في اليوم التالي الموافق
10 يناير 2012
إستيقظت باكراً و ذهبت لأقوم بروتيني اليومي ثم أصلي و أخرج لأهلي
صباح الخير
أمي " صباح النور ، تناولي الفطور "
أنا " لا داعي سآخذ ساندويتشتين زعتر و زيت و أخرج"
أمي " لماذا اثنتين؟"
أنا " آه ذلك فقط أنا جائعة قليلاً "
أمي بعدم تصديق " واو حقاً ؟" ثم صرخت " آدم " منادية على والدي
أبي " ماذا ؟"
أمي " يبدو أن هنالك من يتعامل مع شخص غريب " ثم نظرت نحوي
أبي بإنزعاج" ماذا هناك ؟"
أنا " فقط أنا جائعة و قلت لها سأخرج و أريد ساندويتشتين زيت و زعتر لآكلهم ظنت أمي أنني أكذب !!"
أبي موجهاً الكلام لأمي " أعطيها ما تريد فحسب"
فرحت لأن والدي كان بصفي و أعطتني امي الساندويتشتين و خرجت
كنت أسير في نفس الشارع الذي التقيت به راو لأراه مجدداً لكن لم أره وأصبت بخيبة أمل قائلة بنفسي " آه تباً لماذا ليس هنا !!"
أحسست ب يدٍ باردة على عنقي فعرفت أنه راو فهو بارد كالجليد التفت والإبتسامة قد شقت وجهي و قلت فرحة " راو " رد قائلاً " صباح الخير " رددت " صباح النور ، من أين أتيت الطريق مغلق هناك " و أشرت للطريق الذي هو خلفي فقال راو " إنه سر ، هيا بنا " وبدأ السير لكنني كنت واقفة مكاني أحاول فتح حقيبتي لأعطيه الساندويتش و هو قد انتبه لذلك فعاد إلي و ساعدني بفتح الحقيبة فأخرجت منها الساندويتشتين و قلت " تفضل " رد بنبرة هادئة "لا آكل هذا" قلت له باستغراب "ماذا تأكل؟ "
قال " عصير طماطم " نظرت إليه و قلت " ماذا عن تفاحه ؟" قال " لا بأس بها" فأعطيته تفاحة وضعتها بحقيبتي عندما خرجت مسرعة و أكلها ولكنه كان هادئاً جداً وبعد دقائق من السير لاحظت أنه متوتر قليلا و قد أخبرني أن أذهب من طريق آخر و هو سيراني في الجهة الأخرى فهي ملتقى لطريقين سألته بإستغراب " لماذا ؟ " قال " إذهبي فحسب "
ما كان مني إلا أن أنصاع لكلامه وأذهب وحدي في ذلك الطريق بينما هو ذهب من طريق آخرأثناء سيري وحدي في الطريق قابلت فتاتين لكن يبدو أنهم أكبر مني قليلا أردت تجاهلهن لكن لم أستطع لأنهن أوقفنني..
أنا " ماذا أتركنني أذهب !!"
لكن لم ينطقن بكلمه و انهرن علي بالضرب فصرخت و لكن الطريق كان خاليا ولا أحد سيسمعني به فما كان مني الا أن أصرخ ب أعلى صوتي منادية على راو ...
مرت ثوانٍ قليلة ما أن رأيت الفتاتين قد تجمدتا مكانهما ثم قالتا آسفتين و جلسن أرضاً لم أكن أعرف ما يحدث إلا عندما نظرت خلفي فوجدت راو يقف خلفي مليء بالجروح لكن لا دم يخرج منه هذا غريب
إقترب راو مني و حملني بين ذراعيه و نظر للفتاتين اللتين كانتا تجلسان على الارض و عيونهم تنظر للأسفل وعندما أراد أن يسير أخبرته أن ينزلني قليلا وعندما أنزلني إقتربت من الفتاتين أخبرتهن أن ينظن إلي و عندما نظرت إحداهم أصبحت ترتجف بقوة ثم أشاحت بنظرها للأسفل مجدداً فنظرت ل راو الذي كان ينظر لهن نظرة مرعبة وكأنه يريد قتلهن أخبرته أن لا يفعل هذا وإلا سأغضب منه فأجاب بإيماء برأسه أنه موافق فنظرت الفتاتين وقلت بصراخ " أنظرن إلي " رفعن رؤوسهن و نظرن و اقتربت منهن و قلت "ما اسمائكم ؟ " ردت الأولى و يبدو أنها الأصغر وقالت " هياش" قلت بنفسي " أسمها غريب جداً " نظرت للأخرى و قلت " وانتي ؟" و ردت بصوت منخفض " سوار" ابتسمت وقلت أنا " إليانا" وهذا صديقي " راو " و أشرت لراو فردت الفتاتين " آه نعم " فنظر راو لهما مجدداً فأعادتا نظراتهن للاسفل وقالتا بصوت واحد " آسفتين سيدي" نظرت ل راو و قلت " سيدي؟؟" ركض راو إلي و حملني مجدداً و ذهب راكضاً دون أن يسمح لي بالتفكير بأي شيء
وضعت يدي على جروحه الموجودة على وجهه وقلت " هل تؤلم؟" قال بنبرة عدم إهتمام " لا " بينما أصبح يسير ببطء فقلت له " ما سببها؟؟" فقال " سأخبرك لاحقاً" قلت بصوت منخفض " أنزلني" قال ببرود " لا" قلت " لماذا؟" قال " أحببت هذا " وابتسم ابتسامه خفيفة ثم أكمل السير و هو يحدثني ببعض القصص إلى أن وصلنا إلى حديقة لكن لم يكن بها أحد فأجلسني تحت شجرة على صخرة تبدو كالمقعد في الواقع هي جيدة و قال بهدوء " انتظري قليلاً " قلت بصوت منخفض " حاضر " ذهب ل بضع دقائق ثم عاد و معه وردة صفراء جميلة و أعطاني ياها ثم حملني مجدداً و قال " تعالي إلى هنا يا صغيرة " و سار قليلا إلى مكان يمكن الجلوس فيه على الأرض لكن أجلسني هذه المرة بجواره و وضع راسي بحضنه و قال" أخبرك ب قصة ؟" أجبته بهدوء " نعم " ف نظر للسماء و بدأ يتحدث .." في فبراير ولدت طفلة جميلة بعيون زرقاء سماوية لامعة كنت أنظر إليها من بعد بعض السنتمترات كانت مميزة و أردت اللعب معها دوماً لكن لم ترني سوا يوم واحد ... "
صمت قليلا ثم نظر الي و وضع يده بشعري و أكمل
" أصبحت أعيش مع تلك الفتاة منذ اليوم الذي ولدت فيه وأنا أقف بعيداً أنظر إليها واتمنى اللعب معها أو التحدث معها لكن هي لا تستطيع سماعي أو رؤيتي حتى .. و كبرت هذه الفتاة وأصبحت أستمع لها وهي تقرأ القرآن يومياً متعلمةً إياه بأحكامه و تجويده و كلما أخطأت بكلمة تذهب و تسأل أحدهم عن الكلمة ونطقها و قبل أيام كنت أرافقها وأسير خلفها كالمعتاد حتى رأيتها تقف بنتصف الطريق و أنقذتها وكانت تلك المرة الوحيدة التي أقترب من الفتاة وتستطيع أن تراني"
إستغربت و قلت بصوت منخفض " أنا؟؟"
قال " نعم يا صغيرة "
قلت " كيف لم أرك من قبل ؟"
قال " هذااا... حسنا عديني بشيء !"
قلت " ماذا "
قال " أن لا تخبري أحد بأمري"
فوعدته
فقال " حسنا أنا من خيالك "
لم أصدق بداية لكن بعد فترة أقنعت نفسي أنه خيال
أعادني للبيت وقال " لا أحد يستطيع رؤيتي غيرك ، سآتي إلى هنا يومياً "
أجبت ب إيماء بأنني موافقةفي اليوم التالي
11 يناير 2012
استيقظت باكراً مرتاحةً بالنوم و ما أن فتحت عيوني حتى وجدت أنني بحضن ذلك الصبي راو
نظرت له وابتسمت ابتسامه خفيفة قائلة " راو "
رد راو بهدوء " صباح الخير "
لم أجبه و ابتعدت قليلا عنه و قلت " الساعه!"
فقال " السادسة صباحاً"
نهضت خائفة و صرخت " الصلااة" و ركضت للحمام اتوضأ و أغسل أسناني و بعدها ذهبت لأصلي و بعد أن انتيهت
راو " تقبل الله "
أنا " منا و منك صالح الاعمال"
بعد لحظات أدركت وجوده بغرفتي و قلت بنبرة خوف " ماذا تفعل هنا ؟؟"
رد قائلاً " أنا يومياً هنا منذ أن ولدتي هل هذا غريب أن تريني؟"
قلت بنبرة خوف " مهلا و .. و .. كنت أغير ملابسي وأنت هنا؟؟"
قال بهدوء و سخرية " تباا لست من ذلك النوع " وضحك بسخرية
نظرة للأرض و وضعت يدي على صدري لأهدأ وقلت " الحمد لله "خرجت لأمي بينما راو يتبعني...
أمي " تأخرتي!"
أنا " آه جدآ كنت متعبة فحسب "
أمي " تناولي الفطور ، لدينا ضيوف اليوم "
أنا " من ؟؟ "
أمي " ساتي جدك و جدتك و أخوالك "
قلت بنبرة ملل " آااه مجدداً "
و جلست أتناول الفطور
عندما جاء أقاربي جلست وحدي بينما أطفالهم يلعبون سويا و كعادتي أغلقت باب غرفتي لكي لا يدخلوها و يكسرون ألعابي
كان راو يجلس بجانبي وكان يعلق على أقاربي و ملابسهم ، طريقة كلامهم ، كل شيء بهم و أنا أتمالك ضحكتي..
ثم ذهبت لغرفتي و أول أن دخلت أغلقت الباب فوراً وبدأت الضحك و قلت ل راو " لديك حس فكاهة جيد جداً " فقال " بالمناسبة ليست المرة الأولى التي أراهم "
رددت " آه طبعا لقد رأيتهم من قبل بما أنك ترافقني دوماً "
و مر اليوم ..
ثم ذهبت للنوم و كان راو يجلس بجانب سريري ينظر الي تبا كان يوترني جدآ بتلك النظرات ..بعد أشهر .. يتبع
تصويت يحلوين
و فولو لا تنسو ❤️