المربية والإيطالي ( الجزء الخامس من سلسلة شجرة عيد الميلاد)

الفصل الحادى عشر

بعد مرور أسبوعين.
يمكن القول إن الأوضاع استقرت كثيرا في منزل جايدن، تمكنت من التفاهم مع ابنته حتى وإن لم تعط رأيا صريحا بشأن زواجها منه، لكن تقريبا يمكن القول إن التعامل بينهما صار في وضع أكثر هدوءا من السابق.
خلال هذا الوقت تغير جايدن كثيرا، لم يعد يخرج في تلك السهرات التي اعتادها، لم يعد يرافق النساء كالسابق بل صار يقضي وقتا أكثر في المنزل على غير المعتاد، ربما صار هذا الأمر محببا لابنته ولجورجي كثيرا.
لكنها لا تستطيع التصديق أن هذا العابث فجاه قرر أن يكون أبا صالحا وزوج رائعا هكذا، فقد فشلت كل محاولاتها لإقناعه بالتغيير، وانتهى الأمر كما يبدو الآن.-
لا أستطيع التصديق أنك تغيرت وقررت أن تكون زوجا مخلصا وأبا أكثر اهتماما من السابق، أي خدعه تعد لها ؟
لا يستطيع جعلها تصدق براءته أو تغيره مهما حاول، في الواقع ليست الوحيدة وللعجب زوجته الجديدة تملك نفس الشك، من حسن الحظ أنه يتحدث معها وحيدين دون وجود إيفا وتحديدا في المطبخ حيث تعد الطعام وتهتم به كالمعتاد.
- رغم نظرات الشك في عينيكما، لكني بالفعل بريء أرغب حقا في أن أكون أبا صالحا لابنتي، سأبذل قصار جهدي كي أكون أفضل لأجلها، ربما حان الوقت كي أستقر قليلا بعيدا عن حياتي العابثه السابقة، خاصة أن امرأتي الجديدة تشاركني أغلب هوايتي.
تركت جورجي ما كانت تفعله ونظرت له بعدم تصديق، هل حقا تغير وينوي أن يكون شخص آخر، ثم ما تلك الهوايات التي قد ستشاركها مع إيفا، تلك الفتاة الجديدة تبدو ملتزمة ومخلصة جدا ليست بالصورة التي اعتادت أن تراه عليها.
- وما تلك الهوايات قد تكون مشتركه بينكما، أنا لا أرى أي توافق منذ قدومها وشجاركما لا ينتهي، أنت وكأنك تتعمد استفزازها لأقصى حد، نادرا حين تبقيا هادئين وبالتحديد حين تكون ابنتك متواجدة.
اعلم أنك تفعل هذا لكونك لا ترغب في أن تكون ابنتك تشعر بالقلق أو المشاكل بينكما وترغب في حياه مستقرة لها، لكن يمكنك أن تقنعني أنا بذلك.
جورجي لن تتغير ستظل نفسها تلك المرأة التي لا تصادق براءته بسهوله، ربما لأنها تعرفه جيدا وعاصرت الكثير من مواقفه وحياته؛ لذا كان من الصعب عليه أن يكذب عليها أو يقنعها بأمور من الصعب أن تحدث، أحيانا يكون ممتنا لكونها تعرفه وأحيانا لا يشعر بذلك.
- من رائع رؤيتك بدأت تهتم بحياتك الخاصة وحياه ابنتك بعيدا عن عبثك السابق، أتمنى أن تظل على هذا النحو ولا أفاجئ بعودتك إلى ما كنت عليه، وان الأمر مجرد حاله مؤقتة.
بالطبع أنه ليس حاله مؤقتة لقد قرر أن يستقر أخيرا وأن يبتعد عن كل ما كان يفعله، وفي الواقع زوجته الجديدة تساعده كثيرا في هذا الأمر، فقد بدأت من أول لحظه قوانين صارمه للمنزل ورغما عنه وجد نفسه يلتزم بها.
لا يمكنه أن ينسى ما حل به أمس حين حاول الخروج من المنزل، فعلت به نفس الفعلة السابقة وألقت عليه القمامة رغم أنه هذه المرة كان يحتاج إلى خروج الذهاب إلى العمل وليس كما تظن هي، فهو أول مره قد تعلم الدرس جيدا وقرا أن يلتزم في حياته ويكون مخلصا لها.
- تأكدي أن ما حدث ليس مجرد وهم أو حاله تذهب مع الوقت، بل هو وضع دائم حتما، تتذكرين ما فعلته بي حين حاولت الخروج من المنزل؟
بعد قليل دخلت إيفا إلى المطبخ كانت تنوي صناعة بعض الحلوى لأجل إيليت، بدا واضحا أن تلك الفتاة الرائعة بدأت تصبح أفضل، وبعد يومين سيكون الاحتفالات بعيد الميلاد المجيد فكرت في بعض الحلوى لأجلها.-
صباح الخير جورجي، صباح الخير جيء .
لقد صار هذا الاسم تقريبا الاسم الذي تناديه به أغلب الأوقات إلا أن كان تصرف تصرف يخرجها عن طورها حين ستناديه باسمه كاملا، وهو اعتاد دائما أن يتوقف لم يسبق له أن دعاها باسمها الحقيقي، فقد أحب هذا الاختصار كثيرا.

- من حسن الحظ أنا ابنتي لديها اختبارا اليوم، ستتاخروا قليلا حتى نتمكن من الخروج معنا الليلة ونحدد موعد الزفاف ؟

ثقته بنفسه لا يمكن منعها أو إيقافه، مهما حاولت الصراخ والاعتراض ستبقى ثقته شيء لا يمكن كسره أو منعه، ليس عليها سوى الاستسلام فحسب، وقد بدأت تتوقف عن محاولة المقاومة، لكن القوانين خاصتها لم تتغير.

- ما زال الوقت مبكرا على مثل هذا الأمر، نحن بحاجة لوقت أكبر لكي نتعرف على بعضنا البعض، وأيضا أنا لم ألق إليك ردا واضحا بشأن موافقتي على الزواج، أنت تتسرع في اتخاذ القرار كعادتك.
مثل تلك الأمور لا يمكن التسرع فيها، حاول أن تهدى قليلا أن تحصل على الفرصة الكافية لتقييم الأمور، وتقييم مستقبلنا معا أن كنا سنجتمع.

صوت الباب أوقف الحوار بينما ابتسامته ازدادت وقد علم أن خطته على وشك النجاح، فإن كانت هي ما زالت مصر على الرفض والاعتراض هو لن يعطيها الفرصة هذه المرة؛ لأنه أحضر نقطة ضعفها إلى المنزل.

- حماتي العزيزه من الجيد أنك أتيت، فقد كنت بصدد عرض الزواج على ابنتك الليلة، لكنها كانت تدعي أن ابنتي بحاجة إلى من يعتني بها الليلة ورفضت الذهاب معي، ربما يمكنك إقناعها أنها ستكون بخير معك اليوم ومع جورجي.

ما الذي سمعته للتو، هل هذا الرجل تحدث مع والدته بشأن زواجها وأخبرها بكل شيء، كانت تنوي أن تتحدث إلى والدتها تبعد تلك الفكرة عنها.

- أنها دائما هكذا، لكن لا تقلق ستكون معك هذه الليلة وعدتني أن تقوم بعرض الزواج عليها، أن تكون ليله عيد الميلاد المجيد هذه المرة مختلفه في جو عائلي بسيط وجميل.

هذا أكثر مما تستطيع القبول أو الموافقه به، عليها إنهاء هذا الأمر الآن دون أن تسمح لهم لأن يضعوها أمام الأمر الواقع، أن تجبر على أداء شيء لا تريده بالمرة.

يتبع...