2

2 1 0
                                    

يتدارك المرء حاله فجأة قبل أن يسقط في غياهب أفكاره مغشيًا عليه.

أمي ورحلت بعدما أخبرتني أن روايتي الجديدة عظيمة، أراهن أنها وإن كانت مقيتة لكانت ستخبرني أنها جيدة لأن أمي تخشى على قلبي.

بعد اجتماعي مع الشركة منذ يومين أو أكثر اتخذت قراري وأخبرتهم برفضي لمقترحاتهم بكل بساطة، كنت أزعم أنني لا أود منهم التحكم بمساري أو أن يتعلق أحدهم بجناحي ويدعي صنعي -أنا من حملتهم معي- ولكنني نادمة قليلًا.

على كلٍ تقلصت أفكاري الانتحارية قليلًا اليوم، عليّ سأصبح بخير..

آمل هذا..

"فلتطيري يا فقاعتي" أغلقت حاسوبها ودارت حول نفسها بمقعدها قليلًا.

الدوامات شيء غير مفهوم..
إلى متى سأظل أدور حول نفسي هكذا ؟
ما الذي نريده يا بحر ؟ إلى أين سنصل بعد كل هذا ؟ هل سنهدر نفسنا ؟

وقفت أمام المرآة بكثب وتأملت وجهها، كل شيء هالك كروحها تمامًا، حركت كفها على شفاها ووجنتها الباهتة، عينيها شاردتين في اللاشيء.

أصبحت أمقت هذا الوجه.

بسخط تحركت اتجاه خزانتها وارتدت قميصًا شتويًا بلون أسود مع بنطالٍ واسع بنفس ذات اللون، وضعت قبعته على رأسها وارتدت نظارة شمسية رغمًا عن السماء الحالكة.

وكأنني مشهورة إلى تلك الدرجة.

سخرت وهي تضع النظارة داخل حقيبتها وتناولت مفاتيحها وغادرت المنزل.

...

مساء العاشرة حيث لا شيء سوى بعض المارة جلست على كرسي منزوٍ أمام البحر، الجو شديدة البرودة والمكان شبه مهجور ولكنها لا تشعر بالسلام إلا أمامه، تغمرها السكينة في هذا الموقع فحسب حيث يصمت العالم أمام سطوة الملك، لا نهاية له كأفكارها.

بحر التي كانت وحيدةً معظم الوقت بلا أصدقاء حقيقيين حقًا، كانت خيباتها دومًا في من اعتبرتهم أصدقاء لذلك اعتزلت العالم وقبعت على الكتابة وحينها اكتسبتهم، قلم أزرق ذو غطاء أسود وآخر من الرصاص ومفكرة كبيرة.

لم تملك في العالم سوى أمها ووالدها المهاجر منذ زمن، أنهت دراستها وغادرت مدينتها إلى العاصمة حيث كرست جهودها في العمل والكتابة حتى أضحت روائية ذات صيت تلقي النصائح وتساعد الآخرين على بدء مشوارهم كما بدأت هي.

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Feb 07, 2023 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

BUBBLE | الفقاعةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن