الاستغفار

1 1 0
                                    

" خدي الخمسة جنيه دي وهاتيلي علاج من الصيدلية "

نزلت في يوم الشارع ولفيت على صحاب العمارة وقولت:
" اللي عاوز أي طلبات هروح أجيبهاله بخمسة جنيه بس "

كان عندي عشر اخوات، أبويا كان مريض غضروف مكنش بيتحرك وأمي كانت بتبيع خضار .

واخواتي صغيرين وعاوزين مصاريف وبس، كنت بنام وأحلم إن ربنا عوضني.

غبت كتير أحلم وأتمنى حاجات كتير بس ولا أي حاجة منهم اتحققت وقلبي كان مُفتت، ضايع بين دهاليز الحياه.

طيب اشمعنا أنا؟ وليه بيحصلي كدا؟ ما في بنات صحابي مش بيشتغلوا ولا بيتجهدوا وعندي كل حاجة؟ فين العدل؟

وهل يتساوى المُجتهد بالكسول!

وقفت في نُص الطريق مش عارفة أروح فين، طيب أكمَّل وانتظر العوض ولا أفضل قاعدة مكاني لحد ما شغفي يموت!

ببص لاقيت راجل بينادي عليا من البلكونة وبيحدفلي هدوم ومعاهم خمسة جنيه وبيقولي: " خدي البدلة دي وديها المغسلة "

رمقته بنظرة ساخطة ونزلت نفضت البدلة ومشيت، ببص لاقيت ورقة مقطوعة من كتاب وسط التراب لإني بحب أخد بالإشارات جدًا ..

نزلت خدتها لاقيت مكتوب فيها بخط مبهدل ومش واضح:

عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «من لَزِمَ الاستغفار جعل الله له من كل ضِيقٍ مخرجًا، ومن كل هَمٍّ فرجًا، وَرَزَقَهُ من حيث لا يحتسب».

ركزت في الحديث شوية، أنا عارفة إنه شائع ومشهور بس مش الكل بيركز بين ثناياه وبيتمعن فيه،

قِلة قليلة اللي بيتنافس مع غيره في الإستغفار وبيسابق نفسه وبيعرف قيمته وسحره.

طب معقولة لو لزمت الإستغفار حالي هيتبدل ويتغير؟ طب ما في ناس كتير بتستغفر ولسه حالهم زي ما هو

؟ قولت لا لازم اشتري سبحة الكترونية وأخصصها للإستغفار وبس، وحرفيًا كنت بستغفر كل يوم أكتر من عشر آلاف مرَّة!

فعلاً لزمت الإستغفار وجعلته ركيزة أساسية معرفش أقف وأعدي يومي من غيرها، لدرجة إن لو سكت عنه الاقي لساني بيستغفر لوحده، وكان دايمًا جوايا صوت بيقولي:

"لسه الحلو جايلك في الطريق"

وبقيت بشتغل في أكتر من حاجة وبنزل أبيع خضار فب السوق مع أمي، ومبسوطة إن ربنا متعني بالصحة حتى لو ظروفي شبه معدومة

، ببص لغيري وبرجع البيت أسجد وأعيط من كثرة النعم، الإستغفار زرع جوايا شئ روحاني خلاني ببص للحياه بنظرة تانية.

وقررت أكمِّل الثانوية العامة، ولما الفلوس كانت بتقصر كنت بتحايل على المُدرسين يدخلوني ببلاش وفعلاً كان معظمهم بيوافق،

صحيح كنت بحس إن عِزِّة نفسي بتتكسر مليون حتة بس كنت واثقة في ربنا.

جبت مجموع كلية الآداب، مزعلتش وحمدت ربنا على رزقه وقولت في نفسي: " رب الخير لا يأتي إلا بالخير "

وفي يوم روحت لست خيَّاطة أوزعلها شغلها وأخد منها تمن المشاوير فلاقيتها بتقولي: " خدي الحاجة دي وصليها لصاحبتي "

ولما روحت كان نصيبي موجود هناك، من ساعة ما شافني وهو جه طلبني من أهلي، كان قابل بكل ظروفي ومرحب بيها وكمان كان حالته المادية مرتفعة وأخلاقيًا شخص محترم.

خدني بشنطة هدومي وبس، وعمره ما ذلني ولا سمح لنفسه بإهانتي، وقف جنبي لحد ما كملت ماجستير واتعينت دكتورة في الجامعة، وأنا وقفت معاه في شغله لحد ما بقيت شريكته.

وحالي اتبدل وبعد ما كنت باكل مرة واحدة في اليوم بقيت شغالة وناجحة في كل حاجة، رُزقت الزوج الطيِّب المُحب والمال والذرية الصالحة، وبقا رصيدي في السوق بس عشرة مليون جنيه!

مكنتش مستغربة من عوض ربنا قد ما كنت مستغربة إن إزاي الدين الإسلامي جميل كدا؟

لمجرد إني أحرك لساني كل يوم بكلمتين حياتي تتورد كدا؟

الإستغفار نور كهفك وجلاء همَّك 💚

الإستغفار مغناطيس العوض لقلبك فمتحطش حاجز يمنع الجذب الجميل 💚🌿

بدايه جديده           Ēŝŕåä Hashemحيث تعيش القصص. اكتشف الآن