وراء الضوء الرمادي

الحلقة 36

بيت الجد – جلسة عائلية بعد العصر

(ربى ترتدي فستانًا ناعم اللون، شعرها مربوط بنعومة، ضحكتها تملأ المكان، وهي تتحرك في كل الاتجاهات، تمازح الجدة وتزعجها كالعادة. الجدة تمسك عصاها مهددة.)

الجدة (منفعلة):
"اقعدي بلا حركة يا بنت، والله بهالعصاية أربيك من أول وجديد!"

ربى (تضحك وهي تهرب خلف نور الهدى):
"جدتي! خلاص خلاص... ما راح أتحرك! بس شوفي نور الهدى كيف ساكتة؟ علميها تصير مثلي شوي، الحياة ضحك يا جدتي مش صمت!"

نور الهدى (تضحك لأول مرة):
"أنا مصدومة من طاقتك يا ربى! كيف مريضة وهيك عم تضحكي وتركضي؟"

ربى (بمرح، تلمس قلبها وتغمز):
"عندي قلب خربان بس لسان شغّال وما يسكت!"

(الكل يضحك، حتى الجدة تكتم ضحكتها، وفجأة تتوقف ربى، يبهت وجهها، تفقد توازنها وتسقط أرضًا بلا صوت. يعلو الصراخ، أشهم يركض إليها وهو يصرخ.)

أشهم (مذعورًا):
"ربى!!! ربى!!!"

(يجثو بجانبها، يسحب الدواء من جيبه، يفتح فمها ويضعه بسرعة، يرفع رأسها ويضغط بلطف على صدرها.)

نور الهدى (مرعوبة):
"هيك؟! شو صاير؟!"

الجدة (بصوت مخنوق):
"آه يا بنتي... مو ناقصنا شي!"

(بعد لحظات من التوتر، تبدأ ربى تتنفس ببطء، تفتح عينيها قليلاً، تهمس بصوت ضعيف.)

ربى:
"أنا... آسفة... كنت أمزح بس..."

أشهم (ينفجر غاضبًا أمام الجميع، يمسك وجهها بيديه):
"كفى! كفى يا ربى! كل يوم ضحك ومزاح وأنتِ ما تعرفي شو عم تعملي بقلبنا! هذا مش لعب! كفاية!"

ربى (بصوت مبحوح وعيون دامعة):
"أنا آسفة... بس أنا أكره أكون مريضة... والضحك الشي الوحيد اللي ينسيني..."

أشهم (بصوت منخفض يغص بالعاطفة):
"بس ما ينسيني أنا... ولا ينسيهم... أنتي إذا صار لك شي، إحنا كلنا نضيع! أنا أضيع..."

صقر (يتدخل ليخفف الجو):
"أشهم، هدّئ أعصابك، المهم إنها بخير."

الجدة (تضع يدها على صدرها):
"لو صار لها شي يا ربي... قلبي ما يتحمل. تعالي لهون، بنت الجن، شو بدك في حركاتك المجنونة؟"

ربى (تبتسم بخفة وهي لا تزال على الأرض):
"كنت بس عم حاول أضحككم شوي... بس يمكن قلبي حب يعمل دراما فجأة..."

نور الهدى (تضحك رغم خوفها):
"لو ما عرفتك كنت فكرتك ممثلة... مش مريضة بالقلب!"

أشهم (يمسك يدها بقوة):
"وعد، وعد إنك تهتمي بحالك من اليوم. أنا صرت أخاف من كل ضحكة تصدر منك."

ربى (تومئ برأسها):
"وعد... بس لا تحرمني من الضحك، أشهم... أنا ما بعرف أعيش بدونه."

(الجو يهدأ تدريجياً. الجميع يجلس، وربى تستند على كتف أشهم، وهو يهمس لها بكلمات ناعمة لا يسمعها أحد، وعينيه مليئتان بالخوف والحب.)