تحذيرٌ: الرواية سوداوية لأبعد الحدود، إن لمْ تكُن تستطيع تحمُّل مشاهد التعنيف ضد المرأة والمشاهد والكلمات الجنسية الجريئة، لا تفكّر في قراءتها حتى، رجاءً!
هُنا، سأكون أنا الكاتبة، هي المريضة النفسية وليست الشخصيات.
•••~ «أتحسب قلوب الناسِ كالأبوابِ تطرُقها؟ أتحسب الفتحَ سهلًا بعد أن ينغلِقوا؟»
• • •
«تعاليّ إلى (دادي)، صغيرتي!»
مدّ ذراعيه للخلف يمروِح بكفّيه في الهواء تجاه باب هذه الغرفة الضخمة، مُشيرًا لها بالقُدوم ما إن وصل صوت فتحِ الباب أذنيه. دون أن يعرف القادم، علِم أنّه ليس سواها؛ فلمْ يوجَد بعد مَن كان قادرًا على اقتحام غرفته دون طرقٍ، دون صوتٍ، أو دون انتظار إذنه حتى سواها.
تقدّمتْ تطرُق الأرض الرخامية البيضاء بكعبها الأسود العالي. عالٍ كفايةً لجعل قدميها مقوَّستين، ولكنّها ارتفعت فوقهما بسلاسةٍ تسير بهدوءٍ، كعارضة أزياءٍ تُقدّم قدمًا وتؤخّر الأخرى، في مَشيةٍ مُتهادِيةٍ لمْ تلِقْ بمظهرها الدمويّ أبدًا.
تخطَّتْ الأريكة التي يتمدَّد عليها، تضرب بجانُبها كفّيه الممدودين لها عمدًا، مُكمِلةً خطواتها بلا اكتراثٍ تجاه طاولةٍ عاليةٍ زجاجيةٍ بالكامل ارتصّت عليها بضع زجاجات مغلقة من شراب سكوتش، وأخرى نصف وربع ممتلئةٍ من شراب دالمور، ويست كورك، وتولامور ديو.
أخذتْ من كُرسيٍّ طويلٍ ذي ظهرٍ زجاجيّ وأرجلٍ من البورسلين الأسود مقعدًا لها، وتناولتْ كأسًا زجاجيًا ذي قاعدةٍ عميقةٍ بيُمناها، تلفُّ أصابعها ذات الأظافر الطويلة جدًا والمطليّة بالأسود، حول الكأس، وبيُسراها فتحتْ أحد زجاجات سكوتش العريضة بقلبها المقوَّس تصبُّ من هذا الويسكي العتيق باهظ الثمن في كأسها دون رادعٍ، ثم رفعت الكأس ورمَتْ ما به من شرابٍ على وجهها مُغلِقةً عينيها، إلى أن تهادتْ قطرات الويسكي تسقط عن بشرة وجهها آخذةً معها الدماء التي كانت تُغطّي ملامحها، ثم فتحتْ عيناها تمسح بقية الدماء اللزجة عن وجهها بكفّها بعنفٍ، صارخةً بأعلى صوتها ترمي الكأس على رأسه:
«صغيرتي في مؤخرتك أيّها الوغد الخائن اللقيط. أريد التحدّث مع (آپيساي) الآن!»
أطلقَ آهةً عاليةً مع اصطدام الكأس برأسه من الأمام تتدحرَج على وجهه حتى استقرّتْ على صدره العاري وقطراتها الأخيرة تُفسِد سترة بدلته كريميّة اللون، يرتديها مفتوحة الأزرار دون قميصٍ على جلده مباشرةً، مع سروالٍ كريميّ اللون أيضًا من قماش الكاشمير الأصليّ بسحابٍ وزرٍ مفتوحين كذلك. فركَ مقدّمة رأسه حيث اصطدم الكأس بكفّه الأيمن العريض الموشوم بأكمله بوشمٍ على شكل بتلّات زهور النرجس إلى عُقَلِ أصابعه الأولى، ثم أمسك الكأس بنفس اليد يُبعده عن سترته الباهظة مُلقِيًا إياه عليها للخلف، صارخًا بملء فمه بنبرةٍ لمْ تقترب من نبرتها الغاضبة إنشًا: