والان دعوني اسرد لكم العنصر الثاني للخوف بالنسبة لي وهو (التعلق) ولا ينحصر في شيء ولكن اجمله في علاقتي بوالداي
والدي رجل بسيط من الفئة المتوسطة تزوج والدتي بما يسمي الان بجواز الصالونات(وهو في الحقيقة جواز مصونات) ف كان هو في خمسة وعشرين من عمره وهي في الثالثة والعشرين وكان الاثنان متفقان مع فكرة اني الحب سيأتي بعد الزواج ان لم يكن حب العشاق سيكون حب العشرة وهذا ما حدث ف في البداية كانت علاقتهما متوترة بسبب حياتهم الجديدة ولكن سرعان ما تأقلمو مع بعضهم وبدأ ابي يشاركها كل شيء حتي انه كان يأخذ برأيها في عمله عكس معظم الرجال ف كانت امي فطنة وذكية ورقيقة غير كونها جميلة كانت سمراء البشرة ولكنه كان سمار حلو مثل الشوكولا الفرنسية كانت عيناها زرقاء يغلبها اللون السمائي الغامق وعندما تبكي وتنظر لعينها تري عينها مثل الامطار في السماء الصافية، شعرها طويل يصل لخصرها وقد تشعرا انه مجموعة من خيوط الحرير من شدة لمعانه وتناسقه، ذات حواجب منفرجة من الاجناب متناسقة مع وجهها....
وكان والدي ممن يرتدون النظارات هادئ الوجه والطباع، يشبه الموظفين في التسيعينات (يبدو ان فترة التسيعينات لهي حقبة مؤثرة حقا في عائلتنا) كان حنون للغاية، ورغم هذا علاقته بأمي من الناحية العاطفية لايوجد وصف او اسم كان الاثنين لا يقدر احد منهم علي قضاء يوم واحد بدون الاخر، فكان ابي دائما يأتي بالسماعة او الكاست الخاص به ويبدأ بتشغيل اغنيتهم المفضلة كانت اغنية انت عمري لام كلثوم ويأتي ابي ويأخذ بأيد امي ويأخذون في الرقص والقهقهة وبعد ما تُهزم اجسادهم من فرط الحركة يرفع ابي رأسه ثم ينزل في رفق في حجر امي ويُغمض عينيه وينام وكانت امي تطيل في النظر له والابتسام الي ان يغلبها النوم،ورغم هذا لم يعترف احد منهم للاخر انه يحب الاخر
لا تندهشو هكذا فكانت هذه طبيعتهم كانو رقاق القلب جمال الملامح بسطاء الافعال لذا في نشر الحب والسعادة كانت من طبيعتهم وحين اسأل امي عن ابي وهل احببته في يوم من الايام تجيبني دائما بأنها لم تحبه فقط تعلقت بوجوده مثل اللعبة الوحيدة لطفل في اسرة غير مقتدرة فتكون لها المهرب من كل شيء والصديق الوحيد لها، ولكن اتعلمون انا اعرف انها ترواغ في الاجابة فقط لكي لا تغلبها دموعها وحتي لا تنهار امامي وانا من اراها قدوة ومثلي الاعلي، الان تتسائلون لماذا اسألها هي ولم اسأله هو في الطبيعي انا لا احب ذكر هذا الامر ولكنه مختفي منذ سنوات حتي اني لم اعد احصيها، كان قد سافر في احد الدول ليحسن من دخلنا وبعد شهر من سفر انقطع كل شيء عنه بحثنا كثيرا وكثيرا لكن لا اثر له ونعرف انا وامي انه لم يتركنا ما كان ابدا ليفعل ذلك ولكن الله اعلم بما حدث له ومع هذا يصر زملائي وكل من حولي انه قد توفي ولكني اشعر انه علي قيد الحياة في مكان ما وسوف يرجع لنا في يوم ما
والان نرجع لسؤالنا الاساسي هل الحب ملازم للتعلق ام انه قد يتعلق شخصان ببعضهم دون وجود الحب؟ انا اري من علاقة والداي انه ملازم له بالعكس لايوجد تعلق بدون حب العنصران يسيران بجانب بعضهما في خط مستقيم في نفس الوقت
اما امي ف انا اسمعها كل يوم في اليل وهي تبكي علي اغنية انت عمري لام كلثوم وتظن دائما اني نائم ولاسمعها رغم اني في بعض الاوقات اظن انها تعلم بل تشعر بوجودي ايضا، انا اشعر بها هي الان وحيدة ولا تملك احدا وابي بعد اختفائه قد ترك فراغا لايمكن ان يقدر احدا علي سد هذا الفراغ حتي لو كان انا
اريد دائما الذهاب لها واحتضانها ولكن ازيل الفكرة من رأسي في اللحظة الاخيرة ف انا اعرف انها عزيزة النفس ولا تحب ان يراها احدا وهي في هذه الحالة من الضعف، ولا اكذب عليكم رغم اني لم اقضي مع ابي وقتا طويلا وبالكاد اتذكره الي اني مشتاق اليه بسبب ما تحكيه امي لي عنه دائما، اشعر بعد انتهائها من الحديث عنه بانه السوبر مان الخاص بنا او اكثر ان لم ابالغ ف هل لسوبر مان ان يشعر بحاجة احد الي احتضانه ف ياخذه في احضانه دون ان يطلب منه؟
أنت تقرأ
ثلاثية عناصر الخوف المبهمة
Randomرأيتها كانت متوسطة الجمال ذات بشرة قمحاوية متوسطة القامة وخديها يشبهان الخوخ في حمرتهما ودورنهما، تلبس فستانا بني اللون يشبه المريلة المدرسية في التيسعينات الي انه ارقي واجمل وان طلبت مني ان اصفها في خصلة واحدة ف ستكون (فتاة احلامي ان كان لي فتاة اح...