الجزء الاول (احداث متفرقه من الطفولة والمراهقة والحب الاول)

314 1 0
                                    

كانت قنديل بنت جميلة و ذكية تعيش طفولتها بشكل طبيعي ضمن عائلة متوسطة الدخل متكونة من سبعة افراد من ضمنهم ابوها و امها ، قنديل كانت البنت الوسطية بين اخوتها وكانت مهمشة من قبل العائلة لاتعطي رأيها ولا تشارك بقرار وايضا كان هناك تحيز للاخ الاكبر والاخت الصغرى من قبل الوالدين، وكان هذا الشيء يحز بقلبها لكن ما كانت تظهر هالشعور امامهم بل كانت تكتفي بالانعزال في غرفتها المشتركة مع اخواتها البنات وتحاول ان تشغل نفسها بأمراً ما سواء قراءة كتاب او رسم او كتابة مذكرات يومية، واستمر هذا الحال وهذا الروتين مع العديد من العوائق العائلية و المشكلات العادية التي تحدث من وقت لآخر.
وبحكم ان قنديل كانت فتاة جميلة ذات ملامح حادة و ساحرة ، كانت تتعرض الى الكثير من المضايقات والتحرش من اقرب الناس لها من الاقارب، نعم الاقارب وبعض المحارم ايضاً من جهة والدتها، ولم تكن قنديل بعمرها الصغير تدرك ما معنى هذا الشيء سوى انها كانت تنزعج كثيرا لكن لم تفصح عن هذا الامر لاي احد من اهلها، لان العلاقة بينهم لم تكن بهذا الانفتاح او التقرب لمعرفة ما الذي يواجه ابناءهم من امور مزعجة او غير ذلك لان الحياة كانت صعبة و مُلهية بالنسبة الى الوالدين فهم منشغلون بأمور المعيشة وتأمين الحياة المادية وامور اخرى اكبر من ان يتفرغوا لسماع مشاكل اولادهم التافهه او التقرب منهم كفاية ..
بعمر اربعة عشر عام كانت اول محاولة لقنديل بالتحرر من قيودها التي فرضتها عليها العائلة والمجتمع، ففكرت بالهروب من بيت اهلها والذهاب الى ولاية ثانية ، بهذا التفكير والعقل الغير مكتمل كانت تفترض انها ستحظى بحياة اجمل بمفردها وانها ستتلقى كل الفرص الممكنة لتحصل على اسلوب العيش الذي طالما حلمت به ، فقامت بتجميع بعض الحاجيات الخاصة بها من ملابس واشياء تحبها وبعض المال الذي سرقته من والدها لاجل هذا الغرض، و خرجت من بيت اهلها بحجة الذهاب الى بيت الجيران ، الذي كان شيء طبيعي في ذلك الوقت، ومنه ركبت سيارة الاجرة الى موقف خاص للسيارات التي تنقل الناس الى الاماكن البعيدة والولايات المجاورة، نزلت في ذلك المكان الذي كان اشبه بغابة من الرجال و اصحاب السيارات الذين يتهافتون على كل شخص يدخل المكان محاولة منهم لاقناعه بارتياد سيارتهم دون غيرها ، قنديل البنت المراهقة و الجميلة شعرت بأن العيون سوف تبتلعها وشعرت بالخوف لكنها كانت ترفض التراجع عن هذا القرار فهَمّت ان تصعد احد السيارات لكنها متخبطة بخوفها انسحبت باللحظة الاخيره من ذلك المكان بعد ان رأت احد الذكور يحملق فيها بشكل مريب وينتظر صعودها ، مشت بسرعة الى الشارع العام لكي تعود من حيث اتت وقد مرت قرابة الساعة والنصف على غيابها عن البيت فاستأجرت سيارة اجرة صغيرة متوجهة الى البيت وقبل ان تنزل من السيارة تركت ما اخذته من والدها من مال ليس بقليل بالسيارة لانها فكرت انها لاتستطيع ارجاعه معها ، ومن المؤكد ان صاحب السيارة كان يدعو لها ليلاً و نهاراً ...
رجعت قنديل الى البيت بكل بساطة، طرقت الباب و دخلت وعندما سألوها اهلها عن غيابها قالت كنت عند بيت الجارة و انتهى الامر بهذا اللينو السهولة، متغاضين عن حقيبة الظهر التي كانت تحملها، فصعدت الى غرفتها مسرعة و استلقت ع السرير وقد خاب ظنها بذلك الحلم الذي كانت تعيش فيه بمخيلتها وترسم مخططها لحياة افتراضية تنعم بالحرية.
سارت الايام والشهور والسنين بنفس الوتيرة ولم تحدث انعطافة تُذكر في حياة قنديل من البيت الى المدرسة والعكس مع بعض الصديقات وبعض محاولات الحب الفاشلة القائمة على النظرات او الملاحقات في طريق المدرسة او رسائل الغرام الكاذبة التي تقع فيها اغلب الفتيات، لكن عند عمر السابعة عشر من عمرها حدث تحول كبير و مدمر لقنديل عندما دخل الى حياتها شخص اشبه ما يكون بالنقمة حيث قلب كل شيء رأساً على عقب..
أنس الرجل المثالي ظاهرياً سُحرت به قنديل عن طريق صوته الجهور الذي يعكس شخصية قوية و واثقة وناضجة ، عن طريق تلك المكالمة الهاتفية عن طريق الخطأ و التي انتهت بتعارف بسيط وتبادل لارقام الهاتف المحمول وتلاها بعض الرسائل و المجاملات واشعار الغزل، ليتطور الامر الى مكالمات طويلة تدور فيها شتى انواع الاحاديث والتقرب والاسرار التي القتها قنديل في جعبته دون جهد منه، بالمقابل لم تلقى الا الغموض عن شخصه و حياته باستثناء بعض المعلمومات البديهية ، لكنها احبته هكذا لم ترغب بمعرفة التفاصيل ، كان محترف بالاطاحة بها عن طريق ذاك الصوت والاسلوب فقط ، تطور الامر اكثر ليطلب منها اللقاء ، ترددت في بادئ الامر لانها المرة الاولى لكن في النهاية كانت تتشوق لرؤية صاحب هذا الصوت الذي أسرها ، كل شيء للمرة الاولى يبدو صعباً، وبعدها يألف الانسان افعاله ، حدث ذلك اللقاء وتلاها الثاني والثالث وكان كل شيء لهذه اللحظة طبيعي، أنس كما يبدو انه اكبر من قنديل بعشر سنوات او اكثر ، ذو وجه قاسي مسمر ونظرات قوية وملامح جنوبية واضحة ، كان الصوت مطابق للصورة وهذا ما جعل قنديل تتعلق به اكثر فأكثر ، وكما هو معروف غالبا ما تنجذب الفتاة الجميلة الى الرجل الغير وسيم مُفضلة بذلك الشخصية القوية على الشكل ..
بعد اللقاء الثالث طلب انس من قنديل ان يلتقوا في مكانٍ منعزل هذه المرة، لا السيارة و لا الشارع ولا المدرسة بل في مكان لايكون فيه غيرهما، يال هذا الطلب الجريء و يالَ سهولة القبول، نعم ، لقد قبلت قنديل مباشرة بعد القليل من المحاولة فقط، واختلقت الحجة لاهلها لكي تذهب معه الى ذلك المكان المقرف الذي هو اشبه ما يكون بغرفة صيانة قذره الشكل والرائحة فيها سرير وبعض الحاجيات التالفه، نعم دخلت الى ذلك المكان بكامل ارادتها وبقيت معه قرابة النصف ساعه او اكثر بقليل وحدث بينهما ما يحدث بين العاشقين عدا انها حافظت على عذريتها فقط ..
تراجع مستوى قنديل الدراسي الى حد ما و كانت سنتها الاخيرة بالثانوية وكان من المفترض انها تبذل قصارى جهدها للحصول على تخصص جيد في الجامعه ، لكن دخول انس الى حياتها قلب كل شيء ، كان يستولي على كل وقتها ان لم يكن بالحديث فهو بالتفكير و الغرق بالخيال معه ، ايضا كان يتظاهر بانه يحرم نفسه من الكثير من الامور فقط من اجل ان يشتري بطاقة الاتصال مما دفعها للقيام بالسرقة من والدها بطريقة او بأخرى لكي تعطيه المال ، واستمر الحال هكذا الى ان اصبحت هذه السرقات  ملحوظه و استحوذ الشك على الاهل و الاب الذي بدوره قرر مراقبة الامر ، وفي احد ليالي الصيف الحارة حيث كانت قنديل تختبأ في غرفتها في الظلام الدامس وفي جو من الحر الخانق حيث كانت الغرفه في الطابق الثاني وجميع اهلها ينامون فوق سطح المنزل، وكان الهدوء يعم المكان عدا صوت الهمس بين قنديل وحبيبها وصوت الضحكات المكتومة التي كانت تصدر من غرفتها ، وكانت قنديل بالعادة تراقب  اسفل الباب لكي ترى في حال اقترب احد من الباب الظلام التام في تلك الليلة لم يمكنها من لمح اقدام والدها وهو يقتحم غرفتها بشكل مفاجىء ومجنون وكانت المفاجأة...

You've reached the end of published parts.

⏰ Last updated: Feb 28, 2023 ⏰

Add this story to your Library to get notified about new parts!

معشوقة الرجالWhere stories live. Discover now