7/«ظُـلم»

116 2 0
                                    

---

ذهبت كايلا صباحاً الى السُوق تشترِي بعض الأغراض لأمها فحين إنتهت قدمتها لها وإتجهت الى الحدِيقة لتتسكع مع جاستن كما وعدتهُ سابقاً...جلست على إحددى الكراسِي تنتظِره بينما إشترت كوبان من العصِير المثلج لكليهما....مرت نصف ساعة تقريباً ولم تلاحِظه فِي أي جهة فأثار ذلِك إستغرابها بشدة..حاولت بعد ذلِك الإتصال به لكِن هاتفه مغلق وخارِج عن الخط.. فنهضت مِن مكانِها لكِنها لمحت دايفد آتياً اليها و كان يرتدي قناعاً واقياً..
" هيا معِي"
قال ولهجتُه كانت حقِيرة نوعاً وهذا لم يُعجبها بتاتاً فأجابت:
" ماذا دهاك أنا أنتظِر صديقِي جاستن"
أمسكها مِن يدها بعنف وقال بصراخ:
" قلت لكِ هيا ألا تفهمين؟!"
شعرت بالغرابة...و تساءلت فِي نفسِها عن من يكونُ هو ليصرخ علي هكذا أيحسبُ نفسَه حاكماً علها أم ماذا؟... رافق إحساسِها بالغرابة شعورهَا بالإحراجِ الشديد أيضاً لأن أعين الناسِ كلها عليهِما....فجذبَها الى السَيارة بقوة و أركبهَا إياها ثم صعِد بجانبها...أفصحت عن غضبها وصرختُ قائلة:
"ما مشكلتك "
" أصمُتي قليلاً"
قال وهو يمسِك وجهه بين يديه لكِنها ثارت غاضبة عليه هذه المرة:
" لا لن أصمُت لقد تجاوزت حدودكَ كثيراً...أنا أرِيد مساعدتك و أنتَ تعامِلني كأنِي خادمَة تحت سيطرتِك وتأمرنِي أن آتي معَك وقت مَا شِئت لكنِي إكتفيتُ مِن هذا..."
رفع رأسه يناظرُها ثم أردف:
" هل إنتهيتِ؟ "
شهقت بخفة مِن تصرفاتِه ثم قالت بصوتٍ خافِت:
" لما تستفزني هكذا "
تنهد بعد قولِها ثم رفع شعرهُ يعدله و إستد‌ار اليها يلملمُ شتات نفسِه فقال بهدوء:
" إسمعِي كايلا.....أنا أردتُ أن أحذركِ مِن صديقكِ جاستن هذا فحسب"
" لماذا؟ "
" أنظري "
إستغربت حِين كلمَها عن جاستن و حِين إستفسرَت عن ذلِك....خلع القناع عن فمِه الذي كان مشوهاً بالدمَاء ويداهُ أيضاً..ففزعت تلك الأخيرة وناظرته بقلق و بسرعة نطقت:
" كيف حدَث هذا لك "
" ما حدَث لي هو بسَبب جاستن "
قضبت حاجباها بدهشة لتقول:
" ماذا هل تعاركتُما لمَا؟ "
" أنا مررتُ من هذه الحَديقة من ثم أتى هو وحدثني عنكِ....وقالَ لي أن أبتعد عنكِ لأنك حبيبته أو ما شابَه لم أتحدث معَه و تجاوزتُه حتى لكمَني....وأنا بالطبع دافعتُ عن نفسِي وضربته أيضا وهكذا"
وسعت كايلا أعينها بصدمة مِن ما أفصحَ عنه وتفاجأت كثيرًا ولم تكد تصدقُ أن جاستن تلاعب بالكلمَات ولفق أكاذيباً عنهمَا هكذا..
" انا لستُ حبيبته ما به هل هُو مجنون؟؟!! "
قالت بصوتٍ مرتفع وهِي تحدِق بالأرض فِي دهشة مِن أمرِها بينمَا هو قد إبتسم بشرٍ فخطتُه تسرِي بشكلٍ جيّد كما أرادها بالضبط...
"سأتفاهمُ معه بشأنِ هذا الموضوع....والآن هيا اتجه الى منزلِك "

-----

بعد أخذها مطهرَ جُروح إقتربت مِنه ببطئ لتقوم بوضعه على وجهه
" لا داعِي لهذا"
قالَ وسط إنشغالها بسَكب المطهر فِي المنديل فشرعت بوضعهِ على وجنته وقالت:
" أصمُت سيكُون هذا سريعاً"
" لم أكُن أعرِف أنكِ تهتمين بأمري"
نظرت صوب أعينه ثم قالت له:
" لن يهتمَ الناسَ بك حتى تهتمَ أنت بنفسِك"
إبتسَم لكلامِها ثم أجابها بهدوء:
" أنا أهتمُ بنفسِي لكن...ينقصنِي بعض الإهتِمام مِن طرفٍ آخر"

مخادعحيث تعيش القصص. اكتشف الآن