1- الفاتنة فيها شيءٌ من الرعب

190 33 180
                                    

كان (لوسيان) يصعد ويهبط السلم باستمرار، ويقضم ظفره حينًا وينتف شعرة قاسية الملمس من  رأسه حينًا، وعيناه حمراواتان من قلة النوم، كان حاله مزرٍ

- قد أموت إن لم أحصل على تلك المنحة!!
- لا لن يحدث..

رد عليه صديقه (جيرال) الجالس على إحدى الدرجات وبيده كتاب يقرؤه.

- بل سيحدث! ما الفرق بين الموت والمركز الثاني؟ ما هو الإنسان إن عاش كسمكة ميتة يتنفس الهواء وبعينها الباردة ترى السماء؟  ما هو السمك على اليابس وما هو الإنسان في المحيط؟
- خطير يا فتى كيف هربت من نادي الشعر؟

حين شعر بأنه يتم الاستهتار بمشاعره وبالمصيبة، توقف (لوسيان) عن الصعود والنزول ووقف أمام صديقه قائلًا:

- لا أمزح!! أتعرف شعور الإختناق؟

لم يفكر (جيرال) قليلًا قبل أن يجيب:

- لا، لا أعرفه، ولكنني متأكد من أنها تعرف.

وأشار بإصبعه لشابة في العشرينيات من عمرها، مكبلة بحبل من يديها وقدميها، وعلى فمها لاصق قوي مخصص لمعدات الشحن، وفوق اللاصق لاصق آخر لزيادة التأكيد، وفوق اللاصقين لاصق ثالث، ونُزعت عنها االنظارات السميكة التي ترتديها، والتي لحسن الحظ جعلتها شبه عمياء.

سأل (جيرال):

- ما الذي كان يدور في عقلك حين اختطفتها؟

زم (لوسيان) شفتيه بحرج وكأنه متفاجئ مما حدث، وكأنه وضع في موقف لم يتوقعه، بل وكأنه لم يخطط لعملية الإختطاف تلك لمدة أسبوعين

- سأخبرك ما الذي فكرت فيه، وصحح لي إن كنتُ مخطئ في أي شيء. عمليًا.. عمليًا!!! لن تستطيع  الحصول على المركز الأول إن لم تحضر الإختبار أليس كذلك؟
- أوه..

كان كل ما أمكن ( جيرال) قوله، عجز أمام اللا منطق المتحدَث به.

عاد (لوسيان) مرة أخرى لأخذ الدرج صعودًا وهبوطًا:

- الخطة بسيطة، أحتفظ بها هنا حتى أختبر، أحصل على المركز الأول كما اعتدت أن أفعل، ثم … أطلق سراحها.
-أخلاقيًا..
-لا تحدثني عن الأخلاق، (جيرال)، لقد عذبت فئران مختبر في حياتك كفيلة لإدخالك الجحيم.

انطلق صوت جرس من ساعة (لوسيان) الذكية، جاءه إشعار بإتمامه لهدف 6 آلاف خطوة في اليوم.

حين رأى (جيرال) الإشعار من زاوية جلوسه قال:

- أرأيت؟ لقد أتممت 6 آلاف خطوة من التوتر ونحن في الساعة السابعة صباحًا وحسب والإختبار بعد ساعتين من الآن. فك الفتاة وستقسم لنا على أن تنسى هذه الحركة الغبية وأنها ستخطئ عمدًا في سؤالين، أليس كذلك؟

أومأت (روزالين) برأسها مسرعةً، فقد تألمت مؤخرتها من جلوسها على البلاط.

طرق (لوسيان) الأرض بطرف حذائه عدة مرات ليفكر، وفي النهاية ذهب إليها ونزع عنها اللواصق الموضوعة على فمها فأخذت (روزالين) تستنشق الهواء وكأنها كانت مختنقة حقًا

لوسي وروزيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن