ما بعد البداية

28 5 0
                                    

.

.

عد بلوغ سن الأربعين يهيئ المرء منا نفسه لاختيار الأعمال المناسبة غير المرهقة ويبدأ في انتخاب من يساعده في أعماله إن كان صاحب أعمال ويبدأ جدياً في التفكير في كيفية قضاء الباقي له من عمره في راحة متجنباً كل ضغط قد يؤثر على صحته على قدر الإمكان.

قال تعالى: {وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَاناً حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهاً وَوَضَعَتْهُ كُرْهاً وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْراً حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحاً تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ } [الأحقاف:15].

قال الإمام ابن كثير: {وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً } أي تناهى عقله وكمل فهمه وحلمه ويُقال إنه لا يتغير غالبا عما يكون عليه ابن الأربعين" قال أبو بكر بن عياش عن الأعمش عن القاسم بن عبد الرحمن قال: قلت لمسروق متى يؤخذ الرجل بذنوبه؟ قال: إذا بلغت الأربعين فخذ حذرك وقد قال الحجاج بن عبد الله الحكمي أحد أمراء بني أمية بدمشق: تركت المعاصي والذنوب أربعين سنة حياء من الناس ثم تركتها حياء من الله عز وجل، وما أحسن قول الشاعر:
صبا ما صبا حتى علا الشيب **** رأسه فلما علاه قال للباطل أبعد

عظمة الرسول صلى الله عليه وسلم في تحمل إقامة دولة الإسلام بعد بلوغه الأربعين: ويفوت الكثير من المسلمين تأمل أمر هام يتعلق بعظمة أشرف الخلق وخاتم المرسلين صلى الله عليه وسلم، ففي الوقت الذي يتهيأ فيه المرء للراحة والدعة والاستجمام كان الأمر لمحمد صلى الله عليه وسلم بتحمل مشاق البعثة وإقامة أمة هي خير أمة أخرجت للناس، والخروج بالعالم بأسره من الظلمات إلى النور.

فتحول يتيمنا لسيدنا وحبيبنا.

فدعوني أقص لكم ماذا حدث منذ نزول الوحي حتي وفاته ﷺ...

وهنا أستذكر أنشوده وهربت دمعة من عيني أثر إستذكار ذلك.

وهي أنشودة كلماتها كالتالي.

ليتك معنا.. تهدينا طريقاً ينفعنا... ليتك معناا... يارسول الله.. ♡

هو حقاً حبيبي وشفيعي. فاللهم إجمعني وإياكم معه.

النبي تحمل ثقل الوحي ومشقة البلاغ وصعوبة الأذى وبلاء المقاطعة ثم الهجرة من أرضه، ثم مشاق ومسؤوليات إقامة دولة إسلامية، ثم احتمال الجهاد في سبيل الله وملاقاة الكفار في كل حدب وصوب سواء كفار قريش أو اليهود ثم الروم. تحمل أذى المنافقين وتحمل كل هموم أصحابه فكان المعلم والأب والأخ والصدر الحاني للجميع صلى الله عليه وسلم

 في حب الرسول ﷺ ✓✓حيث تعيش القصص. اكتشف الآن