الفصل الثاني عشر

556 17 3
                                    

لديها جلسة طويلة وحوار مع والدتها لن ينتهي حتى تقنعها أن كل ما يحدث مجرد خدعه وكذبه من قبله، أنها لا تنوي الموافقة على الزواج منه، فقط تحصل على الفرصة الكافية للانفراد بوالدتها، وقد حصلت عليها بالفعل ما إن قررت أخذها إلى غرفتها.
لم تجد صعوبة في إقناع جورجي وإقناعه، أنها بحاجة إلى الحوار مع والدتها منفردة، أن لديها حوارا طويلا معها، على الأقل ستتمكن من الحوار مع والدتها دون أن يتدخل هو في الحوار أو أن يفسد الأمر بطريقه أو بأخرى.

-أمي حاولي نسيان ما أخبرك، أنه شخص اعتاد العبث والمزاح طوال الوقت حتى صار من الصعب اكتشاف الحقيقة التي يقولها من الكذب.
كلامها غير منطقي فلم يبدو بشخص أحمق أو شخص غير قادر على التفكير الصحيح واتخذ القرارات الصحيحه، بل بدا شخص يعرف كيف يتصرف وكيف يتعامل وأنه أخذ خياره بالفعل والذي لا ينوي التراجع عنه.
إن تهرب ابنتها من الزواج أمر اعتادته واعتادت رفضها لغالبية الأشخاص الذين تقدموا لخطبتها؛ لذا لم تكن وتفاجئه أبدا مما تفعله مشكلتها الوحيدة كانت أنها اكتفت من رفضها الدائم.
- إلى متى تنوين البقاء هكذا إيفا، لقد مرت سنوات بالفعل ظننت أنها بقادرة على تغيير رأيك وتفكيرك، والدك وأفعاله معي لا تعني بالضرورة أن تتعرضي لنفس المواقف، ولا تعني بالضرورة أن كل الرجال النسخه الأساسية منه؟
قد لا يبدو هذا الرجل شخص مثالي جدا، لكنه بنفس الوقت لم يبد شخصا سيئا بالقدر الذي يسمح لك بالتصرف معه على هذا النحو، ربما يجدر بك إعطاءه فرصه قبل أن تتخذي قرارا بشأنه.
أعطت والدتها ظهرها واتجهت إلى النافذة حتى تنظر من خلالها إلى الخارج، ما تزال الشمس ساطعة وما زال النهار في أوله، رغم هذا كان كلام والدتها يثير بداخلها الحيرة الشديدة لا تنكر أنها بالفعل رأت منه ما يثبت ولو قليلا أنه مختلف لكن ليس كفاية.-
حتى هذا ليه من كافيا يا أمي كي أوافق عليه، أنه شخص عابث لا يتوقف أبدا وكان ينوي العبث معي، لولا أنه اكتشف أنني مختلفة، هل تظنين أنه سيبقى على هذا النحو ولن يعود إلى أفعاله وتصرفاته ؟
وضعت يدها على كتف ابنتها تضم جسدها برفق، تحاول إقناعها بوجهة نظرها بما رأته بالفعل في عينيه حين أتى إليها يخبرها عن رغبته في الزواج من ابنتها واستعداده لفعل أي شيء مقابل أن توافق عليه بدا في تلك اللحظة جادا.
- البشر ليسوا مثاليين أبدا يا عزيزتي، أنهم مخلوقات تصيب وتخطئ لكن بالنهاية أنت الوحيدة القادرة على جعله لا يقوم بارتكاب تلك الحماقات ويتوقف عنها،
اعتقد أنه قد صدق في أفعاله، وركض خلفك في كل مكان وترك كل ما كان يفعله من أجلك.
نظرت لها بعدم اقتناع لا يبدو الأمر بالصوره التي تظنها والدتها، هي ليست واثقة من قدرته بالفعل على التغيير كان لديها جدال طويل مع والدتهم حتى تقنعها بوجهة نظرها قبل أن يفاجئها هو بالدخول إلى الغرفة دون طرق الباب وقبل أن تبدأ في الصراخ وجدته يضع طعاما على الطاولة المتواجدة بالغرفة.
مع ابتسامه بسيطة غبية تزين وجهه وكأنه لم يصنع أي شيء مزعج، بل إنه تمكن من خطف قلب والدتها بتلك الفعلة الصغيرة التي قام بصناعتها.
- حماتي العزيزه لقد أحضرت لك طعام الفطور ولزوجتي المستقبلية أيضا، أرجو أن تتمكني من إقناعها بميعاد الليلة حيث سأقوم بطلب يدها للزواج ونبدأ في تأسيس حياتنا الزوجية القادمة.
تكاد تنفجر من كل تلك الثقة التي تشع منه، لديه سبب غير منطقي ليثق في كلامه حتى وإن شعرت ولو قليلا أنها تميل له، ليس سببا كافيا أبدا حتى توافق عليه.
- أخبرتك سابقا أنني لم أفكر في الأمر ولم أعطى إي رد، إحضار والدتي إلى هنا لا يعني بالضرورة موافقتي على هذا الهراء، ألا يكفي أنني أقوم بالاعتناء بابنتك وبك، كانت مهمتي الاعتناء بطفله وطفل أيضا معها وهذا أكثر من طاقتي.
قبل أن يبدأ بالاعتراض ومحاولات الحوار الهادئ بالطبع، صدم من سماع صوت جورجي تخبره أن هناك من ترغب في لقائه، هذا الأمر قد كان كفيل بجعله يتركهما في الغرفة ويسير إلى الخارج أنها ماجي.
وقع عليها الاختيار قبل فترة لتكون المرأة التي ستحظى باحتفال عيد الميلاد المجيد معه وبالطريقة التي يرغبها، كان هذا قبل أن يلتقي بمربية ابنته وان تقرر وضعه على الطريق الصحيح.
- ما الذي أتى بتلك الحمقاء إلى هنا، ألا يكفي ما أعانيه لقد أتت لتزيد الطين بله.
وصل إليها ويشير لها بيده أن تسرع بالخروج من المنزل قبل أن تلتقي بالوحش الثائر خلفه يعلم أنها لن تفوت الفرصة وستنقض على تلك المرأة وتتعامل معها بوحشية.-
اركضي إلى الخارج سريعا قبل أن تأتي انج حياتك.
نظرت له ماجي ببلاهة فلم تفهم ما يحاول قوله، لقد أتت حتى تخبره ببعض الأمور حول احتفالهما بعيد الميلاد المجيد، لكن لم تضع بذهنها أن يبدو خائفا وكان أمره على وشك أن يفضح.
- أيتها الحمقاء اهربي قبل أن تقوم بقتلك لما لا تفهمين ؟

يتبع...

المربية والإيطالي ( الجزء الخامس من سلسلة شجرة عيد الميلاد) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن