خرجنا من المدرجّ وكنتُ محرجًا للغاية لأرفعَ رأسي حتى بينما الأهوجُ بجانبي كانَ يمشي مرفوع الرأس ويصفّر بفمه حتى أنّه لوّحَ بيده للبروفيسور الغاضبحاولتُ إقناعَ نفسي أنّه لا بأسَ بذلك وأنني سأعتذر من البروفيسور في المرّةِ القادمة لكن ذلك لم يمنع رغبتي في طعن المدعوّ بجونغكوك حتى يفرغ جسده من الدماء !
كانت مُحاضرتي الأولى والوحيدة لليوم وها أنا ذا قد خسرتها بسبب أحدهم والّذي تنبّهتُ أنّه كانَ يمشي خلفي مذُ لحظةِ خروجنا
" لماذا تلحقُ بي ؟ لعلمك لن أقبلَ منكَ اعتذارًا حتى وإن اعتذرتَ إلى الصباح "
تهجّمتُ عليه بعصبية عندما التفتتُ إليه ووجدتهُ يركلُ الحصى الصغيرة في طريقة" أيّ اعتذار ؟ أنا أسكنُ معكَ بالمبنى ذاته أنسيت ؟ "
ردّ باستهزاءٍ واضح جاعلًا مني أبدو كالأبله فحاولتُ الحفاظَ على ما تبقّى من كرامتي وأردفتُ متعاليًا" لستُ متأكّدًا ، فأنا لا اتذكّر إلا الأشياء المهمة "
ظننتُ أنني قد انتصرتُ عليهِ بإجابتي حتى عاودَ الحديث قائلًا" نعم هذا واضح ، يبدو أنّ زرّ بنطالك ليسَ من الأشياء المهمةِ أيضًا "
حبستُ أنفاسي وتوقّفتُ عن المشي حتى استوعبتُ ما قالَه ثمّ سريعًا نظرتُ حيثُ زر بنطالي لكنّه كانَ مغلقًا فعاودتُ رفعَ بصري إليه فوجدتهُ قد سبقني ببضعِ خطواتٍ بالفعل ويبتسمُ بحقارة
لم أفعَل شيئًا سوى أنني رفعتُ اصبعي الأوسط بوجهه المستفز ثمّ واصلتُ تحرّكي براحة بعدما جعلني هذا الحقير أشكّ في نفسي
أراهن أنني سأتأكدُ من إغلاقِ زرّ بنطالي قبلَ خروجي كلّ يومٍ بسببه
أكلمنا المسيرَ حيثُ المبنى وكنتُ لا أزالُ متأخرًا عنه ببضعِ أمتارفدلفَ هوَ أولًا إلى الداخل وظننتُ أنّه سينصرفُ عن وجهي أخيرًا ويتّجه إلى حُجرته
لكنني وجدتهُ ينتظرني بالدّاخل حتى لحقتُ به ثمّ مشى بجانبي كما لو كنّا أصدقاء أو ما شابه !
وصلنا أخيرًا إلى الممرّ الّذي يؤدّي لحُجرتي وكم كنتُ سعيدًا برؤيةِ بابها لأنه سيسمحُ لي أخيرًا بالابتعادِ عن غريبِ الأطوارِ هذا
لكن قبلَ أن أصِل لها راودني فضولٌ صغير حولَ أيّ حُجرةٍ تكون خاصّة جونغكوك ، فعندما قابلتهُ البارحة لم اركّز حقًا من أيّ حجرةٍ قد خرج لأنني كنتُ موليًا اهتمامي لمُصيبةٍ أكبر مليئة بالفراء
الممرّ الواحد يحوي ستّ غرفٍ متقابلة وكم تمنّيتُ أن تكونَ خاصّته أبعدَ واحدةٍ عن خاصتي لكن الأمنيات تظلّ أمنيات
أنت تقرأ
TK : Annoying Neighbor
Short Storyتايهيونغ ، الفتى المصاب بحساسيةٍ ضدّ القطط ، يمقت جونغكوك ، جاره في السكن الجامعيّ ، لأنّه يمتلك قططًا صغيرة مزعجة - قططكَ مُزعجة بنفس درجة إزعاجك ! - ويحَك ! لا تتكلم عن قططي اللطيفة بالسوء !