صُدفة

86 13 5
                                    

28 ديسمبر 2011
كنت طفلة مرحة جداً أخادع جدي ببعض الألعاب و الأمور السخيفة التي يلعبها الاطفال و ذهبت للنوم من التعب بعدها و أتمنى لو لم أذهب ..
( إليانا حدثت هذه الحادثة من عمر الخامسه فما فوق سأروي ما حدث لكن اولا للتعبير عن شخصيتي حسنا كنت طفلة بشعر أسود كثيف و طويل بيضاء البشرة بعيون سوداء حادة و نظرة مخيفة إعتدت منذ طفولتي على التعامل مع أهلي الذين يعيشون في منزل العائلة فقط و لم أتعامل مسبقاً مع أي غريب حيث لم يكن مسموحاً لي التعامل مع الغرباء بدافع الحماية من أسرتي فكنت حادة الطباع عنيدة شجاعة غير آبهة بما يحدث و بإمكانكم تخيل الشخصية الدموية التي كنت بها ذلك الوقت )

29 ديسمبر 2011

الساعة 2:00 AM

إستيقظت فجعة على صوت عائلتي يصرخون بصوت مرتفع و دخلت أمي لغرفتي دون أي سابق إنذار أخبرتني أن ارتدي ملابسي و أكون جاهزة خلال خمس دقائق لم أكن أعلم ما يحدث لذا فعلت ما أخبرتني به وجلست أنتظر جاء والدي مسرعاً سحبني من ذراعي حيث لا أدري ...
" أبي لماذا تبكي؟" ، كانت تساؤلات طفولية فأنا لم أرَ بحياتي والدي يبكي من قبل لم أرَ دموعه حتى ..
لم يجبني استمر بسحبي حتى وصلنا للسيارة لا أتذكر ما حدث بالضبط في الطريق لكن بعد مدة وجدت انني بالمشفى أجلس أمام غرفة الإنتظار لرؤية أعز ما على قلبي"جدي"
آه يال الشعور الذي كنت به من مأساة لكن لم أكن أعلم ما يحدث فقط علمت أنه شيء سيء
بعد مدة خرج خرج الطبيب مطمئناً" كل شيء بخير لا داعي للقلق "
في ذلك الوقت أصررت على الدخول الى الغرفة و دخلت و بيدي المصحف الشريف الذي لطالما كان جدي يقرأ منه وأنا أجلس بحضنه أستمع له أو أقرأ أنا وهو يعلمني و يفهمني معاني الآيات الشريفة ..
دخلت للغرفة و قرأت قليلا بجانبه بينما والدي و أمي و أقربائي بالخارج يستمعون لصوتي وأنا أقرأ لكن الفرق بينهم و بيني أنهم يبكون وأنا صامدة ...
بعد مدة قليلة تقريبا أنهيت سورة البقرة بها إستيقظ جدي فاقتربت منه و قلت بصوت طفولي " أنهيت سورة البقرة في جلسة واحدة يا جدي "
إبتسم و وضع يده على رأسي يمكنني الان تخيل الألم الذي شعر به عندما حرك يده فقط ليضعها على رأسي و قال " جزاك الله خيراً " إبتسمت بطريقة طفولية و حضنته لكن ما أن لبثت حتى قال " أشهد أن لا إله إلا الله واشهد أن محمداً عبده ورسوله"
و سمعت صوت إنذارات الأجهزة من حولي أصبت بصقعه دخل الأطباء مسرعين و دفعوني خارجاً كنت قصيرة جدا ولم أستطع النظر من نافذة الباب الطويل ذاك لكن ما عرفته أنه يجب أن أقول " رحمك الله يا جدي " سمعني والدي و أقاربي جميعاً لكن لم يصدق أيا منهم ما قلته بصفتي طفلة لا أعرف شيئاً .. أقيم العزاء بعدها واردت أن أضع وردة على كفن جدي الذي كان يغطيه ما أن لبثت بإمرأة عجوز تدفعني و تشتمني لازلت لا أعلم من هي لكن سامحها الله فقد حطمت كل ما بداخلي ب دعائها و كلامها وكأنني المذنبة بما حدث..

1 يناير 2012

أسير في الشوارع دون واجهة محددة وقفت هنا في منتصف الطريق حيث كنت اعبرها و وجدت شاحنة مقتربةً مني بكل سرعتها أغمضت عيني مستسلمة لمصيري الذي لم أتوقع أن أنجو منه ...
أغمضت عيني و سمعت صوت الشاحنة تمر بسرعة والرياح تعصف حولي لم ألبث أن وجدت طفلاً بنفس سني تقريبا يمسك بي بين ذراعيه و قد عبر بي الطريق تجمدت أنظر لذلك الطفل ببشرة بيضاء و كأنها جليد و شعر أسود عيون سوداء قاتمة و رموشه الكثيفة ظننت أنني في الموت الآن و نظرت حولي بدهشة فوجدت سائق الشاحنة آتي إلي بسرعة يصرخ قائلاً " حمداً لله لم تصابي بأذى كيف عبرتي بهذه السرعة ؟ " ما أن نظرت حولي حتى وجدت ذلك الفتى إختفى دون أثرٍ منه و كأنه لم يكن موجوداً و بصفتي طفلة لم تتعامل مسبقاً مع أحد غريب إبتعدت من المكان خائفةً من التحدث مع ذلك الرجل ...
مرت أيام على هذه الحادثة و كنت أسير بنفس المكان ما أن لمحت ذلك الصبي مجدداً ذهبت إليه ملقية عليه السلام لكنه تجاهلني.. لحقته بصمت فنظر إلي قائلاً " ماذا تريدين ؟" انتبهت لأسنانه فأنيابه بارزة و حادة كالسيف .. فقلت بفضول " مصاص دماء!"
نظر إلي بطريقة مرعبة أثارت قشعريرة بداخلي و قال " نعم هل آكلك ؟" وضعت يدي على وجهي و مددت يدي الأخرى له وقلت " إن كنت مصاص دماء إذا عض يدي" ، ضحك الصبي من تصرفي و واصل سيره وأنا أسير خلفه مجدداً فتوقف و صرخ بي " ماذا الآن ؟" نظرت للأرض بنظرة حزينة وقلت " تصبح صديقي ؟" قال بعدم إهتمام " هل تعرفيني؟" قلت "لا " قال "إذا لا"
جلست مستسلمه في منتصف الطريق حيث تمر السيارات آملة منه أن ينظر خلفه مجدداً لكن لم ينظر حتى وجدت سيارة قادمة بسرعه و جاء مسرعاً حملني بين يديه للطرف الآخر من الشارع وهذه كانت المرة الثانية التي يفعل هذا .. و لكن هذه المرة كانت مختلفه انزلني أرضاً و وقف بجانبي حتى جاء سائق السيارة و قال " هل أنتي مجنونة تجلسي في منتصف الطريق ، وكيف هربتي كدت أدهسك لو لم تهربي لأي سرعة قد تصلي لتهربي هكذا ؟ "
نظرت متفاجئة و أشرت بيدي للصبي الذي كان يقف بجانبي لكن الرجل قال لي " ماذا هناك ؟ " قلت له "هذا الصبي ..." و لم أكمل ما قلته حتى قال لا أحد هنا و ظن أنني مجنونة و ذهب
نظرت للصبي الذي كان لا يزال واقفاً وقال " هذا ما يقال عندما تتعاملين معي ، مجنونة " و ضحك ثم ذهب يسير مجددا و لكن ذهبت خلفه مسرعة و سحبته من يده أخبرته ب إسمي و عمري و قلت " نصبح أصدقاء ؟" و ابتمست قال " إذا فعلاً مجنونة حسنا لك ما تريدين"
سألته عن إسمه وعمره فقال " إسمي راو عمري 10 سنوات ولكن بالنسبه لهناا... " فكر قليلا ثم أكمل " 5 سنوات "
سألته من أين هو لكن لم يجب فذهبت خلفه مستسلمه و طلبت منه أن نلعب و قد أكملنا يومنا سويا و عدت للمنزل..

الساعة 19:00 PM  " في المنزل"

أمي " تأخرتي بغير عادتك"

أنا " كنت ألعب"

أمي " غيري ملابسك و تناولي الطعام وإذهبي للنوم"

أنا " حاضر "

غيرت ملابسي و تناولت طعامي و ذهبت للنوم

في اليوم التالي ... يتبع

متابعة و تقييم 🥺

عـِشّٰـٓـقٖحيث تعيش القصص. اكتشف الآن