ذكرياتي الدافئه، ألا يمكنكي العوده؟!!

59 6 28
                                    

قالت له وعلي وجهها علامات الدهشه:انت؟!!!
-اوه هل انا في المكان الصحيح ام انها واحده من الصدف المؤلمه؟
ماذا تفعلين هنا يا حضرة المبدعه؟
اديل وقد زادت دهشتها:ها! ما الذي تفعله انت هنا؟
هل تلاحقني ام ماذا؟
قال مارك بدهشه:ألاحقك؟!! كيف افترضتي ذلك الافتراض العجيب؟ ....صحيح انكي جميلة ولكني لست ذلك النوع من الفتيان..
اعتراها خجل ظهر علي وجنتيها من مجاملته اللطيفه ثم نفضت عنها ذلك الاحساس
ثم قالت له بجديه:اذا كنت حقا كما تقول.فما الذي تفعله هنا؟اعني في هذه البلدة تحديدا؟
-انني اقطن بالقرب من هنا
اديل وعيناها تتوسعان من الدهشه:حقااا
-مارك بهدوء :اجل وما الغريب في ذلك؟
اديل بتوتر :انه..اعني ..لا..
قاطعها قائلا:انتي ايضا تعيشين هنا الان صحيح؟
-بدهشه:ا..اجل.كيف عرفت؟
مارك ببساطه وهو يرفع يهز كتفيه لأعلي:مجرد حدس

اديل بتصنع الغضب:ها! كيف تسمي هذا حدسا؟!!
مارك كتتمتة لهذا الجدال الذي لا طائل منه:لقد...اخبرتيني مسبقا انك ستجيبين عن سؤالي ان قدر لنا اللقاء مجددا
واخبرتكي حينها انني متاكد من اننا سنلتقي وها قد فعلنا
-اتعلم انك قطعت علي تفكيري .انني ذاهبه
ثم همت بالرحيل ولكن مارك استوقفها قائلا بشجاعة:ما رأيك ان نتجول في المكان قليلا؟
أديل في نفسها:انه حقا مصر...انا ايضا احتاج ان اتحدث الي شخص ما...ولكن لما هذا الشخص بالذات..؟ ربما...
قطع عليها تفكيرها قائلا:هيي الي اين ذهبتي بخيالك؟
قالت له منتبهة من شرودها:ها ..ل..لم اذهب الي اي مكان
-لا يبدو هذا ...ولكن لا بأس
ثم استطرد بعد ثوان قليلة من الصمت:اذا هل نذهب؟
-إلي أين؟!
-سنسير فقط ..إلا اذا اردتي شيئا آخر
-اتمني ذلك حقا ولكنني مشغولة الان ومضطرة للذهاب
-ارجو ألا تتهربي..فأنا لن أؤذيك ..لقد قلت فقط ..سنسير
-اديل باصطناع الغضب والانزعاج:اوه..انت عنيد حقا
-انا لست عنيدا بطبيعتي ولكني اكون كذلك مع العنيدين فقط
فقاطعته لكي تنهي هذا الجدال:حسنا ..موافقة
مارك بعدم تصديق لما يسمع وبفرحة :حقا؟ اذا هيا بنا
-الي اين؟
قال بفرحة :إلي الشلالات بالتأكيد..إن ما يميز هذا المكان هو شلالاته المبهرة بالرغم من ان احدا لا يزورها
اديل في نفسها:انه...يحبها ايضا ..ياله من شعور رائع ذالك الذي يتخللني الآن...هل المشاركة تجعل الشخص سعيدا هكذا؟!! ...لا اعلم ..ولكني...اشعر بالسعادة
ثم افاقت من افكارها علي صوته :هيي أتعلمين انك تذهبين بعقلك بعيدا...بكثره؟
ابتسمت أديل له بيد انها لازالت متأثرة بما تفكر فيه
ظهرت امارات الخجل علي وجهه بمجرد رؤيته لتلك الابتسامة الملائكية علي شفتيها
ان جمالها باهر بحق بشعرها الذهبي الانسيابي وعيناها الخضراوين وبشرتها البيضاء الصافية...وجسدها المتناسق وانتقاؤها ملابسها بعناية فائقه مما يظهر ذوقها الرفيع
ثم انتفض من افكاره علي صوتها وهي تعاتبه بمزاح:من منا الذي يذهب بعيدا بعقله الآن؟
ثم ضحكا معا
-انها قريبة من منزلي تلك الشلالات...أنا أذهب اليها حينما أشعر بأني لست بخير...انها تداويني حقا وتخفف عني الكثير..
مارك بابتسامة صافية :ان هذا رائع ان تكوني قريبة منها
نظرت اديل إلي وجهه بإعجاب لأول مرة وهي تقول لنفسها:إن له وجها طفوليا رغم ذلك يبدو جادا شعره الكستنائي وعيناه العسليتان تضفيان عليه المزيد من الوسامة
ثم جعلت تهز رأسها لتنفض عنها تلك الأفكار التي اعتقدت بأنها غريبه.....
-جاء صوته المرح:لقد وصلنااا
انها جميلة اليوم ايضا أليس كذلك؟
-اجل بالتاكيد
ركضنا نحوها بلهفة ونحن نبسط أذرعنا في الهواء ونلتف حول انفسنا..وتذكرت...تذكرت كل أيامي الجميلة التي قضيتها هنا...بدأ ذلك منذ ما يقرب من عشر سنوات
كنت أنا وأبي وأمي وأخي الذي يصغرني بخمس سنوات
كنا عائلة سعيدة جدا بالرغم من اننا لم نكن انتقلنا الي هنا ولكن كل اجازة صيفية كنا نأتي إلي هذه البلده لأجل ان نقضي الوقت معا بجانب هذه الشلالات
كثيرا ما لعبنا هنا وكثيرا ما قضينا وقتا ممتعا
عندما أتذكر تلك الاوقات أشعر بالحنين الشديد واللهفة بحيث اريد ان اعيش تلك الاوقات مجددا
ولكن ما ان انتهي من تذكر الاوقات الجميلة حتي تعود لي تلك الذكريات السيئه...فلا شئ كامل ابدا حتي ذكرياتنا
كنا وحتي أربع سنوات عائلة جيدة وسعيدة إلي ان حدث ما حدث ...فقد اصيب والداي في حادثه سير إصابات بليغه أدت إلي وفاة والدي وبقيت والدتي علي قيد الحياة بعدها بأيام معدوده ثم رحلت هي الاخري أبت أن تعيش في هذا العالم بدون والدي فماتت من شدت حزنها عليه والذي ضاعف إصاباتها
وبقي لي أخي الصغير الذي وعدت بأن أحميه وأهتم به والذي اكتشفت متأخرا أنه مصاب بمرض السكري مما أدي الي وفاته هو الآخر
بعد أن كان هو كل عائلتي فظللت ألوم نفسي لأنني السبب في موته وظللت أردد أنا السبب..أنا السبب
حتي جاء اليوم الذي قررت فيه الرحيل والمجئ هنا فلقد تعبت حقا ..كل مكان أذهب إليه أري وجوههم أمامي وأحزن...أحزن علي موتهم كثيرا
بيد أن القدر لم يرد لي إلا العذاب فأحببت شخصا ما
لم يهتم لي ولم يشعر بحبي
فقررت الرحيل بعد ان ذقت عذابا دام سنوات طوال
واصبحت- منذ انتقالي- أتردد كثيرا علي هذه المناظر الخلابه والتي اتذكر معها كل الأيام السعيدة الماضيه
توقفت عن التفكير بعد أن لاحظت الدموع الساخنه التي تهبط علي وجهي
ونظرت حولي ابحث عن مارك فلم أجده
ولكن..سمعت صوته فجأة ينادي علي من داخل الكهف الذي يقع خلف الشلال
وقلت في ذعر:أوه يا إلهي ما الذي يفعله هناك
ثم ذهبت إليه بسرعة وانا اقول له:ما الذي تفعله هنا أيها الأحمق؟ ألست خائفا ؟ توجد الكثير من الحشرات والخفافيش هنا
اخرج بسرعة هيا
-رد علي قائلا :حينما رأيتك ذهبتي بعقلك مجددا قررت أن افاجئكي
اديل بدهشه:تفاجئني بماذا؟
-ثم أخرج لي بضع الجواهر بين يديه وهو يقول:بهذه
لقد اكتشفت هذا المكان منذ ما يقرب علي ثلاث سنوات
ولكني احتفظت به كسر ولم ارد أن يعلم عنه احد
ولكني أردت إخبارك انتي بهذا
احمرت وجنتاها خجلا ثم قالت:شكرا لك
تأكد اني سأحفظ لك سرك
ثم نظرت اليها باعجاب وانا اقول وااااه إنها جميلة حقا
-سأهديكي هذه الزرقاء
-قلت بسعادة:حقاا .انني محظوظة جدا
شكرا لك مارك
مارك بابتسامة حنون:علي الرحب والسعة
ثم أردف قائلا:هاتي يدك .تعالي لاريكي الاخرين
مددت يدي إليه ولكن ما إن امسكها حتي إنزلقت يداي ووقعت في الماء الذي يصب عليه الشلال الصغير
قال مارك بذعر وهو ينطق اسمها لاول مرة:أدييييل..ه..هل انتي ..بخير
ثم قفز في الماء بسرعة لإخراجها منه
ولكن حمدا لله تلك البقعة التي وقعت بها ليست عميقة...هكذا قال مارك لنفسه
وبرغم ان اديل لم تغرق ولكنها لم تستطع التحرك في الماء كان ثقيلا وايضا ملابسها ابتلت جميعا
قال مارك وهو يقترب منها ويقوم بسحب يدها ليخرجها من الماء :هل اصبتي ؟ هل انتي بخير؟
أديل وقد تركت كل ما يحدث حولها وفكرت فقط في ..كيف ان مارك يعرف إسمها
هي لم تخبره عن إسمها من قبل
كيف؟
وتساءلت أكثر وهي غير منتبهة الي ان مارك ينادي عليها ويطمئن
كيف ؟
كيف يعرف الكثير عني ؟
كيييييف؟!

مرحبا.هلا دا البارت التاني من الروايه
كيف كان؟
تتوقعو كيف مارك يعرف عنها كل هاد الأشياء ؟
وكيف سيكون موقفها منه؟
شكرا ع المتابعة^^

My Happiness...Behind The Waterfallحيث تعيش القصص. اكتشف الآن