خمسة

1.1K 80 15
                                    

كان مينهو متحمسًا، فاليوم ستصل طلبيته للأضواء.

كان يأمل أن تأتي في الميعاد ليضعها قبل الساعة الثامنة والنصف مساءً.

لسوء حظه العظيم، كان لديه اليوم عمل إضافي في المقهى حيث يعمل.

" سأنتهي الساعة السابعة والنصف مساءً، سيصل الطلب الساعة الثامنة وإذا ركبت الحافلة..."

همس مينهو تحت أنفاسه بخطتهُ للوصول في الوقت المحدد حينما يقوم جاره بتشغيل أضواءُه الساعة الثامنة والنصف مساءً، يجب أن تكون تلك الأضواء مثبتة بالفعل، لا يجب أن يحدث خطأ، ليس اليوم على الأقل.

في النهاية سيستطيع التواصل مع الفتى الغامض.

العاطفة التي طغت على مشاعر مينهو لمقابلة حبهُ جعلته يبتسم دون وعي، على الرغم من أنه لا معنى لذلك، وبقدر ما ضحك الناس عليه، كانت حقيقة أن مينهو أراد حمايته، عناقه ومنحه الكثير من الحب.

تخبره أنه سيكون دائمًا هناك من أجله عندما يُشعل ذلك الفتى الأضواء باللون الأزرق الحزين.

لم يسبق له أن رأى أكثر من صورة ظلية بسيطة وكانت فقط عن طريق الصدفة، لم يسمع صوته أيضاً، كان يعرف القليل عن هذا الشخص، لكنه أحبه، في هذا البيان كان أكثر من متأكد.

يبدو الأمر غير واقعي وغبي تمامًا، لكن رؤية اللمعان في عينيه من المحتمل أن يجعلك تغير رأيك، من مسافة بعيدة يمكنك أن ترى أن مينهو يشعر بحب نقي يصل إلى عموده الفقري.

" لي "

تمكنت مُناداة من رئيسه في جذب انتباهه ما جعله يخرج من نشوته الصغيرة.

" في ماذا تفكر؟ "

الانتباه طرده من نشوته الصغيرة.

" أنا....لا شيء، سيدي "

" إذاً اكمل عملك ولا تكن كسولاً "

نفذ مينهو ما طلب منه رئيسه، غاضباً من نفسه لكونه مشتت جداً.

عليه أن يخرج من ذاك المقهى في أسرع وقت ممكن لأنه إذا كان رئيسه يعتقد أنه لم يعمل بجد بما فيه الكفاية، سوف يجبره على البقاء ليعمل عمل إضافي مجدداً.

مرت الساعات المتبقية ببطء للفتى، الذي كان ينظر في ساعته كل خمس دقائق، غير صبور لوقت رحيله، وإنهاء عمله ليكون لديه القدرة على الركض نحو شقته.

بالنسبة لحظه، ما كان قد أنهى مناوبته ليُنادي عليه رئيسه.

" عمل جيد، مينهو، تذكر أن تأخذ الجزء الخاص بك من الجداول التي قدمتها اليوم "

تحدث رئيسه بأدب بينما أخذ مينهو المال ورد بـ " شكرًا لك " ليمسك أغراضه بسرعة حتى يتمكن من مغادرة المبنى في أقرب وقت ممكن.

" لما العجلة إلى اين انت ذاهب؟ "

وقف مينهو للحظة قبل أن يبدأ في مغادرة المبنى.

" لأرى جاري "

أجاب قبل أن يختفي من مرأى بصر الرجل الأكبر، تاركاً إياه في ارتباك واضح.

" هل عليه أن يكون في عجلة من أمره ليرى شخصاً يعيش بالقرب من منزله؟ "

ليقرر تجاهل إجابة الصبي، نظرًا لكونه مينهو، فإن أي شيء غير طبيعي يمكن أن يحدث.

بعد عشرين دقيقة في الحافلة، وصل أخيرًا إلى محطته، خرج من الحافلة ويكاد يدفع الناس من استعجاله، ليصل إلى المبنى الخاص به، كان قد وصل إلى باب المبنى في نفس وقت قدوم رجل التوصيل، لكن كان عليه أن يصعد إلى شقته حتى يتأكد رجل التوصيل من أنه مستأجر شقة 456.

" شكرا على الشراء! "

تم طرد رجل التوصيل.

أغلق مينهو الباب دون أن يجيب عليه، ولقد بدا وقحًا، لكن لم يكن هذا بالشيء المهم، فقد تبين أن الجميع بخير.

نظر مينهو إلى ساعته.

" الثامنة والنصف واربع دقائق...ماذا؟! "

ركض إلى نافذة شرفته، ونعم في الواقع كان الفتى قد أشعل إضاءته.

" اللعنة "

غمغم الأكبر وهو يحاول فهم كيفية وضع الأضواء وفي نفس الوقت كان يبحث عن كيفية تشغيلها، بلا أي جدوى، وعلى الرغم من ذلك، بعد عدة دقائق كانت أخيراً الأضواء جاهزة.

ليتنهد بتعب، رغم ذلك كان يمكنه أخيراً التواصل مع الفتى.

نظر من شرفته بأمل صغير في أن جاره لم يغلق أضوائه بعد، على أي حال سيتفهم الأمر، كان أي شخص قد يُطفئهم بعد مرور نصف ساعة من عدم تلقي رد من الجهة المقابلة.

هدأ قلبه وعقله عندما استطاع رؤية أنه لا يزال ينتظره، كانت الأضواء لا تزال مُشتعلة.

ابتسم بحنان واضعاً دائرة الضوء على الشرفة لتشغيلها ليعم ضوئها المكان!

خرج شعاع كبير من الضوء منها يشير إلى مكان عشوائي في المبنى أمامه، ليُحرك الأضواء قليلاً حتى وصلت إلى نافذة الفتى.

شعر بخيبة أمل صغيرة احتوت ذهنه عندما لم يظهر أحد.

_______________SKZ_______________

إِضاءَة| HYUNHO✓حيث تعيش القصص. اكتشف الآن