مساء، الجميع مجتمع على العشاء، ضحكات خفيفة، وربى تثرثر بحيوية
ربى (بفرح):
وبعدين قلتله لصاحب المطعم، لأ والله ما بقبل غير بطاطا مقرمشة، مو هالطرية!
ولك أشهم قاعد يطالع فيني كأني مخترعة الذرة!
(تضحك وهي تضع قطعة خبز في فمها)
قولوا والله طلعت أستاذة بالمطالب.نور الهدى:
من زمان واحنا عارفينك أستاذة، أستاذة بالتعب!صقر (يضحك):
أشهم، الله يعينك على هالعفريتة!أشهم (يبتسم بهدوء):
هي قلبي… حتى بتعبها، هي قلبي.(ضحكة عامة، لكن أم صقر تراقبه بصمت، ثم تضع يدها على كتفه برفق وتهمس له)
أم صقر:
تعال معي شوي، بدي أحكي معك كلمتين برا…(يخرج معها إلى ركن هادئ من المنزل)
أم صقر (بنبرة أمومة هادئة):
أشهم… بدك تزعل مني ولا لأ، بدي أحكي معك كأم، مو كأمك، كأم بتحب تشوف ابنها أب.أشهم (يشعر بالتوتر):
أمي… مو وقت هالكلام.أم صقر:
بالعكس، الوقت عم يمر.
ربى قربت تصير 18، كبيرة، مانها صغيرة…
ليش ما نفرح فيها؟ نحمل حفيد صغير يشبهك، يشبهها؟
صدقني بيكون أروع شيء بهالعيلة.(يصمت أشهم، تتبدل ملامحه، نبرة صوته تنخفض لكنه يحمل غضبًا دفينًا)
أشهم:
أمي… عن أي طفل عم تتكلمي؟!أم صقر (بتعجب):
عن طفل منك ومن ربى، شو قصدك؟أشهم (ينفجر وهو يرفع صوته لأول مرة بوجهها):
ربى لا تقدر تحمل يا أمي!
ربى عندها فشل في القلب… فشل!
يعني إذا حملت تموت، تفهمين؟ تمووووت!(أم صقر تصعق، تتراجع خطوة للوراء)
أشهم (بحنق وألم):
أنا ما بدي طفل… بدي ربى، بدي ضحكتها، ثرثرتها، عنادها، كل شي فيها!
أنا ما تحملت ألمها لما ترتعش من وجع بسيط، فكيف لما أعرف إنها عم تموت داخلي وأنا السبب؟!
كفــــــــــــى!
كفى ضغط، كفى نظرات، كفى كلام!
أنا اخترت ربى… واخترت إنها تعيش، ولو بدون أطفال.
هذا القرار نهائي، واضح؟!(يمسك أشهم بيد ربى ويأخذها ويخرجان من البيت. الجميع يراقبهم بصمت. ضوء المصباح ينطفئ ببطء خلفهم، وخطواتهم تتلاشى في عتمة ليل صامت ولكن مليء بالمحبة والألم والقرارات الصعبة.)
أشهم يُمسك بيد ربى بسرعة بعدما خرجا من المنزل، ويفتح باب السيارة بعصبية)
ربى (تتألم بخفة وهي تنظر إليه):
آه… إيدي، أشهم، شوي شوي…(يتوقف، وكأن صوته الداخلي أيقظه من شدّة انفعاله، ينظر إلى يدها ويُفلتها بلطف شديد، ثم يُمسكها من جديد لكن بحنان)
