"
- "هل فقدت عقلك حقا أيها الوغد؟" قال بسخرية ليشير للباب. "بإمكانك الخروج"
-لكن هيونغ...
- هل تظن الأمر مزحة؟ المسألة جادة هنا. ستُقتل أنت وأهلك إن تجرأت على قول هذا علنا. هذه ليست لعبة أطفال يا هذا، هذا هو عالم الكبار الحقيقي، إن أردت....
- فليذهب عالمكم وقوانينكم للجحيم. صرخت به والدموع تملؤ عيني. ظننتك الوحيد الذي يمكنه الإحساس بي، أنت من قلت بالأمس أنك حزين لأجله كذلك، لمَ لا تحاول مساعدته؟ لمَ لا تريد تحريره؟ لقد أعطيتني جرعة أمل والآن أرى ما أنت عليه.. مجرد مُدّع وجبان ومخادع. اللعنة عليك.
خرجت تاركا إياه، لقد تأكدت أني فعلا وحيد في هذا العالم بعد أن تسرب لقلبي بعض الأمل في وجود صديق أثق به.
.
في ذلك المساء زارنا الكثير من الأشخاص المهمين في بيتنا وتناولوا الشاي معنا، كان والداي يخدمانهم فيما بدا أنهم غير مهتمين بهم، فقد كان جُل تركيزهم منصبا علي، أتاني السيد سانغ أغنى رجل في البلدة بمجموعة كتب قال إني سأستمتع بها، وأحضر لي الكاهن حلواي المفضلة التي اعتاد إعطائي إياها منذ طفولتي بدون مناسبة، إضافة للكثير من الهدايا، منها التي صنعها زملاء المدرسة والرفاق، مبدئيا كل شخص في البلدة أرسل لي هدية. كانوا يناولونني الأشياء واحدا تلو الآخر فيما لم أقدر حتى على رفع رأسي والنظر إلى وجوههم.
- تفضل هذا المرهم، إنه للحرق الذي تعرضت له. قال الصيدلي ليم وهو يناولني علبة صغيرة
-أتدري يا صغيري سونغمين كم يحبك إبني ويعتبرك شخصا مهما بالنسبة له.. لقد منحك للتو أغلى ما يملك. أتعلم أنه قضى سنوات يبحث عن النبتة التي صنع منها المرهم ودفع الكثير من المال لكي....
- حسنا أمي، هذا يكفي. قال ليم بصوت منخفض قصد جعل أمه تسكت.
- خذه إذا، قد تحتاجه يوما ما. قلت مادا يدي نحوه دون رفع رأسي
- لا، لا بأس لقد كان مقدرا أن يُستخدم لعلاجك، سعيد لأنني سأكون ذا نفع لك.
- كلنا سعداء لهذا ونودك أن تكون أن أيضا سعيدا يا عزيزي. قالت أرملة كيم العجوز
- سونغمين حقا ولد مميز ولامع، لقد كنت المفضل عندي منذ صغرك. قال الثري سانغ . متأكد أنه لم يدرك أنني موجود قبل الأمس.
- لقد كان دائما يهتم برفاقه ويشاركهم ألعابه وطعامه. أضافت السيدة ليم
جعلوا مني موضوعا لحديثهم وكأنني لم أكن جالسا وسطهم
- لقد كان دوما فتى صبورا ومطيعا. قال والدي الجالس على الأريكة بجانبي وهو يضع يده على كتفي. شعرت بالغرابة كونها أول مرة يمدحني فيها.. أحسست بالغرابة لحظتها وتساءلت إن كان قد قال هذا لأنه يعنيه حقا أم فقط اقتداء بالآخرين
- أتذكر كيف كان يمنح الحلوى التي أعطيها له للأولاد الأصغر بكل رحابة صدر، لقد كان منذ صغره فتى مؤدبا ومثاليا. سونغميني. ناداني بصوت عذب ورنة لطيفة كما اعتاد أن يناديني في صغري، رفعت نظراتي لتلتقي بخاصته. أتذكر يوم احتفال الربيع حين سقط صديقك وكسر ساقه.. كنتم يومها تلعبون في الغابة القريبة وحملته على ظهرك طوال الطريق إلى هنا رغم كونك أقل منه حجما.
- إنه حقا فتى نموذجي.. لا بد أن يُقام حفل سنوي لتكريم الأولاد أمثاله.
حقا هذه الأيام أشعر بحزن كبير لا أستطيع حبسه داخلي لذلك أنهار في أي وقت، ولذلك انهرت في تلك اللحظة، بدأت بالبكاء، حاولت كبح صوت شهقاتي إلا أنها كانت عالية جدا، حزرت أن الجميع ينظرون لي بتوتر وغرابة
- سونغمين بني، هل أنت بخير؟ تساءلت الأرملة
- ظهري.. إنه يؤلم بشدة.
كنت أجبن من أن أواجههم، وحدي ضد كل هؤلاء الراشدين، كان من الصعب الصراخ في وجوههم الآن ولومهم.
رغم أن الجميع يدركون أن الأمر ليس حقيقيا غير أنهم آثروا تصديقي أو بالأحرى التظاهر بذلك، تبعني الصيدلي ليم لغرفتي أين تمددت على السرير، جلس على طرفه أمامي ليمسك المرهم ويضع جزءا منه على يده، مرر أنامله الباردة على ظهري بحنان.
- آسف إن كان أملك بالبالغين قد خاب، لكن الأمور تحصل لسبب ما. لا تحاول إيقافها وإلا ستدفع أنت ومن تحب ثمنها غاليا.
عدلت نفسي ونظرت إليه، تحاشى نظرات وهرب بعينيه بعيدا
- استلقي واحصل على قسط من الراحة. حاول كذلك أن تستمتع بالاهتمام الذي يأتيك مؤخرا.
لم أستطع تحديد إن كان يقصد بجملته الأخيرة السخرية مني أم لا بسبب نبرته، كان يتحدث ببرود كعادته، لكني شعرت أنه قصد شيئا آخر بكلامه ذاك، ربما كان تحذيرا من نوع ما."
كيم سونغمين ♪
YOU ARE READING
صبي أوميلاس | سونغ إن ~♪
Fantasyتدور أحداث القصة في بلدة صغيرة مسالمة يعيش أهلها بسعادة وهناء دائم حيث لا وجود لأي شكل من التعاسة بينهم. لكن هناك سر غريب لا يعلمه الغرباء، فكل أربعاء تغلق أبواب البلدة ويجتمع البالغون في الكنيسة للقيام بطقس ما. هذا العام، سيبلغ سونغمين عمرا يخوله ا...