إثــنــان

258 35 9
                                    

"سيد ممرض، لماذا يوجد الكثير من القلوب هنا؟"

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

"سيد ممرض، لماذا يوجد الكثير من القلوب هنا؟"

بدأت مصابيح الفلورسنت تغمر الغرفة بالنور بعد إدارة المفتاح. سمح سوبين للفتاة بالدخول أمامه وأغلق الباب.

كانت الغرفة تمامًا كما تُركت قبل ثلاث سنوات؛ حيث لم يسمح سوبين لأي شخص، بمن فيهم هو نفسه، بالدخول منذ ذلك الحين. مجرد وجوده هنا جعل جسده يشعر وكأنه تمزق خلال فترة زمنية. إستنشق نفسًا عميقًا، ومضت عيناه أخيرًا لإلتقاط ما يحيط به.

لم يكن أي شيء مختلفًا عن غرف المستشفى الأخرى. السرير مصنوع بشكل مثالي. الجدران بيضاء كحال الملاءات والأرضية والسقف وأي شيء آخر تقريبًا. تم تزيين الغرفة بأكملها تقريبًا باللون الأبيض.

لا شيء غير عادي.

بإستثناء الكثير والكثير من قلوب الأوريغامي كلها بألوان مختلفة تملأ الغرفة بأكملها حتى أنها بكل مكان يمكن للمرء أن تقع عيناه عليه. تموجت بألوان ورقية زاهية عبر مجال رؤيته؛ من اليسار إلى اليمين، ومن أعلى لأسفل. تم لصقها على الحائط، لدرجة أنه بالكاد هناك مساحة لرؤية الطلاء الأبيض. تم تعليقها عبر السقف في صفوف متعددة، متقاطعة مثل زخرفة أضواء غرفة النوم. كانت قلوب الأوريغامي بجانب السرير. فوق المنضدة، على الوسادة، وتنتشر بعناية عبر الملاءات.

بإمكان سوبين تذكر تمامًا كيف أصبحت هنا، حيث كان الشخصَ الذي قام بتوزيع القلوب خلال الغرفة قبل ثلاث سنوات، كما لو أنه حصل بالأمس فقط.

جلست الطفلة الصغيرة بهدوء فوق الكرسي بجوار السرير مباشرة، لكن سوبين رفعها ووضعها على المرتبة. هيكلها الصغير محاط ببحر قلوب الأوريغامي الموزعة عبر الملاءة؛ كان المنظر محبوبًا بشكل غريب لها، لكنه مفجع بالنسبة لسوبين لأسباب لم يفضّل تذكرها.

جلس الممرض على الكرسي المجاور للسرير، وسحبه أقرب للطفلة التي سلمته قلبا عشوائيًا إلتقطته. "هل سمعتِ من قبل عن تقليد تعليق القلوب الورقية في المستشفى؟"

أخذت الطفلة تتفقدها بحماسة وأومأت برأسها فرحًا. "نعم! أخبرتني أمي أنه عندما يغادر شخص ما المستشفى للذهاب إلى الجنة، فإننا نصنع له قلبًا ورقيًا! هكذا، هكذا!"

"هذا صحيح"، إبتسم سوبين فقد أدت الإثارة النقية والبريئة للطفلة أمامه تقريبًا إلى إشراق الأجواء الحزينة لهذه الغرفة، وهو أمر لم يستطع أحد تحقيقه لسنوات عديدة سابقة. وجد سوبين الأمر مثيرًا للسخرية نوعا ما أيضًا. "لكن هل تعرفين كيف بدأت؟"

هزت الفتاة رأسها نافية، وقربت القلب الورقي نحو بطتها المحشوة حتى يتمكنا من فحصه معًا. هذا وحده شد على أوتار قلب سوبين بألم.

"حسنًا، سأخبرك قصة." قام بتنظيف حلقه، ونظرت الصغيرة إليه بألمع عيون في العالم، منتظرة بشوق.

تساءل سوبين حينها عما إذا كان وجودها كعلامة.

"لقد بدأت هنا، داخل هذه الغرفة تحديدًا. عن طريق شاب إعتاد أن يطوي قلبًا ورقيًا كل يوم لأجل حبه المفقود. متمنيا أن كل قلب صنعه سيجعله يقترب من اليوم الذي تُفتح فيه تلك العيون مرة أخرى."

🧸🌾

الظاهر أنه لا أحد مهتم بالفيك .. لكنني قررت إنهاءه رغم كل شيئ لأنني حقا أحبه 😩💛💙

UNDER THE SKY IN ROOM 553 | YGحيث تعيش القصص. اكتشف الآن