《 I 》

2K 81 77
                                    

بريطانيا..
العاشرة صباحا، عام ۱۸۸۸

《سيسيل تايهيونغ..》

"جاور خفيف الروح تصبك عدوى جمال روحه"

ابتسمت أعيد قراءة تلك الجملة، قبل أن أمسك قلما أضع تحت السطر خطا واضحا، أغلق الكتاب بعد أن طويت طرف الصفحة لأتذكر أين توقفت..

ابتسامة داعبت أطراف شفاهي حين مر بخيالي ابتسامة كاثرين إن علمت أنني طويت الصفحة فهى تكره عادتي لك و لطالما كانت تكرر جملة واحدة،"الكتب لها قدسيتها! كيف تطوي الصفحة هكذا!"

عيناي تركت الكتاب أخيرا لترفرف رموشي للضوء الساطع من النافذة لأنظر للخارج لألحظ أن القطار قد توقف في محطة صغيرة على ضواحي بلدة روتشستر،أخيرا وصلت!

الرحلة بالقطار تقلل المسافة حتما،لكن بتلك الكراسي الخشبية؛كدت أفقد فقرات ظهري،حملت حقيبتي البسيطة بينما أتوجه لداخل المحطة أعبر منها لأكون أخيرا..داخل بلدة روتشستر او التي تدور حولها الكثير من الشائعات..

خمسون كيلومترا هى المسافة المقدرة بالقطار من قلب لندن و حتى البلدة و كل هذا فقط لأنني أود إشباع فضولي..

تنهدت أسحب الهواء المنعش داخل رئتاي،أعدل شعري و ثيابي قبل أن أخطو ببطء للبلدة، لم أقرر كم من الوقت قد أبقى فيها و لهذا لم أبالي حقا بالبحث عن منزل صغير فيها، لذا يبدو أنني سأكون مضطرا للمكوث في أحد فنادقها الصغيرة منخفضة الأسقف إن لم ارحل في قطار الثامنة مساءا..

من النظرة الأولى للبلدة فإن أكثر ما يميزها هو المساحات الخضراء الشاسعة،الأمر يبدو و كأن عدد سكان البلدة قابلون للعد على الأصابع..

أوقفت عربة تجرها بضعة أحصنة لأصعد أخبره أن يوصلني لقلب البلدة فحتما موطن السكان سيختلف تماما، كانت عيناي تجوبان يمينا و يسارا مع التفات رأسي لكل الاتجاهات أحفظ شكل المناظر الخضراء في ذاكرتي، هذا مشهد فريد من نوعه في بريطانيا..

لندن تتميز بضبابها و ضوضائها،بها مناظر خضراء بلا ريب لكن ليس بهذه الكثرة، البلدة تبدو و كأنها هى من تستضيف البشر بين أحضانها على عكس لندن التي هدمت بداية التحضر جمالها..

"هل هذه أول مرة لك؟"
سألني العم العجوز الذي يتشبث بلجام الحصانين بينما يسيران بسرعة متوسطة سمحت لي بالحصول على الراحة..

"أجل إنها أول مرة أزور بها روتشستر؛إنها بديعة" ابتسمت بينما حركت النسمات خصلات شعري لأغلق عيني اليسرى بينما يدي تتجه لشعري تبعده ببطء

˚ · . Amygdala •VK•˚ · .حيث تعيش القصص. اكتشف الآن