part 1〽️

18 1 2
                                    

تبدأ الحكاية مع فتاة اسمها امل وهي توضب حاجاتها اللازمة لسفرة طارئة الى المدينة التي تكرهها بشدة لأنها بعيدة حقا عن قريتها .. عن اهلها .. عن كل شخص أحبته يوما ..

وقف امامها ابن عمها قائلا : امل .. لما انتي عابسة الوجه هكذا ؟! انتي تعلمين انك أملنا الوحيد وانك حبيبتي التي ستضحي من أجلي وتذهب بدلا مني لانني متعب بعض الشيء .. تبدين وكأنك لا تثقين بي ماذا حصل ..

نظرت له امل بحزن وقالت له : لقد وعدتك يا هذا وسأوفي بوعدي وعليك ان توفي بوعدك وان تعلن خطبتنا امام اهل القرية بعدما اعود ..

أحمد بنظرة شيطانية لم تنتبه لها امل المسكينة : بالطبع سأعلن انني انتظرك بفارغ الصبر يا عزيزتي ..
اشتقت اليك من هذه اللحظة ..

امل بحماس : حسنا سانام الان الى اللقاء بعد اسبوع او اسبوعين لا ادري وخرجت حزينة الخاطر تخشى على نفسها من عاصفة تكاد تقتلع الأشجار من قوتها وشراستها .. خرجت وهي مشغولة البال والفكر بما سيحل لها في الصباح الباكر ..حاولت ان تطمئن نفسها بان الله سيحميها واستلقت على سريرها وهي تدعو الله بان يهديها الى الصراط المستقيم وغطت في نوم عميق ...

جاء الصباح واخذت امل تنظر لغرفتها بتمعن وكأنها النظرة الأخيرة ولكنها تعلم جيدا كم ان الاشتياق شعور مفزع ومرعب ... خرجت من غرفتها بعد دقائق طويلة ترتدي بنطالا وسترة خفيفة بعض الشيء .. خرجت بحزن مكتوم في عينيها البريئة ثم سارعت في الخروج من المنزل وانتظرت الحافلة التي ستقلها تحت المظلة بملل شديد وبعد حوالي ساعة تقريبا أتت الحافلة وبدأت رحلة أمل الى الجنوب لتحضر لابن عمها ما طلب
.......................................................................

انطلقت الحافلة في ساعات الفجر تضيء الشوارع بنورها الخافت وصوتها المرتفع نوعا ما ولكن هذا لا يهم فكل ما يهم امل هو ان تذهب وتعود بسرعة ... سرحت امل في الآفاق تنظر الى الأشجار الكثيفة واطلالتها المخيفة نوعا في الظلام .. السماء تنيرها النجوم اللامعة .. وكأنها تشبه شخصا تعرفه معرفة جيدة على حسب ظنها .... وبعد ما يقارب الساعتين وتحديدا عند مفترق طرق توقفت الحافلة لسبب ما فذهبت امل تستفسر عن هذا التعطيل والناس في الحافلة يتعالون الأصوات ليقول السائق بصوت عالٍ نسبيا
&: مرحبا جميعا .. نعتذر عن التعطيل ولكن حدث حادث سير امامنا وسنتضطر الى الذهاب من طريق اخر في بلدة صغيرة

انزعج الناس في البداية وأولهم هي امل ولكن ماذا تفعل ما باليد حيلة جلست بغضب واخذت تغمض عينيها لعل الوقت يجري بسرعة

اما عند ابن عمها فقد نجحت خطته كما اراد .. واستطاع ان يجعل امل تغادر من اجله ليتمكن من تنفيذ ما خططه من أجلها ولو كان كيد النساء عظيم فاننا نستعيذ من غضب الرجال كل يوم

استيقظت امل من كابوس راودها يحذرها من شيء ما
نظرت حولها لترى ما اذا كان هناك احد يستطيع رؤيتها ام لا لتأكل براحتها وفي هذه الأثناء ظهر لعجوز الحافلة فتاة صغيرة في وسط الشارع مما جعله يحرك الحافلة ابعد ما يمكن عن الطفلة فتسبب ذلك بقلب الحافلة وتحطمها واغماء امل

استيقظت امل وهي جالسة خارج الحافلة وتريح ظهرها على سطح الحافلة فقد قلبت الحافلة ورأت فتاة تمشي بغضب ومعها هاتفها المحمول
الفتاة بغضب : لماذا لا يوجد شبكة اللعنة على هذه الحافلة لماذا قد يحدث هذا .. اريد العودة لبيتي

ثم شعرت أمل بيد أحدهم تلامس جبهتها ففتحت جفنيها بتعب لتنظر اليه كان رجلا في اواخر الثلاثينيات ذا شعر بني غامق ويرتدي النظارات الطبية طويل نوعا ما

الرجل : هل انتي بخير ؟! أتستطيعين المشي ؟!
امل بتعب : اه يا رأسي .. من انتم ومن انا انني لا اتذكر شيئا سوى أنني أعيش في منزلي لوحدي
الرجل : يال فرحتي .. لا بأس بعد قليل ستذكرين كل شيء ولك هل تذكرين اسمك ؟
امل: لا
الرجل : حسنا فلترتاحي قليلا ... إن رأسك ينزف
لتقاطعهم الفتاة : انا اعتذر ولكن يا استاذي هل رأيت علي انه ليس في الحافلة اين ذهب أكاد أن أجن
الرجل: هدئي من روعك يا بنيتي سنجده
ليسمعا صوت أحدهم من أسفل حرف الجبل
ركضت الفتاة باتجاه الصوت ووقفت على الحافة لتصرخ : هل من أحد هناك .. علي هل انت هنا
علي : اجل ومعي سيدة فلتساعدونا في الخروج من هنا

نظرت امل اليهم بتعب وتشعر ان الارض تدور من حولها وقفت وهي تتأرجح ولكنها تشبثت بطرف الحافلة ودخلتها لتحضر شيئا لتأكله فوجدت شخصا في نهاية الحافلة يستلقي على الارض ذهبت اليه مسرعة فترتطم كل حين لتتاكد من أنه حي.. وضعت يدها على عنقه فوجدته ينبض واخذت ترفعه وتضع يده فوق كتفها برفق ليتساقط عنه الزجاج المتحطم وما ان خرجت الحافلة اصابها دوار لتسقط ارضا وتعود الى حالة الإغماء

يا ترى من هؤلاء ؟!

تحت المطر 🤍🦋حيث تعيش القصص. اكتشف الآن