1

13 0 0
                                    

مرحبًا اسمي هو بيل، تيمنًا ببيل رفيقة الوحش في الفيلم الكارتوني المشهور، فكرت كثيرًا قبل أن ابدأ في كتابة هذا الشيء ولكنني أشعر بالوحدة ولذلك آمل بأنني لن أكون ضيفًا ثقيلًا عليكم.

في الأصل لا أعلم لماذا قد يكتب المرء كتابًا، أنا التي بدأت مشوار موهبتها منذ سن صغير، أقضي معظم وقتي داخل الكتب والورق، أخط على أوراقي كتابات تائهة منذ الحين والآخر دون أن أعلم لماذا أكتب.

ربما أريد أن أفرغ شحنة كهربائية زائدة في عقلي، وأخرى في قلبي الحزين، الإنسان مأسور في خيباته وأحزانه.

يُقال أن مشاركة المرء ما يشعر قد تحسن من حاله، مشاركة الألم تحطمه إلى قطع صغيرة لا تترك نفس الشعور، هذا ما قيل ولكن لم يكن هذا ما شعرت به.

أملك دائمًا شعورًا بالوحدة وسط الجميع، في البداية خضعت لأفكاري الطفولية حول احتمال إصابتي بالاكتئاب ومن ثم أدركت أن المرء لا يشخص حاله، فبحثت عن طبيب نفسي على شبكة الانترنت وانتهى الأمر بالفشل.

فقبعت مع حالي داخل الدوامة، ما الذي سيفعله المرء عندما لا يعثر على أي شيء يفعله ؟ ولا يعلم علاجًا لذاته ولا يُدرك ماهية شعوره بنفسه سوى أن يبقى حبيس الظلمات وهذا ما فعلت.

في الحقيقة اسمي ليس بيل، أحببت أن أطلق اسمها عليّ فحسب، عَلي حينما أفصح عن خيباتي يسكن قلبي فقط دون أن يعرفني من يقرأ.

كنت قد عثرت على هذا الموقع بالصدفة، في صفحة البداية كتبتم عبارة خاطفة، أخبرتم التائهين أن الفقاعة التي سنكتب فيها عبارتنا ستنتقل إلى عوالم أخرى ليراها أشباهنا، وأننا سنملك دبوسًا في نهاية المطاف لفقع الفقاعة وعندما تنفجر سيتلاشى ألمنا وكل ما خالجنا من يأس، آمل أن تسارعوا في منحي هذا الدبوس لأنني أود فقع فقاعاتي القادمة كلها قبل أن يعتريني شعوري بالذنب وجلد الذات حيال ترك الآخرين يطلعون على آلمي.

لأنني سأرى نفسي حينها شخصًا بائسًا ضعيفًا لا يصلح للحياة.
فعلى الجانب الآخر من حياتي الواقعية أنا شخص معروف يكتب كتبًا عن الأمل والحياة، ظاهري كله منير وداخلي زوايا القمر المظلمة التي لا تُرى، وهذا شيء مزرٍ، أضحيت مخادعة تُمني الناس بحلاوة الحياة وتمنع ذاتها كل يوم عن قطع معصمها.

...

أغلقت حاسوبها بعدما أعطت الفقاعة أمرًا بالطيران في السماء، بيل أو بحر التي قبعت على الكتابة منذ زمن، تكتب الكتب وتعطي دروسًا عن السعادة، تدعم الكل وتساعد الجميع وتظل وحيدة نهاية اليوم هي مجرد بشرية تحتاج الدعم ولكن صورتها الواقعية ستتحطم ما إذا كشفت عن حقيقة هشاشتها.

تحركت في زوايا منزلها المبعثر محاولةً التوقف عن التفكير، لم يُعد لأي شيء طعم.

فتحت كتاب الطهي وبدأت في صنع حلوى الجبن، اعتادت على محاربة يأسها بالحلوى.

BUBBLE | الفقاعةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن