كَيان.

6 1 0
                                    

لم انسى منْ اكون، ولكنِ نسيتُ ماذا اكون، فكما لا يمكن للببغاء ان ينطق و يكون بشراً مهما سعي وحاول سواءً انْ فهم البشَر ام لا، فلا يمككنُي انا، المخلوقُ الذي انتزعَ كيانهُ بذاته، ان اكون بشراً، قد ارى نفسي كالسَبعِ او الافعىَ فكل ما يشغلُ بالي هو العيش، اترَبص بفَرائسي اللاواعيه بصبْر حتى اكُشرْ عن انايبي انَتهز فرصتِي واقتُلُ ما بِداخِلي غيري وكذلك لا استطيع اثبَاتَ نفْسي قائِلاً اني فخور بمَاهِيتي او انْ اتَقوقعَ حول نَفسِي باكِيًا اشكُو انِي مهان، ما منْ سعَادةٍ تغمرُني ولا حتى حزنٌ يحَطمُني ليجْبرَنِي عَلى بنَائي نفْسِي مُجددًا، كأنِي لا افرق بينهما، لم اعد اشعر بشيءِ، مماثِلاَ ذلك بقية "المشاعر" المتعارفة بين بَنُو الانس، الذُل، الحُب، الكُره، لم اعد اذكُرُها او احَاول تَذكرها، تلك المَشاعر من سِيمّ البشَر ولكنها من سِيمّ الحيوانات أيضاً، فَها اناَ ذا امَام مُعضِلةٍ اُخَرى، فإن لم اكنْ بشرًا ولا حيواناً فماذا اكُون؟..
وتَبدُو لي هَذه المَشاكل مُتَمحورةً حَولي فقط فَلا شيٌء يحُومُ بعَقلي سِواي انا، فانَا اقفُ في صفّي نفسِي وفِي ذات الوقت اقفُ ضِدها، ولم يعُد لدي شيٌء غير تلكْ الدَوائر التِي ارسُمها لنفسِي و ادُور فيها، كالمَسحور، كالمَجنون، في عذابٍ سرمديٍ ادُورْ، وعلى الرغم من فُقدانِي لمشَاعرِي الا اني افهم انّي اقترفتُ خطأً في حقِ نفسِي ولكن غَير ذلك لا افعل، فتارةً اشعر اني لستُ سِوا جرة، فلا اكون شيئاً الا تجسيدٌ لفكرةٍ
ما كنتُ عليه في السابق، لستُ سِوا اضحُوكة، قشرةٌ هشةَ لرجلْ، و لو اننِي افهَم نفسِي لما وجَدتنِي ضَائعاً في وجْدانِي هَكذا، ولكننِي لمَ اعد افهم كَيف اُفكر وكَيف كنتُ افكر في المَاضي، فكلُ يومٍ انا مخلوقٌ جَديد مختَلفٌ عن الامسْ، وكأني ولدتُ من جَديد، وكأن ذَاتي القدِيمة شخصٌ غريبٌ لا اعرفهُ ولا افهمه.

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Mar 13, 2023 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

(""الغَرَقْ..."")حيث تعيش القصص. اكتشف الآن