الجزء الاول 🥀✓

1.6K 54 26
                                    

- السلام عليكم
= و عليكم السلام و رحمة الله وبركاته، ما بدرى يا ست الحسن !
لفت بصت لمامتها بابتسامةرقيقه :- سورى يا ماما بس نزلت اصلي الظهر الاول، خلصت و جيت على طول و اللى اخرنى المواصلات
مامتها " فيروز " بصت ليها بحده و سخريه:- يعنى تلطعينى هنا ساعه مستنية جنابك علشان كنتى بتصلي الظهر !
اتنهدت بتعب و همست:- حضرتك طلبتى تشوفينى ليه يا ماما؟
- و هو انتى زعلانه انى طلبت اشوفك يا مريم ! انتى بنتى و انا امك، مش كفايه انك مش بتسألى عليا و سيبتينى و قررتى تعيشي مع جدتك؟
مريم ردت عليها بجمود من غير ما تبصلها:- امى احنا اتكلمنا فى الموضوع ده قبل كده و انتى عارفه السبب اللى خلانى اقعد مع تيتا، بعدين انا بسأل بس انشغلت شويه اليومين اللى فاتوا دول اعذرينى
فيروز بتحاول تقنعها تسمع كلامها:- يا حبيبتي انتى رافضه ليه بس ! ده والله عزيز بيحبك و بيعتبرك بنته
مريم دمعه نزلت منها، اتمنت للحظه لو ربنا يكشف الحقيقه و يزيح الغشاوة من على عين فيروز و تشوف جوزها على حقيقته..
- ها يا مريومه قولتى ايه يا قلب ماما؟
بصتلها بجمود و ألم:- قولت لا اله الا الله يا ماما، انتى امى و ليكى فضل عليا و واجب و فرض عليا انى ازورك و ابرك و على عينى انى بعدت عنك، لو عليا عاوزه افضل جنبك و فى حضنك لكن طول ما الراجل ده موجود و انتى على ذمته متنتظريش منى حتى انى ازورك، انا يكفينى انى اكلمك فون و نتقابل بره فى مكان عام
فيروز نفخت بعصبيه:- و بعدين معاكى بقا، ده زى والدك
هنا مريم رفعت عينيها و بصت لوالدتها بحده:- ابدا، ده عمره ما يجي حاجه فى بابا الله يرحمه، انتى ازاى قدرتى تشبهى جوزك الانسان الطيب المحترم بالكائن العديم الاخلاق ده !! انتى ناسيه انه قبل كده حاول يغتصبنى؟ و انتى لسه مكمله معاه كمان بعد كل اللى كان هيعمله فيا
فيروز شاورت بإيدها بلامبالاه:- ما قولنا كان سكران و مكانش فى وعيه
مريم هزت راسها بحزن:- كان سكران؟ هو قالك كده و انتى صدقتيه لكن الحقيقه ايه يا ماما !
- مريم انتى ايه حكايتك بالظبط؟ الراجل محترم و عمل بأصله و طلب منى اكتر من مره اجيبك تعيشي معانا و تبقي فى حمايته، و حضرتك رافضه و ماسكه عليه غلطه غير مقصوده !
هنا مريم عرفت انها بتجادل فى قضية خسرانه، فيروز عمرها ما هتتغير و لا تغير فكرتها عن عزيز انه الزوج المثالى اللى حسسها بأنوثتها و عطاها حريتها... مش زى ما باباها كان بيحكم عليها بالدين و الاخلاق و هى سبق و اتهمته بأنه متشدد و راجل راجعى و متخلف..
وقفت بضيق و غضب و اخدت شنطتها:- انا عندى شغل.. متأخرة و لازم امشي و لو حضرتك حبيتى تشوفينى تانى انتى عارفه طريق البيت و اتمنى بجد تقفلى الموضوع ده نهائي لان استحاله ادخل بيت الراجل ده او اعيش فيه

اخدت بعضها و مشيت قبل ما فيروز ترد عليها، وقفت اول تاكسي قابلها و راحت فى طريقها لشغلها و هى حاسه بهموم الدنيا و حزن كبير مالى قلبها.. حزن على والدها اللى مات و سابها لوحدها تخبط فى الدنيا دى..
سابها مع ام كل اللى تعرفه فى الحياة هو المظهر و الاتيكيت و الحرية... ام مجرد ما عدتها خلصت راحت اتجوزت واحد اصغر منها بسنتين، واحد حاول اكتر من مره انه يتغتصب بنتها و يتعرضلها و فى كل مره كان بينكر و يضحك عليها و هى تصدق...
عيونها دمعت و عضت شفايفها بألم من تحت نقابها.. حزن و ألم كبير جواها على نفسها و على امها اللى ماشيه فى الدنيا بضهرها بحجة ان دى حرية و انها بتعيش حياتها...
- انتى كويسه يا بنتى؟
نطقها سواق التاكسي اللى كان بيبصلها فى المرايه بحزن و زعل و هو مش عارف يواسيها ازاى..
مسحت دموعها و عدلت نقابها و اخيرا ردت عليه بصوت مبحوح:- متقلقش يا عمو انا بخير
- مالك بس يا بنتى؟ انتى لسه صغيره على الحزن و الهم اللى باين فى عينيكى ده كله
دموعها نزلوا بغزاره و مش عارفه السبب اللى خلاها تبكى بالحرقه دى بس يمكن لانه حس بيها و بوجعها !
- ممكن تدعيلى ! ادعيلى ربنا يخفف عنى
الراجل فضل يدعيلها كتير و هى تعيط لحد ما هديت اخيرا و نزلت و قبل ما تنزل مدت ايدها تديله اجرته الا انه رفض ياخد منها اجره و طلع من جيبه كام واحدة شيكولاته و بونبون و مد ايده ليها بابتسامة، مريم ابتسمت بطيبه و اخدتهم منه بعد ما شكرته و نزلت..
دخلت الشركه و هى حاسه بانها مشوشه، مش حاسه و لا سامعه حاجه حواليها، بس ذكرايات بتمر قدام عينيها، ذكراياتها مع والدها.. ذكرايات والدها مع فيروز اللى كانت دايما بتتخانق معاه و مش عاجبها تحكمه فيها او هى شايفاه تحكم.. لما كان يحثها على الصلاة و الفرائض كانت بترفض...
غمضت عينيها بوجع و دخلت الاسانصير و قبل ما الباب يقفل لاحظت حد مد ايده وقفه، دخل معاها و هى اخدت جنب و وقفت فى اخر الاسانصير عنيها فى الارض محاولتش حتى تشوف مين اللى واقف معاها ده او مهتمتش، كان شاغلها تفكيرها فى نفسها و والدتها و ازاي تبعدها عن عزيز ده..
الاسانصير وقف و الباب اتفتح و الشاب انتظرها تخرج بس فضلت واقفه و واضح جدا انها مش واعيه، فى حاجه شاغله تفكيرها..
نادى عليها بهدوء:- يا انسه
بس ماردتش كأنها مش سامعه و هى فعلا مش سامعه و لا حاسه بحاجه و ده خلاه يقرب شويه كان يفصل بينهم كام خطوة، شاور قدام عينيها:- يا انسه
هنا مريم فاقت و بصتله بدهشه.. اتحرك و بعد الخطوتين اللى قربهم و شاورلها بايده على باب الاسانصير المفتوح من غير ما يتكلم..
اتحركت باحراج و ضيق من نفسها و شكرته بهمس و عنيها فى الارض و خرجت جرى على مكتبها و هو خرج وراها و هو مستغرب افعالها و فى نفس الوقت فضوله هيموته و يعرف مالها ! عاوز يرضي فضوله و يعرف مين البنت دى و ايه حكايتها..
اتحرك فى طريقه لمكتب مدير الشركه و صديقه احمد...

مريم دخلت مكتبها و هى بتلوم فى نفسها:- ليه بس كده يا مريم ! الراجل يقول عليا ايه دلوقتي ! ياارب، ياارب انت المتطلع على حالى، اللهم انى لا اسألك رد القضاء و لكنى اسألك اللطف فيه، الطف بيا يارب، الطف بيا و خفف عنى و اهدى امى، يارب انت العالم بحالى
فضلت تدعى فى سرها كتير لحد ما دخلت و كانت صاحباتها ملك و اسماء و سهير قاعدين كل واحده على مكتبها..
القت عليهم السلام و كلهم ردوا بإبتسامة محببه الا اسماء اللى ردت بسخريه و كره:- ما بدرى يا ست الشيخه، كنتى فين كل ده ! مستر احمد سأل عليكى و كان عاوزك
ملك و سهير بصوا لأسماء بحده و مريم ردت عليها بهدوء:- حاضر، هروحله حالا
خرجت بهدوء و راحت لمكتب احمد مديرها اللى كان قاعد معاه صاحبه و صديق عمره طارق و بيضحكوا..
عدت على سكرتيرته بس ملقتهاش موجوده و ده خلاها تروح تخبط بهدوء و خفه على الباب.. احمد اذن ليها بالدخول و هى فتحت الباب و دخلت و عينيها فى الأرض..
- السلام عليكم ورحمة الله، اسماء بلغتنى ان حضرتك سألت عليا، انا اسفه والله بس كان فى مشوار مهم هو اللى اخرنى
احمد بصلها بابتسامة:- و لا يهمك يا مريم انا مش متضايق خالص، انا بالصدفه عرفت من السكرتيرة انك خلصتى كل شغل الحملات اللى مطلوب منك
ردت بهدوء و مازالت عينيها فى الارض و بتفرك ايدها بالجوانتى بتوتر خفيف :- ايوه فعلا حضرتك انا خلصت كله النهارده الصبح قبل ما امشي
احمد ابتسم بفخر:- ماشاء الله عليكى بجد، ربنا يحفظك.. فى حملة جديده انا اصريت انتى اللى تمسكيها.. لو حابه تبدأى فيها النهارده براحتك و لو حابه تروحى و بكره تبدأى فيها بردو براحتك
- بهدوء:- لا ان شآء الله هبدأ دلوقتي
احمد ابتسم بفخر:- تمام
بدأ يشرحلها المطلوب و هى بتسمعه بانتباه و تركيز...
كل ده و طارق قاعد مذبهل و مش قادر ينطق.. بس بيتابعهم بصمت و دهشه..

نوڤيلا " ذات النقاب "  ✓حيث تعيش القصص. اكتشف الآن