7

247 13 4
                                    

"غدا، اليوم الذي صرت أخشى قدومه، يوم الطقس الأسبوعي. أمضيت أسبوعا كاملا أشعر بفراغ داخلي عظيم، لقد تقبلت الأمر، نوعا ما، لا يمكنني تغيير شيء مقدر حدوثه. ما الذي يستطيع فتى في السادس عشرة من عمره فعله على أي حال؟ هل سأقدر على تغيير العالم وقوانينه؟ الغضب لا فائدة منه، ألا يقول المثل " رُبّ ضارة نافعة"؟  هذا ما هو عليه الوضع. الطقس الحالي سيء، معاناة الفتى سيئة، لكنها تحدث لأمر جيد وهو سعادة البلدة وسكانها.
ذهبت مساء اليوم لمكتبة العم كانغ التي لم أزرها منذ أسبوع كامل، ونوعا ما اشتقت لرائحة الكتب. لم أعد أشعر بالغضب من البالغين، ربما لن أستطيع محو خيبة أملي أو حزني الكبير، ربما لن أملأ الفجوة التي صنعتها الصدمة في داخلي أبدا، لكنني سأحاول أن أكمل حياتي بشكل طبيعي.. نوعا ما.
كانت دهشته كبيرة لدى دخولي، تلعثم، حاول الترحيب بي، وضع بين يدي مجموعة جديدة من الكتب التي وصلته وواصل الحديث عن كل منها على حدى. لم أنظر إليه، صرت أتجاهل النظر في عيونهم لألا أرى ذلك المزيج الغريب من الندم والإنكار. بدأت بالرد عليه ببرود ومع الوقت صارت جملي تطول.
لم أنم بعد، صرت أخاف أن أسلم جفني له، أخشى الكوابيس التي أضحت تزورني مؤخرا، بدل ذلك سأسهر الليلة .سأقرأ كتاب عالم النباتات الذي استعرته، لن أعود مجددا لقراءة القصص والروايات ففكرة النهاية السعيدة والعدل الذي يسود في آخرها صار يجعلني أشعر بالغثيان."
كيم سونغمين~
.
.
.
"ثاني أربعاء لي مر، لم أذهب هذه المرة مع والداي بل اصطحبني العم كانغ، لسبب ما وجوده يشعرني بالراحة أكثر منهما، فرغم أن ثلاثتهم يلتزمون الصمت إلا أن صمته ليس برودا من جهته مثل أهلي، بل هو صمت الذنب الذي يثقل كاهله.. على الأقل نحن نتشارك في هذه النقطة.
جلسنا في الصفوف الوسطى ننتظر حضور الكاهن الذي ما إن أتى حتى شرع في خطبة أخرى استمرت لحوالي الربع ساعة قبل أن يتكرر مشهد الأسبوع الماضي ويحضر الكاهن الأصغر الفتى الصغير، رغم كوني قررت عدم التأثر لكن مجرد رؤيته أمامي جعلت الدموع تتجمع في عيني، لاحظ العم كانغ ذلك فربت على يدي، كانت صرخاته تتردد في المكان، لقد قلت أني لن أهتم للأمر، سأتجاهله مثل الجميع وٱكمل حياتي، لكن تخيل المشاعر أصعب من مواجهتها. بكيت بصمت مطأطئا، أشعر بالخجل لكن لا خيار أمامي.. أنا وحيد هنا، لم يتبنى أحد قضيتي.
توقف الكاهن لأرفع عيني المليئتين بالدموع وأنظر 'للمسرح'، كان الفتى جالسا على ركبتيه موجها ظهره لـ 'الجمهور' بينما الآخر واقف أمامه يتلو من كتابه، تقدم أثناء ذلك مدير المدرسة، تناول السوط من يدي الذي لم يرفع بصره عن الكتاب وأكمل مهمته، بدا لي أنه يفرغ غضبه فيه.
وهكذا استمر 'العرض'، واستمر أناس في التناوب على جسد ذلك الصغير، شرح لي العم كانغ أنهم المختارون الخمسة، فمن يكون إيمانه قويا يُسمح له بالمشاركة في الطقس.
بمجرد انتهاء الطقس هُرعت لركن مظلم واستفرغت حتى صفار مرارتي بسبب الصداع القوي وكثرة بكائي، حين انتهيت ابتعدت قليلا عن المكان وجلست أرضا.
"تفضل" رفعت عيني لمصدر الصوت لأجد لينو يقف أمامي مادا لي منديلا، مددت يدي المرتعشة وأمسكته لأمسح به فمي
" هل تشعر بتحسن؟!"

صبي أوميلاس | سونغ إن ⁦⁦~♪⁩Where stories live. Discover now