فُتحَ الباب الحدِيدي، و وجدت نفسي أتوجه للداخل و أسوق قدماي دون حتى أن يقودَني الحارسان من ورائي،
أنظرُ للأمام، لتقعَ عينايْ على الدكتورة بلينتون، إنها إمرأة فوق الأوصاف،
إنها تزورني هنا، أسبوعيا ،في هذا المكان المقرف لأكثر من سنة الآن ، بدون أي مقابل، و لكنها لم تيأس أبدًا،
لم تيأس مني،لم تيأس من حالتي،
و حتى أنها لم تتعب من سماع نفس القصص،
لم تتخلف عن موعدنا و لا لمرة واحدة،حدقت فيّي للحظة بعينيها الدافئتين، و شعرها الرمادي، و إبتسامة صادقة تملئ محياها،
لا أعلم ما الذي تراه بي، أنا مجرد فاكهة فاسدة،
حتى والداي، لم ينظرا إلي من قبل بهذه الطريقة
حتى والداي لم يزرنني و لا لمرة واحدة هنا،قلبت السيدة بلينتون الأوراق أمامها ثم سئلت،
"إذا هل أنت جاهزة؟"
خفق قلبي في صدري بقوة، و مر في مخيلتي كل ما عشته في السنوات الأخيرة كالفيلم المسجل بين عينايْ،
"نعم أنا جاهزة"
تمتمت بصوت مبحوح فلم أتكلم أو أفتح فمي
منذ أيام،"حالتك في تقدم مستمر... لكِنكِ ستضطرين لزيارتي في مكتبي الخاص، حتى بعد إطْلاقْ سراحك، كي أراقب حالتك تحت الظروف المختلفة"
عندما أومأت أضافت،
"ثقي بنفسك...أعلم أن التغيير ليس بالأمر السهل، و لكن تذكري لست بمفردك الآن...لديك طفل، طفل لا تودين أن تكوني له كما كان لكِ والديك"،
نعم أريد أن أكون جزءا من حياته، بل أود أن أجعله محور حياتي كلها،
في قولها ذلك أردت أن أستفرغ، أردت أن أتسلق الجدار و أرمي بنفسي خارج تلك النافذة الضيقة ورائها،
إنها تعلم، تعلم كل أسراري،تعلم ما أريده و أحلم به، تعلم ما مررت به و ما إقترفته،
تعلم بالبشاعة التي أريد أن أدفنها داخلي كي لا تستطيع رؤية النور مرة أخرى،
إنها تعلم كل شيء
لأنني لطالما جلست في هذا الكرسي نفسه، و بكيت طويلا كالرضيع أروي لها كل قصتي،
"أتظنين أنه سيسمح لي برؤيته بعد كل ما حصل...بعد كل ما فعلته؟..به و بعائلته؟"،
لم أرى طفلي،
لم أره أبدا،
لم ألمس جلده الرقيق،
أو أنظر إلى عيناه،
وددت أن أعرف إن كان أن يشبهني أم يشبه والده،
و تمنيت كالحمقاء أن يشبهه،تأملت أن يشبهه لأنه ليس بي ما يثير الإعجاب....مجرد بشاعة مهما كان مظهري الخارجي
أنت تقرأ
| الْوَجْهُ الآخَرْ |
Romance[حُقوقْ الرِواية مَحْفوظة يُمنعْ الإقتِباسْ أو سرِقةْ الفِكرَة، فكُلْ ما هُوَ مطروحْ في الرِواية مِن صُنعْ مجهُودِي و خيالِي!]. "لا يَهُمُ كَمْ مَرةً حاولْتْ....كُنتِ دائمًا تجدِينَ طَرِيقةً للإبتِعَادْ". *صِنفْ الرواية*: درامية، عاطفية، رومان...