاً"
"لا مانعَ لدي كأنها الجامعة الوحيدة في العالم"
"قليلة أدب"
خرجت كايلا وهي تدَعي أنها لا تعِير اهتماماً بينما قلبها أصبحَ كالزجاجِ المكسور، لقد ظُـلمت للتو لقد فعلتها فعلاً تلك الحقيرة هذا كان جزءً من خطَتها اللعينة.
هل دُمـر مستـقبلها؟...هذا ما تَخشاه عليها أن تسجل في جامِعة أخرى....جمدت في مكَـانها وهي تفكِر في خطة الآن لو علِمت أمها بهذا ستوبخُها بالتأكيد، بعدَ مدة بدأت الأمطَار بالتهاطل و التي أشعرتها بالراحَـة والسكون.
ركبت حافلة قريبة بعدما أخذت كل أغراضها من السكَـن الجامعي ثمّ توجَـهت الى الفندق مرة أخرى فورَ رؤية النادلِ لها إرتَعش خوفاً حين تذكر تلك المرة التي حطمَت كل شيئ فناظرته بغرَابـة وأكمَلت طريقها الى غرفتها، رمَـت نفسها على السرير وسَـمحت لدموعِها بالنزول على وجنتيها تخرِج كل ذلكَ الضعف الذي تخفيه طيلة النهار، أخذت تأكل الأدوية المهدئة مجدداً ثم غطَـت في نومٍ عميق بسبب تأثير المسَكِن عليها...

مخادعحيث تعيش القصص. اكتشف الآن