183 30 37
                                    

تايِهيونغ.

أمشي وسط الشارع كأنِي جثةً لا روح فيها، أسفلُ
عِينَّاي بالسوادِ تلونت، ووجهي مَخطوفُ اللَون..

هذا حالي كُل يومًا من قبل مِئة عامًا من الان،
نفس مَلمحي المُتهالك، و هَيئتي المُخيِفة!..

لطالما كنتُ أقَول فِي طفُولتِي و مُراهقَّتي ،و حَتى نِصفُ شَبابي، ان مَصاصين الدِماء خرافةٌ بلهاءْ، لا صحةٌ فِيها و لا وِجود لها..

حتى اتى الليومُ الذي غير حياتي و دمرها ايضًا، يومَ حولتُ من بشرًا طُموحًا ذو احلام، إلى جثةً مُتحركة تشربُ دِماء الكائنات!.

مئة عام من الخلود، اتمنى فيها الموت يوميًا، و حتى الان لازلتُ أتمنى مَماتي..

لم اتزوج كما ابتغيت، ولم احصل على وضيفتي كما ابتغيت، ولم احصل على اطفالي كما كُنت اريد، تحولي لهذا الكيان، غير هيئتي و احلامي و حياتي!..

كُل هذا و لا يزال البشر يجهلون حقيقة وجودنا،
يجهلون وجود كيانات تشربُ و تسفكُ دِمائهم لغرض اشباع انفسهم..

حسنًا لم اشرب دماء بشري بل كُنت استبدِلُها بِدماء بعض الحيوانات رغم شعوري بالذنب الشديد لشربي دِماء الحيوانات، لكني بدونها سأفقد السيطرة و اقتل اي شيءً تطيحُ عيناي عليه، و حصل هذا لأحدٍ من مصاصين الدماء قبل اربعة قرون و كان فضيعًا جدًا بعدما قتل الف بشري!..

لذا احاول تَجنب حصول هذا بشرب تلك الدِماء..

بعد تجولي بالمدينة، و حين بزوغ الفجر و خروج الشمس من مَضجها، قررت العودة لِمنزلي الخانق، او القصر ان صح التعبير..

دخلتُ وجدت جِيمين و هوسوك يلعبون العاب الفيديو معًا، تجاهلتهم و ذهبتُ غرفتي بالاعلى، دخلتُها ،و فتحتُ خزانتي اخذُ ملابسي و ذهبت الحمام حتى استحم، و عند انتهائي ذهبت سريري و رحت غاطًا بالنوم..

استيقظتُ وجدتُها الساعة الرابعة عصرًا بنفس اليوم،
اغتسلتُ و نزلت للأسفل كان الجميع نيامًا، اعددتُ بعض الفطور ،الذي لا يشبع و لا يفعل شيئًا، لكن احاول ان اشعر اني طبيعي لوهلة!..

خَرجتُ من المَنزلِ الى اللا مكان فيهِ اقضي ليلي بهدوء، الشمس اراها من بعيدًا تدخل جوف الارض هي ليست كذلك اعلم؛ مُجرد تَشيبه بسيِط..

امشي وسط شوارع العاصمة باريس و ارى الناس حولي
اقرأ افكارهم تارة ارى بعضهم مليءٌ بالحماس و الشغف للحياة كنبتةِ الربيع، و اخرون مطفئون لا امل ينجيهم و لا شغف يُحيهم كأواق الخريف باتوا، منهم يتخذُ الموت سيبلًا فقط سئمَ من العيِش، و منهم البائس لكنهُ في مُستشفى الامراض النفسية يسكنُ..

اشم روائح دِمائهم و التي كانت تجذبني و لا استطيع مُقاومتها فكنتُ في المنزل حبيس، لكن الان انا مُعتادٌ لا ابالي بها!..

طَريحُ عِيناك tkحيث تعيش القصص. اكتشف الآن