ذهب حبي أدراج الرياح

122 6 31
                                    

-احبك...يا من ايقظت قلبي من سباته العميق...
-هل انا احلم؟!...لم اتمني في حياتي اكثر من هذا

استيقظت اليوم علي رنين هاتفي النقال
يبدو ان رئيسي في العمل يريدني لشئ مهم فهو لا يتصل بي في العاده
قلت بعد محاولتي ابعاد صوتي النائم:صباح الخير ايها الرئيس
-صباح الخير اديل
-هل تريدني في شئ ما
-اوه اجل، هل يمكنك الذهاب الي مقر الشركه الرئيسي فهناك بعض الاوراق المهمه اللتي احتاجها سابعث اليكي من يستلمها منك، هل انتي متفرغة لهذا؟
-اجل، انا متفرغة طوال اليوم
-حسنا اعتمد عليكي
اغلقت الخط وذهبت الي دورة المياه لاغسل وجهي ثم ارتديت ملابسي وذهبت الي الموقع المطلوب
بعدما وصلت لم يكن هناك احد بالشركه والعمال نائمون
فتحت حقيبتي لابحث عن بطاقة فتح الباب الرئيسي
-قلت لنفسي بذعر :اوه لا يمكن. هل نسيتها!
فتحت هاتفي واتصلت بالرئيس لاخبره بما حدث
فرد بصوت يميل للغضب:حسنا انتظري عندك سابعث لك باحدهم في غضون ربع ساعه
تمتمت:حسنا
اغلقت الخط
وقفت انتظر ثم حانت مني التفاتة الي منزلي القديم هنا
لقد انتقلت منذ ما يقرب عن سنه
انتقلت الي بلدة اخري بعيدة عن هنا
لا اريد حقا تذكر الجحيم الذي كنت اعيشه هنا
ولكن ابت ذكرياتي الا ان تفرض نفسها علي عقلي
استسلمت لها وعدت بذاكرتي الي تلك الاوقات التي عشتها في هذا المكان
لقد مكثت فيه مدة ثمان سنوات تقريبا
لقد تغيرت حياتي بالكامل هنا
جئت عندما كنت في الثالثة عشرة تقريبا
كونت صداقات...كثيرة
احببت...
رحلت عني واحدة من الاصدقاء الذين احببتهم كثيرا
ذقت الكثير من الالم هنا والقليل من السعاده
ولكن...
القيت نظرة علي ذلك المنزل الواقع بجانب منزلي القديم
حبي القديم انه يقطن هنا
لقد اشتقت اليه كثيرا ولكني عاهدت نفسي علي النسيان
فعندما ذهبت من هنا وانتقلت لمكان اخر كان حبي قد ذهب ادراج الرياح
افقت من افكاري علي صوت ذلك الشاب الواقف بجانبي وهو يقول :ان الجو ممطر جدا
نظرت حولي فلم اجد غيرنا نحن الاثنان فقط
قلت لنفسي:انه يحدثني ولا ريب
قال بابتسامة :ان الشتاء علي وشك الرحيل
بادرته بالكلام قائلة :انت..مارك صحيح؟
نظر الي بدهشة وهو يقول :كيف عرفتي
قلت لنفسي:نعم انه مارك صديقه حتي ان لهما نفس الاسماء.
قلت له بابتسامة ووجهي في الارض:
انا كنت اسمعكما تتحادثان كثيرا اعني انت ومارك
-كيف؟!
-لقد كنت اقطن هنا في السابق
-اااه فهمت، ثم قال بلهجة مزاح:اذن كنتي تتجسسين علينا
اجبته بحياء شديد وانا اهز يداي امام وجهي يمينا ويسارا:شئ من هذا القبيل
ثم لعنت نفسي لقد اخبرته اني كنت اتجسس عليهم
ثم سرحت بافكاري مجددا
قطع علي حبل افكاري صوته مجددا وهو ينظر الي بطرف عينه وكانه متلهف لمعرفة اجابتي:اذن علي من كنتي تتجسسين علي ام علي مارك؟
قلت بجدية وقد بوغت بسؤاله:اوه هذا ليس من شانك
قال وقد احس بشئ من الندم لتدخله فيما لا يعنيه:اسف لم اقصد
-لا عليك، اسفة لاني عنفتك
-كنت فضوليا فقط بهذا الشان
-قلت له وانا لا ادري لم اتفوه بهذا الكلام:ربما...ربما ان جمعنا القدر مرة اخري فساخبرك
-وماذا ان لم يفعل؟
-اذن فليس مقدرا لك ان تعرف
رد بسرعة :متاكد من انه سيفعل
-سيفعل ماذا؟
-ربما ان جمعنا القدر مرة اخري فساخبرك
ضحكت وضحك هو ايضا
ثم قال:حسنا سو...
قطع كلامه صوت تنفسي الحاد
قلت لنفسي وانا اشد علي قبضتي:ليس الان، ليس الان
نظر الي مارك بقلق ثم قال:ماذا بك؟ تبدين متعبه
-قليلا ربما، الامر لا يستحق الاهتمام
هدأت قليلا ونظرت الي يساري فوجدت رجلا في مقتبل العمر مقبل علي
قلت له مرحبة به: مرحبا جاك
رد علي التحيه:مرحبا
نظرت الي مارك ثم قلت له:سأذهب الان
اومأ براسه وملامحه تبدو متألمة قليلا لم اعرف لم كان الالم باديا علي وجهه

ذهبت مسرعة خلف جاك
----------------------
نظر مارك اليها بقلق ثم قال لنفسه :اتمني ان تكوني بخير
سحبه من افكاره صوت صديقه مارك قائلا:اسف علي التاخير
-لا عليك يا صديقي هيا بنا
-----------------------------------------
وبعد مرور اسبوعين تقريبا....
كانت اديل تتمشي في بلدتها قليلا لكي تخفف عنها تلك الضغوط اللتي تجتاحها وتصعب عليها حياتها دائما
الي ان وقعت عيناها علي ذلك المتجر الضخم الممتلئ بالالعاب وكل التسالي اللتي يمكن للمرء تخيلها
راحت تتجول فيه الي ان رات قسم الموسيقي
ذلك القسم الذي تبهر به دائما ...حيث ان لديها اغنية مفضلة تحب سماعها
كم هي غالية عليها هذه الاغنيه انها تتذكر بها كل جميل مضي
امسكت بسماعات الاذن وبدات باستماع اغنيتها المفضله
وبحركة تلقائيه عادت بظهرها الي الخلف فارتطمت بظهر شخص ما، التفتت مسرعة وهي تنظر في الارض بدون ان تري وجهه:ا..اسفه جدا
رفعت راسها لتتعرفه ثم تفاجئت بشده...انه ذلك الشاب مارك الذي حادثها منذ ما يقرب علي اسبوعين
فقالت وعلي وجهها علامات الدهشه:انت؟!!
-اوه هل انا في المكان الصحيح ؟ثم نظر بحزن واردف: ام انها واحدة من الصدف المؤلمه؟
ماذا تفعلين هنا يا حضرة المبدعه؟
نظرت اليه بدهشة شديده ثم حادثت نفسي:كيف جاء الي هنا؟؟
ولم يقول بانها صدفة مؤلمه؟؟
ولم قال باني مبدعه؟!!
هل هو يطاردني يا تري ؟!!!
ظلت هذه الاسئلة تتردد في عقلها
ماذا يريد مني؟

My Happiness...Behind The Waterfallحيث تعيش القصص. اكتشف الآن