.
.
.
.
."اهلا بك... رجاءاً جد طاولة واجلس...
استرح
قل لنا امكانياتك؟
الاكاديمية... الفنية... الثقافية.... حتى الرياضية....
ليس ما تريده... بل ما تستطيع فعله...
تجيد العزف على البيانو لانك اخذت حصصاً خاصة منذ السابعة من عمرك؟
ممتاز!
ماذا تقول؟ تكره البيانو؟
لكن لماذا؟ انه يضغط عليك ويزعجك؟
قمت به رغماً عن ارادتك؟
احنِ رأسك!
هذا ليس مهماً البتة! انت تجيده وهذا يكفي!
انت لا تعرف عواقب فعل ما تريده هنا!
من يتحرر ويفعل ما يريده يعاقبه المجتمع!
لا مكان له بيننا!
لا مكان له على هذه الكراسي ولا هي ترحب به!
احني رأسك واستمع الى ما يملى عليك ايها الشقي!
افعل ما تؤمر لا ما تريد!"اقف وسط البقعة المضيئة الوحيدة وسط ظلمة لانهائية... أمام قائد المجتمع المرموق والمجتمع نفسه... لقد كبرت بالفعل... تصرفاتي ما عاد بالامكان ادراجها تحت تصنيف "طفولية" وعلي ان اراقب كل ما يخرج من فمي وما تصنع يدي... انا الان بالغ... علي ان اوضع تحت تصنيف مجتمعي وان اتبع معايير توضع من قبل أشخاص ماتوا منذ قرون...
وقفت مصدوماً أمام هذا الكلام
لست حائراً... ففي النهاية سأدخل الى هنا وسأضع القناع الذي يضعه الجميع هنا صحيح؟ فقط مصدوم
الجميع يضع قناعاً... يحوي وجهاً مبتسماً...
اوحى لي في البداية أنهم جميعا سعداء لكن... الاجواء تختلف تمام الاختلاف عن تعريف السعادة...
إذا كانت المعايير تكفل راحة المجتمع... إذا لماذا لا احد سعيد؟
"لا راحة في ما تريد ولا سعادة في ما تجبر عليه... عليك ان تكافح وتتعب وتشقى لما تريد... لكن عندما تتبع المعايير وما يريده منك الجميع... هنا انت لن تحارب اكبر عائق في طريقك... نفسك"
أنت تقرأ
جدني حيث الأشياء الجامحة
Short StoryFind me where the wild things are Carve your way to know me Thus you won't unless you tire