أنت محيطي ... ما أقصده أنك الشخص الذي سيحيطني بذراعيه ، يلملم جروحي و يكفكف دموعي ... أتدري ؟ ربما أنت محيط حقا ، محيط يغوص الكثيرون في أعماقه و أحتمال غرقهم مسألة لست أدري عنها ...
يتابع التلفاز و كله دهشة من شدة عظمة ما يسمع ! - معجزة حقا أن يتحدى شخص كبير في السن يناهز عمره التسعين عاما مرضا من أشد الأمراض خبثا و أكثرها فتكا و ظفرا بالأرواح ! هذا المسن حقا لبطل أو ربما شخص تلحقه المعجزات أينما ذهب فقد سمعنا عنه سابقا من خلال نشرة الأخبار أنه تمكن و أخيرا من حل مشكلة مدينة الضباب بعد أن عانى سكانها لسنوات طوال من العمى الجزئي بسبب ضباب الاوكسيدا الذي يُذهِبُ الأبصار ... و ها نحن اليوم نتفاجئ بقدرته على النهوض من فراش الموت و المضي جريا للظفر بحياة جديدة هي أقرب للمعجزات... لن أهدر وقتي أكثر أمي علي المضي أنا ايضا للظفر براتبي فاليوم يوم إيداع رواتب الموظفين في البنوك و لن أبخل على نفسي فور الحصول عليه بشراء ما قدرت عليه نفسي من كتب خزانتي كالضمآن تنادي أين الكتب يا فادي ؟ ههههههه أترين أصبحت شاعرا حتى" _________________________________________
فادي : الشخصية الرئيسية لرواية "محيط" شاب في العشرين من عمره ، مولع بقراءة الكتب ولعا شديدا حتى أنه منذ أن تم توظيفه قبل بضع أشهر و أصبح يحصل على راتب خاص لا يهدأ له بال إلا إذا ملأ خزانته كتبا... من خلال أحداث القصة تتضح سمات الشخصية أكثر فأكثر _________________________________________ - مالي سريع الخطى اليوم فحتى أصدقائي يُقِرّون بأنني شخص بطيئ في حركته ثقيل الخطى هذه ليست المرة الأولى التي احصل فيها على راتب و لكنني أبدو متحمسا جدا أو أن شيئا يناديني ... لنترك الأمور تسير على النحو المقدر لها أن تسير عليه " يمضي فادي نحو وجهته تترائى له من بعيد صورة مجموعة جديدة من الكتب ليشتريها و يُمنِّي نفسه بخزانة مليئة كتبا مثيرة. عند وصوله البنك يقف صامتا في طابور طويل أشبه بطابور للموتى في انتظار أن يحين وقت تسلّمه لراتبه يلمح من بعيد لافتة إشهارية ملصقة على باب البنك بها عملة نادرة... أعني أن ما عليها أشبه بالعملة النادرة بالنسبة إليه و لن يستطيع حتما إمساك نفسه عن الخروج من الطابور و الوقوف أمام اللافتة ليرى عن كثب ما عليها
اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
يا إلهي يبدو أن الكتاب في غاية الأهمية ! لن تحرص الدولة على ارجاع الكتاب هكذا الا إذا كان فعلا يستحق أو كان كتابا في غاية الأهمية كم هو محظوظ ذلك الذي أو تلك التي ستحصل عليه كتاب يبدو مدهشا من خلال هذه اللافتة و لكن أتدري يا أنا ؟ لما لا أحاول البحث عنه في مدينة الضباب ربما أكون أنا ذلك المحظوظ الذي ذكرته لأكتشف سره ، السيد مانيس صاحب الكتاب يبدو رجلا في غاية الأهمية أو قل رجلا يخفي شيئا وراء كتابه هذا ! حقا غريب أمرك يا مانيس
