واحد

2.2K 96 21
                                    

راقب مينهو المبنى خلف الستائر، ينقل نظره بين المبنى والساعة عدة مرات بفارغ الصبر، وبالنظر إلى الوقت فقد اوشكت الساعة الثامنة والنصف مساءً على الاقتراب وجارُه لا يزال لم يُشعل إضاءته كما إعتاد كل يوم.

نما فضول بداخله لمعرفة ما هي المشاعر التي يشعر بها جاره اليوم، استنتج مينهو أن اللون الذي يشعله جاره، قد يكون المشاعر التي يشعر بها في تلك اللحظة، على سبيل المثال، في اليوم الذي كانت فيه الشمس مشرقة وكانت السماء بلون أزرق جميل حيث يمكنك سماع الطيور تغني، حينما عاد جاره اشعل الضوء الاصفر وهو ما يوحي عادة بالفرح أو المشاعر المشابه لها، عكس الايام التي تكون فيها السماء رمادية، تغطي المدينة بلون حزين، في ذاك اليوم اشعل جاره اللون الأزرق وهو لون يدل على الحزن.

هناك أوقات تُضيء فيها الغرفة باللون الأزرق فقط أو الألوان التي تمثل مشاعر من نفس النمط، على الرغم من هذا في الآونة الأخيرة بدا أن الشخص سعيد وهذا وضع مينهو في مزاج جيد.

هو يعلم شيئًا واحدًا فقط عن هذا الشخص، أنه يخاف من العواصف، لم يكن هذا شيئًا عشوائيًا، لكن في يوم ممطر كان يوحي بإقتراب عاصفة، لسببًا ما لم يُشعل ذاك الشخص إضاءته، استنتج مينهو أنه ربما السبب هو أنه يختبئ تحت الأغطية أو تحت الطاولة ببساطة، من الممكن أنه يكون هناك شيئاً مهم لذا هو لم يشعلها.

حينما كان ضائع في أفكاره، شيئًا واحد جذب انتباهه، الإضاءة أمامه اشتعلت بلون وردي والذي يعرفه مينهو عن هذا اللون أنه لون غزلي.

' أيحاول اخباري بشيء؟ '

تسللت ابتسامة لا إرادية إلى شفتيه، ليبدأ هذا السؤال يطارد عقله، دون أن يدرك مينهو ذلك كان قد وقع في حب ذلك الشخص الغامض.

كانت لديه افكار مُحتملة عن أن هذا الشخص قبيح، كسول، مزاجي، ربما يكره القطط اللطيفة حتى، لكن على الرغم من كل هذا، كان مينهو واقع في الحب مع الصورة الظلية اللطيفة التي رآها مرة واحدة بالصدفة، لم يكن قادرا على التمييز بين ما إن كان فتى أو فتاة بسبب المسافة بين مبنى شقته ومبنى شقة جاره، على الرغم من اعتباره قريباً، كان هناك طريق كامل يفصل بينهما، ربما كان هذا الشخص فتاة ذات شعر قصير - لكنه قد استبعد فكرة أنها فتاة لأن صورته الظلية لم تكن أنثوية تمامًا.

على أي حال، جنس الشخص لم يكن مهمًا بالنسبة لمينهو، كان قلبه ينبض بسرعة في كل مرة يُشعل فيها جاره الأضواء، لذا كان جنسه اخر ما يهمه.

قام بتشغيل أضواءُه أيضًا بنفس اللون المقابل له كما إعتاد.

' هل اكتشفت ذلك بالفعل؟ '

تحدث إلى نفسه تاركًا تنهيدة ثقيلة تخرج من فمه وهو يحاول صنع صورة ظلية لجاره الذي يقبع داخل غرفته.

استهلكه الفضول ببطء وحتى الآن لم تتح له أي فرصة لمقابلة ذلك الشخص الغامض.

فكر في شفره مورس أكثر من مرة لكنه تخلص من تلك الفكرة بالفعل لأنه لا يعلم ما إذا كان ذلك الشخص يعرف تلك الشفرة ويستطيع التحدث معه ام لا، بجانب أن الشفرة غريبة...

_______________SKZ_______________

إِضاءَة| HYUNHO✓حيث تعيش القصص. اكتشف الآن