(( لقطة ))
قصه قصيرة بقلمي سارة مجديمقدمه
أنتشر في مجتمعنا الكثير من القضايا التي جعلتنا جميعا نشعر بالخوف، و بأننا داخل نفق مظلم، من خيبات متتاليه، واحداث اقل ما يقال عنها أنها تشيب شعر الاطفال من هولها، وصعوبتها.
لقطة ترصد بعض القضايا، لن نقول اننا نملك الحلول، لكن على الاقل نعرف الاسباب،و اذا وضعنا يدنا على الاسباب، اصبح سهل علينا ان نجد الحلول، و الله الموفق، و المستعان
***************************
دلف الطبيب إلى مكتبه بعد أن أخذ الأوراق من الضابط الخاصه بالقضايه، هو لم يطلب منه اي شيء، فقط الراد ان يجعله يقرأة، و ان يكتب ما يريده، ففي بعض الاحيان الصمت يكون ابلغ من الف حديث، و الصرخات اكثر تعبيرا من ابيات الشعر المتقنه، جلس الطبي خلف مكتبه بعد ان طلب من المساعد الخاص به كوب من القهوة .. وفتح الأوراق يقرأ أول قضيةالقضية الأولى (( قتل ))
(( أخ ذبح أخيه و السبب زوجته ))
تراجع إلى الخلف بظهره و الصدمه ترتسم على ملامحه .. وهو يقرأ أقوال القاتل
في أول أوراق القضيه يجد أوراق التحقيق و أستجواب القاتل، الذي قال حين سأل
- ما أقوالك في ما نُسب إليك بذبحك لأخيك في منزله ؟
ظل القاتل صامت لعدة ثواني ثم قال بصوت مرتعش و عيون دامعه
- أنا و أخويا كنا روح واحده في جسدين توأم في كل حاجة ... طول عمرنا مع بعض في كل حاجة على الحلوة و المُره في ظهر بعض سند و أمان كل الناس كانت بتحسد أبويا و أمى علينا .. بسبب أدبنا و أخلاقنا و تفوقنا الدراسي .. لينا أصحاب كتير لكن عمرنا ما أتأثرنا بصاحب بيشرب أو صاحب بيمشي مع بنات كنا مركزين نحقق حلم أبونا و أمنا إننا ندخل كليات قمة و نكون ديماً من المتفوقين و نرفع راسهم
صمت لثواني ثم أكمل و الدموع تسيل فوق وجنتيه
- فعلاً دخل أخويا هندسه و أنا دخلت حاسبات .. كل الناس كانت بتحلف بحياتنا و بأخلاقنا و مرت سنين الجامعة و أتخرجنا بتقديرات عاليه كان كل تركيزنا على الدراسه و النجاح أخويا أتعين في الجامعة و أنا أشتغلت في شركة كبيرة و بمرتب كبير
شهق عدة شهقات و هو يخفض عيونه أرضاً ثم أكمل
- أمي قررت إننا لازم نتجوز ما هو خلاص كل واحد فينا بقى بيشتغل و يقدر يفتح بيت و فعلاً بدأت تدور على عرايس من بيت محترم يناسبوا ولادها المحترمين و في يوم جت واحده جارتنا و قالت لأمي على ناس عندهم بنتين جمال و أخلاق و تربيه مكنوش توأم في واحده أكبر من التانية بسنه و فعلًا أمي طلبت منها تجيب صور للبنات دي علشان نشوفهم و نقرر هنروح نخطبهم و لا لأ
صمت و كأنه لا يستطيع إكمال كلماته ... عيونه سارحه في شيء ما خلف الضابط الذي يحقق معه ليلتفت الضابط ينظر خلفه لكنه لم يجد شىء سوا حائط أبيض اللون خالي تمامًا
لكنه أنتبه لصوت المتهم و هو يتمتم قائلاً
- أنا آسف يا خالد .. حقك عليا يا أخويا .. سامحني سامحني شيطاني غلبني
قطع تلك التمتمه صوت الضابط و هو يقول
- كمل يا مصطفى أيه إللى حصل.
نظر مصطفى في إتجاه الضابط و أكمل قائلاً
- المهم أن كل حاجة تمت و خطبنا البنات و نصيبي كان لارا البنت الصغيرة الحلوة إللى عيونها نغشه تخليك تدوب فيها من أول لحظة تشوفها و خالد كان معجب جداً بمكه أختها الكبيرة كان ديماً يقول عليها عيونها أمان و ملامحها رمز للراحة و الهدوء
تنهد بتثاقل ثم أكمل
- خلال سنه كنا متجوزين .. كل واحد في شقته إللى بابا كان بانيها ليهم و مجهزها و فارشها أحسن فرش .. مرت أول سنه جواز و مرات خالد حملت أول ولد و لمًا خلفت البيت كله كان في سعاده و كأنه عيد أول حفيد للعيله
صمت و كأنه يفكر في شيء ما أو يتذكر شيء ما ... حدقتيه تتحركان بتوتر و قلق ... ثم أكمل
- مكنتش عارف مفهمتش إلا بعد ما حصل إللي حصل صدقني .
قطب المحقق حاجبيه بعدم فهم لكن مصطفى أكمل حديثه
- مكنتش أعرف أنها بتحب أخويا . و الله مكنتش أعرف ... أنا حبيتها من أول لحظة شوفتها مكنتش عايز غير رضاها و بس لكن هي كانت عيونها على أخويا ديماً تقول شوفت خالد عمل أيه ؟ شوفت خالد قال أيه ؟ شوفت جاب أيه ؟ لابس أيه بياكل إزاى ... و أنا كنت فاكر أنها غيرانه من أختها أدلع فيها زيادة و أجيب في هدايا ... لحد في يوم و هي بين درعاتي في حضني و في أكتر لحظة خاصه بينا بدل ما تنطق أسمى نطقت أسمه ... كانت بتتمناه هو كانت بتتخيل نفسها في حضنه هو مش أنا
صمت لثواني أصوات أنفاسه العاليه تملىء الغرفة و كأنه يصارع الموت و يبحث عن الهواء ثم أكمل بصوت مختنق
- هي ماكنتش حاسه بنفسها و هي بتردد أسمه ... بعدت عنها و أنا في جوايا نار ... نار مش عارف أطفيها و لا أتجاهلها بقيت بكره تجمعنا العائلي ... بقيت أراقب كل تصرفاتها و كلامها مع أخويا و إللي كنت بشوفه عادي بقيت بشوفه أنه تجاوب من خالد معاها ... كنت بفرح أوى أما خالد يطلب منها تعمله شاي أو قهوة علشان مراته مشغوله مع الولد أو أما كانت تعبانه من الحمل ... كنت ديماً حابب أن أنا وأخويا نفضل قريبين من بعض شايل كل حدود ربنا في أن مراتي تبقى بشعرها أو مش لابسه بكوم و متغطيه و أقول أنه زي أخوها ... أو أنها تهزر معاه من غير قيود و حدود و أنه ممكن يحصل تلامس بينهم ... ربنا حط حدود و شروط لتعاملهم و أنا مفكرتش أخليها تلتزم بيها رغم أن مرات أخويا من نفسها حطت الحدود دي يمكن كانت أوامر أخويا ليها .. لكن الخلاصه أنها ولا مره كانت قدامي بشعرها و على طول قاعده قدامي مستوره من شعر راسها لظافر رجلها عمرها مهزرت معايا بالأيد
أخذ نفس عميق ثم أكمل
- و كل مره أكون فيها مع مراتي أسمعها بتنادي على أخويا و كأنها في حضنه هو مش فى حضني أنا ... بتحبه هو مش بتحبني أنا ... بتتمنى تكون ليه هو مش ليا أنا
صمت لثواني و كان الضابط يتابع كل حركه منه رعشة يديه ، نظرات عينه التى تسير خلف شيء ما .. لا أحد يراه غيره ، القلق و الحزن اللذان يسكنان صوته الندم الواضح عليه ليس كونه قاتل و لكنه نادم على قتل أخيه يرى الأن أنه أخطىء و قتل الشخص البريء ، لكنه في الأساس هو المخطىء الوحيد في تلك القضية هو من ترك الأمور تخرج عن سيطرته ، هو من أبتعد عن أصول دينه التى تحدد العلاقات بين الناس حتى لا يقعوا في الخطأ الكبير
أكمل مصطفى كلماته
- كل ليله كنت بفكر أقولها ألف مره لكن يطلع عليا النهار أشوف دلعها و دلالها ضحكتها إللى بتملى عليا الدنيا الاقيني بكره أخويا ... بقيت بتخانق معاها كتير لما أشوفها واقفه معاه ... و بدأت معاملتي معاه تتغير رغم أن تصرفاته معاها عمرها ما أتغيرت هي هي من يوم ما أتجوزنا لحد فى يوم
أنهمرت دموعه و زادت إرتعاشة يده .. أكمل قائلاً
- يوم إللى حصل كنت معاها زي راجل و مراته و هي فضلت طول الوقت مش بتقول غير بحبك يا خالد بحبك يا خالد
رفع عيونه للحائط خلف الضابط و قال
- و الله يا خالد غصب عني ، أنت متخيل أكون فى حضن مراتي إللى بعشق تراب رجليها و تنادي بإسم راجل تاني ، أنا بحبها وهي بتحبك أنا الشيطان عما عينيا محستش بنفسي و أنا باخد سكينه أُمنا الله يرحمها و أستناك و أنت راجع من صلاة الفجر و أستخبيت تحت السلم و أستنيتك تطلع أول درجات السلم و جيت من وراك و ذبحتك أنا آسف يا خالد آسف .
أغلق الطبيب الأوراق و هو ينفخ بضيق ، من يوم نزول آدم إلى الأرض و أنجب أولاده و قتل قابيل هابيل نجد دائماً من يهزمه الشيطان و يزرع داخل قلبه الحقد و الغضب و يصور له الأمر بالشكل الذي يريده حتى يحدث ما يريد كيفما أراد ، و إذا لم يقتل مصطفى أخيه كانت الضحيه زوجته ، و الأساس فى الأمر هو تخطي حدود الله ، و إباحة كل الأمور التي حرمها ، لم يضع الله لنا الحدود حتى تقيدنا و لكن لتحمينا
لم يستطع أن يكتب تقريره عن القضية القاتل لا يعاني أي مرض نفسي ، لكنه أبتعد عن الله و تعاليم دينه و الحدود الذي و ضعها خالقه حتى يحمي عرضه و شرفه